+A
A-

عضو “الاجتماعيين” لـ “البلاد”: التسوّل في البحرين... احترافي!

رغم ما تشهده البحرين من طفرة تنموية، وتزايد مطرد في المؤسسات والجمعيات الخيرية التي تطور عملها كمًّا ونوعًا، إلا أن ظواهر التسول لم تشهد انحسارًا أو تراجعًا يتناسب مع جهود الدولة في تطوير المجتمع وبناء المظهر العام الذي يجعل من البحرين واجهة سياحية على مستوى المنطقة. 

ويتعارض تواجد المتسولين المواطنين والأجانب أمام الجوامع والمساجد والأسواق والمحال التجارية مع منظومة الدعم المتكاملة التي أنشأتها الجهات الرسمية لمساندة الأسر المعوزة والعاجزين عن العمل وكذلك ذوي الاحتياجات الخاصة. 

ورافق الجهود التنموية للمملكة وخطواتها في مجال حفظ كرامة الإنسان وتعزيز حقوقه، إصدار قانون لمكافحة التسول والتشرد في العام 2007، وكذلك إنشاء دار الكرامة لإيواء ورعاية المتسولين البحرينيين... غير أن انتشار هذه الظواهر السلبية لا يزال قائمًا في محافظات البحرين الأربع. 

 

مهنة واحتياج  

قالت عضو جمعية الاجتماعيين البحرينية هدى المحمود: إن “التسول” أصبح مهنة وليس مجرد “احتياج”، فما يحصل عليه السائل من مزايا تفوق ما قد يحصل عليه من راتب عن أداء وظيفة.  

وأردفت: هذه الجزئية تنطبق أيضًا على ما قد يتحصل عليه المتسول من دعم اجتماعي من جهات رسمية (وفق ما هو مقرر قانونًا). 

واستطردت: وبالنتيجة فإن أي تعويض أو مساعدة لن تمنع المتسول من هذه الممارسة، وسيتحمل لأجلها صعوبات التواجد في الشوارع، مما يجعل التسول تحديًا اجتماعيًّا.

 

العمالة السائبة

وأرجعت المحمود الزيادة في أعداد المتسولين إلى ارتفاع أعداد العمالة السائبة، وسط حديث مستمر من هيئة سوق العمل عن ضوابط وإجراءات. 

وتساءلت: هناك انتشار كبير لمتسولين غير مواطنين .. كيف حصل هؤلاء على “الفيز”؟ ومن المسؤول عن إقامتهم؟  

وأضافت: “نلاحظ وجود متسولين أجانب ينتمون لفئة المسنين وغير قادرين على العمل، فكيف جُددت إقامتهم؟ هناك قانون يحدد سن العامل في المملكة”.

 

 

العودة إلى الشارع  

غير أن عضو الاجتماعيين البحرينية أكدت أن الجهات الرسمية المعنية بمكافحة التسول تؤدي دورها المطلوب .. فالشرطة تقوم بضبط المتسولين، ومن ثم تبادر وزارة العمل والتنمية الاجتماعية بتسجيل المواطنين تمهيدًا لرعايتهم، ولكنهم يعودون للتسول مرة أخرى.  

وتابعت: الدولة تحاول جاهدة، وهناك محاولات جدية لتصحيح أوضاع هؤلاء.. إن استمرار تواجد المتسولين في الشوارع يشكل مظهرًا غير حضاري.    

وأشارت المحمود إلى البحث الاجتماعي لعدد من الحالات أظهر رفضًا من قبل هؤلاء لترك التسول، إذ قالت إحدى النسوة للاختصاصية الاجتماعية المختصة بمتابعة وضعها “اللي أحصل عليه .. أعلى من راتبج”. 

 

أجواء حارة  

وتابعت: إن الدافع الإنساني يحرّك الناس لإعطاء المتسولين مبالغ كبيرة أحيانًا، وعليه أصبح الجلوس في الأجواء الحارة لساعات طويلة مجديًا ويستحق العناء. 

واستطردت: أجل، لقد أصبح التسول “حرفة”، وبعض المتسولين يعملون صباحًا في مؤسسات، ويمتهنون التسول في فترة العصر أو الليل، فهي حرفة تجلب دخلاً. 

وبحسب المحمود، فإن بقاء المتسولين في الشوارع (بحرينيين وأجانب) غير مقبول في ظل توافر منظومة رسمية وأهلية متكاملة تدعم المعوزين والمصابين وذوي الاحتياجات الخاصة أيضًا.

 

عصابات  

وحذّرت عضو “الاجتماعيين” من إمكان انبثاق عصابات وتشكيلات إجرامية نتيجة استمرارية التسول بين الأجانب، على غرار ما يحدث في بعض الدول (نقل التجارب السيئة للمجتمع المحلي).