احتفالات البحرين بالعيد الوطني المجيد وذكرى تولي جلالة الملك مقاليد الحكم هذا العام غير.. نعم فإن البحرين تتقدم كل عام عن العام الذي يليه، فالصروح الشامخة والعمران الحديث الذي آلت إليه لم يكن كافياً، فكان لابد من الاهتمام بصانع هذه الحضارة وهو الإنسان البحريني، فالقيادة الرشيدة تدرك هذه الأهمية التي توارثتها مع الأجيال لتصنع نهضة البحريني الحديث فاهتمت بالعلم والفنون والطب والمعمار وغيرهم.

إن سياسات جلالة الملك منذ تولي مقاليد الحكم نهاية القرن الماضي وانطلاقاً للقرن الجديد تشهد معه انطلاقة قوية تواكب القرن الواحد والعشرين وتوازيها سياسات متوازنة على جميع الأصعدة استطاعت أن تبحر بسفينة البلاد وأن تخلق جواً من الاستقرار واجه به العديد من التقلبات العالمية.

الحلم البحريني لم ينتهِ ولن ينتهي، فطموح عاهل البلاد جلالة الملك حمد لم يتوقف عند حد معين من رفعة شأن الوطن والوصول به إلى أعلى المحافل الدولية.

ولصاحب السمو الملكي رئيس الوزراء الموقر ألف تحية على رعايته الكريمة لبرامج الحكومة التي استطاعت التخفيف من وطأة الأزمة الاقتصادية التي يمر بها العالم أجمع لكونه رأس الحكمة التي تساند القيادة على مجابهة العواصف التي تمر بالبلاد في سبيل بناء الدولة الحديثة التي يصبو الجميع إلى رفعتها واستكمالاً لمسيرته الناجحة في نقل الفكر المستنير من الشيخ سلمان بن حمد إلى الشقيق الشيخ عيسى بن سلمان ثم جلالة الملك حمد.

إن النهضة البحرينية الحديثة نتجت عن خطط مدروسة تتواكب مع المستقبل الحديث متمثلاً في ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد حينما صاغت القيادة استراتيجتها 2030 والتي تبني عليها الرؤى التنموية والخطط الحديثة التي تم وضعها استناداً إلى العدالة والتنافسية ورغبة في استكمال بناء البحرين الحديثة وتطوير الشخصية البحرينية والحفاظ على هويتها الرافضة لكل مثير للفتن.

فأتى الاستثمار أكله، حينما ابتعث الطلبة البحرينيون ينهلون العلم في بعثات إلى جميع الأمم ويعودون للوطن مدخرين العلم الذي يبنى الأمم، فها هي البحرين منارة في الخدمات الإلكترونية وها هي منارة في الفن يأتيها المبدعون من كل مكان في ربيع الثقافة غير سطوع نجمهم على الشاشات الخليجية.

ولا ننسى الاقتصاد، فلقد صارت البحرين عاصمة البنوك الإسلامية وانطلق من خلالها الاقتصاد الإسلامي يغزو العالم محققاً سمعة طيبة بين المؤسسات المالية العالمية التي أصبحت تثق في الاقتصاد البحريني وترى متانته التي يستطيع أن يعتمد عليه. بل إن كثيراً من المؤسسات المالية أصبحت تنطلق من البحرين لكي تبني عالميتها. لقد غدت كبيرة بأفعالها، ومكانتها العالمية، حيث تبوأت هذه المكانة بين الأمم ليشهد لها القاصي قبل الداني بحكمة قيادتها وطيبة شعبها، الذي احتوى العديد من الأجناس والأعراق على مدى العصور المتعاقبة.

ولم تنس البحرين أبداً مكانة المرأة، فقد اقترن الاحتفال بالعيد الوطني وذكرى تولي جلالة الملك مقاليد الحكم في شهر ديسمبر ليتزامن مع بدايته يوم المرأة البحرينية؛ ليؤكد تقدير الدولة لدور المرأة التي استطاعت أن تحتل مكانة عالية في جميع الميادين القيادية من القضاء إلى جميع المناحي الوظيفية التي أثبتت فيها أنها ليست أم عظيمة فقط، بل هي أهم أساسات الحضارة البحرينية الحديثة.