+A
A-

هولاند يقود فرنسا

أحمد كريم
ستغلق حكومة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند جميع الملفات المطروحة على طاولة النقاش لمدة شهر كامل؛ لتفتح ملف بطولة أمم أوروبا لكرة القدم، صفحة.. صفحة.. ابتداء من اليوم 10 يونيو وحتى 10 يوليو.
الاضرابات.. الفيضانات.. الاقتصاد.. اللاجئون، ملفات لم تعد لافتة في حضرة “يورو 2016”؛ وهو أهم ملف ستعرفه بلد برج إيفيل، ذي ارتفاع الـ1000 قدم، غير أن حكومة هولاند ستواجه في هذا الملف تحدياً في “الإقناع” وليس “الارتفاع”، حيث المقاييس لم تعد بـ“القدم” وإنما بـ “كرة القدم”، وكذلك المواجهات المُرتقبة سيكون التنافس فيها بـ“الرجل” بدل “البرج”!
“الصفحة الأولى” في ملف يورو 2016 تحمل عنوان “المواجهة الافتتاحية بين أصحاب الأرض الفرنسيين ونظرائهم الرومانيين”، والأكيد أنها ليست مواجهة افتتاحية عادية، إذ ترتبط نتيجتها بحسابات مُعقدة على أكثر من صعيد، منها أهمية الحفاظ على الوضع التنافسي في المجموعة الأولى إلى جانب الجارة السويسرية التي يتوقع أن تكون على الموعد بدقة ساعاتها الفاخرة، ورومانيا العضو الرابع المؤسس لبطولة كأس العالم البالغ عمرها 80 عامًا، وأخيرا ألبانيا التي لم تعرف يوماً طريق الوصول إلى المونديال لكنها تعرف جيداً كيف تعبر “مضيق اوترانتو” الذي يربط بين “البحر الأدرياتيكي” و“البحر الأيوني”، وهذا الأمر لا علاقة له بكرة القدم!
عنوان “الصفحة الثانية” يرفع شعار “استنهاض الروح الوطنية”، التي أحاطت “منتخب الديكة” في مونديال 1998 لغاية تتويج زين الدين زيدان - الجزائري الأصل - ورفاقه الآخرين بـ “النجمة الأولى”، والهدف من ذلك تحطيم جدار “عدم الثقة” الذي يحاصر المجتمع المدني في باريس وضواحيها بعد احتراق أصابع فرنسا بنار الأزمات المشتعلة في الشرق الأوسط.
أما “الصفحة الثالثة” فهي تحمل عنوان “استحضار أمجاد فرنسا من الذاكرة”، ومحاولة الصعود إلى الواجهة مجدداً ولكن بعبق تفوح منه رائحة “الانتصار” وليس “الدمار” الذي لا تزال “بلد العطور” تستنشقه منذ نوفمبر الماضي إثر سلسلة “هجمات باريس” التي جعلت “إمبراطورية نابليون المُحصنة” مُستباحة للإرهابيين الجبناء وملاذًا غير آمن للأبرياء، وكل ذلك في ظل وجود 90 ألف جندي يتناوبون على حراستها ليل نهار.
أما “الصفحة الرابعة” فهي تحمل عنوان “فريق حكومي بقيادة هولاند يخوض البطولة”، وهو ما يعني أن العبء هذه المرة لن يكون على اللاعبين وحدهم، في ظل تقدم هولاند ووزراء حكومته الصفوف الأمامية، وما المخاوف المُتعلقة بالأمن إلا “مباراة مصيرية” يخوضها “فريق الرئيس” وهو مدرك تماماً أنها مواجهة لا يعني السقوط فيها خسارة “منتخب فرنسا” والخروج من البطولة الأوروبية، وإنما خسارة “كرسي فرنسا” والخروج من “قصر الأليزيه”، وهذه ليست “نهاية سعيدة” تطوى بها الصفحة الأخيرة.