+A
A-

“ساق البامبو” و”بين قلبين” من الخيال إلى الشاشة

مشاهدو المسلسلات التلفزيونية، على موعد يوميا في شهر رمضان الكريم للفرجة على عملين أدبيين، هما “ساق البامبو” للروائي سعود السنعوسي، و”بين قلبين” للروائية علياء الكاظمي، اللذين خرج أبطالهما من رحم الورق، ليصبحوا أشخاصا تمشي وأرواحا تنبض بالحياة والحركة على الشاشة الصغيرة.
مسلسل “ساق البامبو” من بطولة سعاد عبدالله وفرح الصراف وعلي الحسيني وعبدالله البلوشي وشجون وفاطمة الصفي وهند البلوشي وعبدالمحسن النمر وغيرهم من الممثلين، وهو من إخراج البحريني محمد القفاص، وسيناريو وحوار الكاتب الكبير محفوظ عبدالرحمن، ومن إنتاج “صباح بيكتشرز- عامر الصبّاح”.
أما “بين قلبين” فيشارك فيه كل من أحمد السلمان وانتصار الشراح وسليمان الياسين وعبدالله الطليحي وفوز الشطي وروان مهدي وصمود وعبدالله الباروني ونور الغندور وعبدالله بوشهري وسناء صالح ومحمد الرمضان ومنصور الفيلي وغيرهم من الفنانين، ومن إخراج سائد بشير الهواري وسيناريو وحوار عادل الجابري، ومن إنتاج “صباح بيكتشرز- عامر الصبّاح”.
و”ساق البامبو” كرواية، مواقفها وأشخاصها وأحداثها، محفوظة في ذاكرة القراء، بعدما حظيت بنسبة قراءة عالية في الوطن العربي، على أثر فوز مبدعها السنعوسي بالجائزة العالمية للرواية العربية لعام 2013 “بوكر”، لأن الرواية كما جاء في حيثيات اختيار لجنة التحكيم لها “محكمة البناء وتتميز بالقوة والعمق وتطرح سؤال الهوية في مجتمعات الخليج العربي”.
أما رواية “بين قلبين” فمؤلفتها الروائية الشابة علياء الكاظمي، التي لفتت الانتباه لها وللقصة التي تتناول في إطار رومانسي قصة حب الفتاة (أريام) التي تدافع عن حبها ضد الظروف السيئة التي تعيش فيها وتعاندها، في الوقت الذي وقعت فيه في حب (بشار) وتعلقت به على الرغم من زواجه من أخرى.
والنصان يختلفان في مضمونهما عن القضايا التي شبع المتفرج الكويتي والخليجي من رؤيتها سنويا، والتي انحصرت في معظم الدراميات المحلية في الآونة الأخيرة في المشاكل الاجتماعية من حب وزواج وطلاق وغيرها.
وتتناول قصة “ساق البامبو” واحدة من أخطر القضايا في منطقة الخليج، وهي البحث عن الهوية “كويتي ولا فلبيني” والاسم “عيسى ولا هوزية” والدين “مسلم ولا مسيحي”، وعلى رغم أن فكرة البحث عن الهوية تم التطرق إليها أكثر من مرة، فإن السنعوسي نجح في تناولها بأسلوب سلس متمكن بعيداً عن الفذلكة والتعقيد والتعمق في التحليل.
ومن دون شك، ستكون عيون المشاهدين أثناء عرض المسلسلين على الشاشة الصغيرة وخيالهم مع النصين الأدبيين؛ ليشاهدوا ماذا فعل كاتبا السيناريو بالروايتين، وهما محفوظ عبدالرحمن “ساق البامبو” وعادل الجابري “بين قلبين”، ومن المعروف أن نجاح نقل أي عمل روائي، من دفتي كتاب إلى الشاشة الفضية، يتوقف على كاتب السيناريو الواعي، الذي يحول الموقف الذي صاغه الأديب إلى صورة.
يذكر أن تحويل القصص الأدبية إلى أعمال درامية مصورة تلفزيونية أو سينمائية عمل فني متعب جدا يتطلب من المتصدي له انتهاج رؤى إبداعية لترجمة المدون من الأحاسيس إلى نص مرئي بشكل يحافظ على مفرداته الخلاقة.
وبحسب موقع الجريدة الإلكتروني أن تحويل الاعمال الادبية على الشاشة ليس بجديد على الكويت، وعلى سبيل المثال كان آخرها في العام 2013، عندما حولت الممثلة أسمهان توفيق رواية علياء الكاظمي “حبيببة” إلى مسلسل تلفزيوني بعنوان “أحببتك منذ الصغر”، الذي عرض أكثر من مرة على القنوات التلفزيونية الخليجية.