+A
A-

النساء الحل النهائي للتطرف الإسلامي - مقال -



لا توجد شريحة في المجتمع الإيراني أصابها الضرر البليغ والفادح من نظام الملالي المتطرفين في إيران كما حال شريحة النساء، حيث عمل ويعمل هذا النظام وبصورة مستمرة ودونما توقف من أجل تهميش المرأة وعزلها اجتماعيا الى أبعد حد ممكن.
القوانين الرجعية المتخلفة التي أصدرها النظام طوال فترة حكمه السوداء، لم تعمل على تهميش دور المرأة وإقصائها اجتماعيا فقط، بل النيل من كرامتها واعتبارها الإنساني، خصوصا عندما يتم منعها طبقا لذلك من تحصيل علومها الدراسية في عدة مجالات وكذلك يتم منعها من مزاولة العمل في عدة اختصاصات لا لشيء إلا بسبب كونها أنثى، فإن ذلك يعتبر وبموجب أبسط القيم الإنسانية امتهانا لكرامتها الإنسانية.
المرأة الإيرانية التي شاركت في الثورة الإيرانية بصورة فعالة جدا وكان لها دور كبير ومؤثر في إنجاح الثورة، أمر لاحظه الملالي المتطرفون منذ البداية ولهذا رأوا فيها خطرا كبيرا على نظامهم ويجب تهميشها وجعلها بين الجدران ضمانا لأمن نظامهم، ولعل ما أشارت له زعيمة المعارضة الإيرانية، مريم رجوي، خلال مقابلة لها مع إذاعة فرانس ـ كلتور، يوضح الكثير من الأمور بهذا السياق، فهي أشارت في تلك المقابلة الى أن حسن روحاني كان من الأشخاص الأوائل في هذا النظام حيث نفذ مشروع الحجاب القسري. واستطردت ساخرة: انه يتبوأ اليوم مقعد رئاسة هذا النظام لابسا نقاب الاعتدال، فيما تم اعدام 2300 شخص خلال فترة رئاسته منذ 3 أعوام وبين المعدومين قرابة 70 امرأة.
إذا فإن قضية تهميش المرأة وإقصائها الشغل الشاغل للنظام منذ بداية تأسيسه، وهو كان على الدوام في سعي حثيث لتنفيذ ذلك، لكن وإزاء هذه المساعي المشبوهة للنظام ضد المرأة، فإن الأخيرة مستمرة في نضالها ومقاومتها الإجراءات والقوانين القمعية التعسفية ولهذا فإن السيدة رجوي عندما تستطرد في تلك المقابلة: “باعتقادي فإن النساء هن الحل النهائي للتطرف. الملالي سيتم اسقاطهم على يد النساء اللاتي تعرضن لأشد الاضطهادات من هذا النظام. ولهذا السبب إننا نقول إن النساء هن قوة التغيير في إيران”، فإنها في الواقع تؤكد حقيقة رفض المرأة الايرانية رفضا باتا أن تتم معاملتها بمنطق القرون الوسطى ويتم حبسها في بيتها لا لشيء إلا لكونها أنثى، ومن هنا فإن مطالبتها بالمساواة الكاملة بين المرأة والرجل في جميع المجالات السياسية والاجتماعية والقضائية وبشكل خاص مشاركة النساء في القيادة السياسية للبلاد. وكذلك بالحريات مثل حرية الملبس وحرية اختيار العمل وموقع العمل وحرية الطلاق أي الحريات المغيبة في النظام الحالي. فإن الزعيمة الايرانية المعارضة والمناصرة للمرأة بقوة، تضع يدها على مكمن الجرح ونقطة الخطأ الاساسية لنظام الملالي. إن إحقاق حقوقهن وتفعيلها على أرض الواقع وهو أمر لابد منه مهما طال الزمن، سيؤدي بالضرورة الى هزيمة التطرف الاسلامي، ومن هنا فإن النساء وكما تقول السيدة رجوي، هن الحل النهائي للتطرف الاسلامي.




فلاح هادي الجنابي
الحوار المتمدن.