معروف أن الضعيف وصاحب الحجج الواهية يستدعي الماضي ليُقوي به موقفه، ولكن استدعاء الماضي المزيف وهن على هن، وهذا ما ذهبت اليه “واشنطن بوست” في تقريرها المنشور أمس عن الوضع الحقوقي في مملكة البحرين، حيث اعتمدت على تقارير ما يسمى بمنظمات حقوق الإنسان عن البحرين إبان الأحداث المؤسفة التي مرت بها المملكة في 2011. القراء العاديون، وليس النخب، يُدركون أن ثمة أهدافًا وراء التقرير أبعد مما ذهب إليه بصياغته الحرفية، فاستدعاء أحداث 2011 ونحن في النصف الثاني من 2015 وإغفال التطورات التي حدثت في الأعوام الأربعة المنصرمة أمر غير مبرر، إلا إذا شخصنا الواقع لنعرف أن صراخ “وشنطن بوست” هو بقدر ألم أميركا من اتجاه مملكة البحرين نحو دول أوروبا والشرق، فالاتفاقيات التي وقعتها مملكة البحرين مع جمهورية فرنسا مؤخرا، فضلا عن التوجه نحو دول الشرق وروسيا أشعل الغضب الأميركي وجعلها تبحث في الملفات المدفونة علها تجد ضالتها في تشويه صورة البحرين الناصعة. وهذا إن كان يؤشر إلى شيء فإنه يؤشر الى أنه كما أن بعض المؤسسات الحقوقية في الغرب تعمل لصالح الدول، فإن صحفها كذلك موجهة من إدارات دولها، والحرية المزعومة إنما هي شعار لدغدغة مشاعر العرب، أما واقعًا فإنّ الدولة هي التي تحرك إعلامها باتجاه مصالحها. نسأل “واشنطن بوست” أن تغض الطرف عن التوجيهات التي تحركها وتدير ترسانتها الإعلامية باتجاه سوريا لترى أبشع الجرائم التي ترتكب بحق الانسانية، وتتجه بعدها إلى إيران لتبحث عن حقوق الإنسان المفقودة، ولن تجد أمامها في الدولتين التي جعلت المصالح الأميركية منهما “المدينة الفاضلة” إلا تهجيرًا وتشريدًا وإرادة إنسانية مسلوبة وحقوق إنسان دون الصفر، فلاقاعدة تستند عليها. إن ماحققه عاهل البلاد المفدى من إنجازات حقوقية وسياسية واقتصادية منذ أن أطلق مشروعه للإصلاح والتغيير لا ينكره إلا جاحد، فالبحريني في عهد جلالته ينعم بكافة الحقوق، وتحقق له من المكتسبات ما لم يتحقق في أكبر الدول.
إن ما أحرزته مملكة البحرين من نجاح لافت في التوجه نحو الشرق الآسيوي وأوروبا، وما حققته من تقدم مذهل على صعيد انفتاحها على العالم وتفاعلها مع دوله وتعاونه مع أقاليمه المختلفة، هو ما فتح مجالات جديدة من التعاون والتنسيق مع مختلف الدول، وخصوصًا الدول الآسيوية والأوروبية وروسيا والصين، بشكل أبرق رسالة مهمة للدولة الأميركية بأن المملكة قادرة على تعظيم مكاسبها ومصالحها بعيدًا عنها، ودون الاعتماد عليها، وهو ما أثار غيظ تلك الصحيفة الأميركية على مملكة البحرين.