+A
A-

السفير الباكستاني ل “البلاد”: بحرينيون يستثمرون في مشروع للطاقة في “إسلام آباد” بتكلفة مليار دولار

البلاد - رجاء مرهون
كشف السفير الباكستاني في مملكة البحرين سعيد أحمد خان عن مشروع جديد للطاقة الكهربائية سينفذه مستثمرون بحرينيون في مدينة “إسلام آباد” بتكلفة تقارب المليار دولار في الفترة المقبلة.
إلى ذلك، قال السفير في لقاء مع جريدة “البلاد”: إن عدد الجالية الباكستانية في البحرين قد ناهز الـ 100 ألف وافد، مشيراً إلى أن الأرقام تُبين أنهم يشكلون الجالية الثالثة، بعد الجاليتين الهندية والبنغالية.
وتحدث السفير أيضاً عن مشروع آخر لتأسيس وبناء مستشفى في باكستان على نفقة مملكة البحرين، لافتاً إلى أن الخطة المبدئية تظهر أن المستشفى سيتضمن قرابة الـ 1000 سرير.
وشكا السفير من تعرض الجالية الباكستانية لإجراءات تفتيش تستمر لساعات طويلة خلال حضورهم إلى المملكة عبر مطار البحرين الدولي، مؤكداً “لقد تحدثنا مع مسؤول بشؤون الجمارك حول هذه المسألة ووعدنا بحل، إلا أننا لم نلمس تغيراً”.
وفيما يلي نص اللقاء مع السفير ومستشار الشؤون الاجتماعية مقصود قادر الذي جرى بمقر السفارة بالمنطقة الدبلوماسية:
لنبدأ حوارنا بالحديث عن الجالية الباكستانية، كم تقدرون عدد الباكستانيين المتواجدين في المملكة؟
- السفير: تشير الأرقام بأننا نشكل الجالية الثالثة، بعد الجاليتين الهندية والبنغالية، ويقدر عددنا بنحو 100 ألف باكستاني.

هل تستقون هذه الأرقام من مصادر رسمية؟
السفير: لا أعتقد أن هنالك إعلاناً رسمياً للأرقام، إلا أننا نعقدُ اجتماعات مع هيئة تنظيم سوق العمل من وقت لآخر.

20 طبيبًا
ما هي أبزر القطاعات التي يتواجدون فيها؟
- السفير: أعتقد أن جهاز الشرطة يستقطب الجزء الأكبر منه، وهم يبلون بلاءً حسناً فيه. لقد خسرنا شهداء، وتم الإعلان عن وفاة شابين في الآونة الأخيرة.
إن ما يجعلنا فخورين هو أن جاليتنا متواجدة في القطاعات والمجالات كافة، هم موجودن في قطاع الإنشاءات والحراسة والصحافة، والصحة أيضاً. هنالك مجموعة من الأطباء يعملون في مستشفى الملك حمد. إن عددهم يتراوح بين 15 -20 طبيبا ممن يحملون شهادات عاليا وتخصصات دقيقة.
المستشار: إن قرابة 30 ألف من الباكستانيين المتواجدين في البحرين هم من فئة العمالة.

نمو الكتلة
كيف تطور النمو في عدد الجالية الباكستانية؟
- المستشار: إن العدد لم يقفز فجأة، وإنما تطور وتصاعد مع الزمن. أعتقد أن العدد كان قرابة 75 ألف قبل 5 سنوات، وأرتفع إلى 100 ألف مؤخراً.
السفير: مع الحديث حول التواجد الباكستاني في البحرين، أود أن أطرح عبر الإعلام وجريدتكم إشكالية رصدناها مؤخراً.

تفضلوا، ما هي؟
- السفير: لقد لاحظنا تعرض الجالية الباكستانية لإجراءات من التفتيش لساعات طويلة خلال حضورهم إلى المملكة عبر مطار البحرين الدولي في الآونة الأخيرة.
لقد تحدثنا مع مسؤول بشؤون الجمارك حول هذه المسألة ووعدنا بحل، إلا أننا لم نلمس تغييراً.
نحن هنا لا نشتكي، هذه بلادكم، وأنتم أصحاب القرار فيما يتعلق بالمسائل الأمنية، ولكننا غير سعداء بـ “إهانة الباكستاني” وإبقائه ساعات طويلة قيد الانتظار تحت مبررات “إجراءات التفتيش”. لقد طالبنا بإصلاح “جهاز المساح الضوئي” في المطار، ونحن هنا لا نطلب بإلغاء إجراءات أمنية، بل تطويرها.

مساح ضوئي
المستشار: نحن قلقون حول هذه المسألة. إن ما يجعلنا نثير هذه القضية في الإعلام هو أن جاليتنا اشتكت، وحضر عدد منهم إلى مبنى السفارة يشكو من إبقائه ساعات في المطار، بعضهم تحدث عن ساعة، وآخرون أشاروا إلى أنهم أبقوا قرابة الساعتين أو الأربع، بل إن بعضهم قد أُقتيد إلى المبنى الرئيس لوزارة الداخلية “القلعة” للمزيد من “التفتيش والمراقبة”.
ولقد ألتقينا مسؤولين في وزارة الداخلية أكثر من مرة، وكذلك كبار المسؤولين في جهاز الجمارك، والذين أكدوا أن هنالك مشكلات تقنية في “أجهزة التفتيش”، وأن أجهزة جديدة قادمة في الطريق، كما أنهم عبروا أن هذه الخطوات هي نتاج لوجود بعض القلق الأمني.
وأنا بدوري أؤكد عزم السفارة على التعاون معهم، إلا أننا هنا في القرن الواحد والعشرين، وهنالك أجهزة غاية في التطور مختصة بمسح الجسد البشري وتبيان وجود أي أشياء غريبة أو غير مألوفة فيه.
إذا ما وجدت السلطات البحرينية ما يشير إلى وجود أي شبهة في الوافد، حينها يمكن إبقاؤه لفترة أطول قيد المراقبة والتدقيق، إلا أن إبقاء جميع القادمين ممن ينتمون لجنسية معين مسألة غير حسنة في تقديري.

جلسة ومسؤول
ألم يتغير الحال بعد أن جلستم مع مسؤولين في وزارة الداخلية بهذا الخصوص؟
- المستشار: لقد جلسنا مع رئيس شؤون الجمارك الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة في لقاء أخير قبل قرابة الشهرين، وأخبرنا يومها أن هنالك تعطيلاً في أحد الأجهزة لـ “أسباب تشغيلية”، وأن هنالك جهازا آخر على مستوى تقني عالٍ سيرد أيضا. إلا أننا لم نلمس تغييراً كبيراً بعد هذه اللقاءات، لكن عدد الشكاوى التي تردنا أقل اليوم.

في المقابل، مملكة البحرين تواجه بعض الإشكاليات في سوق العمل، وأطلقت هيئة سوق العمل حملة لتصحيح أوضاع العمالة غير القانونية أو ما بات يعرف بـ “فري فيزا” مع وجود فرصة للاستفادة من فترة سماح، كم تقدرون أعداد الباكستانيين ممن يتطلبون تصحيحاً لأوضاعهم؟ وكيف ستتعاطون كسفارة مع هذه المسألة؟

هروب العمال
المستشار: أعتقد أن الغالبية الواسعة لجاليتنا تعيش بواقع قانوني سليم، وهنالك من يعمل منهم تحت الـ “فري فيزا” كغيرهم من الجنسيات الأخرى، إلا أنني لا أرى استخدام الـ “فري فيزا” خياراً غير قانوني. عند الحديث عن أوضاع العمالة غير القانونية، فإننا نتحدث عن حالات هروب “العمال” ممن يبادرون بالعمل إلى جهات أخرى.

قانونياً، حالات الـ “فري فيزا” أيضاً مخالفة، ولها جزاءات عقابية أيضاً، ألا تتحركون في هذا الإطار؟
- المستشار: أعتقد أن من يرتكب المخالفة في هذه الحالات هو صاحب العمل البحريني، وليس الأجنبي. لماذا يقبل البحريني أن يضع عاملا أجنبيا تحت كفالته، بينما هو يعمل لجهة أخرى. غير أننا كسفارة نحترم القانون البحريني، ولا نقف ضد أي إجراءات ستتخذ لمحاسبة هؤلاء.

تعاون مع السلطة
هل تتعاونون مع السلطات البحرينية في هذا الصدد؟
- المستشار: نعم، التقينا قبل فترة الرئيس التنفيذي لهيئة تنظيم سوق العمل، وحدثنا عن الحملة التي دشنوها مؤخراً، وتحدثنا مع جميع من يتواصلون مع السفارة من الباكستانيين، وطلبنا منهم الاستفادة من فترة السماح والحصول على وظيفة تقودهم إلى حالة قانونية سليمة.

وماذا عن الاستثمارات الباكستانية في البحرين؟
- السفير: هنالك قرابة 12 بنكا باكستانيا في المملكة.

آفاق وزيارات
ماذا عن العلاقات البحرينية الباكستانية، كيف ترونها اليوم؟
- السفير: يجب أن أشير هنا إلى زيارة رئيس الوزراء الباكستاني، والتي تمت في 6 يناير الماضي، وقد أطلقت هذه الزيارة الشرارة لمزيد من العمل المشترك والتعاون في العديد من الأصعدة والمجالات. لقد فتحت هذه الزيارة الآفاق نحو العديد من المشاريع المستقبلية بين البلدين. والعديد من الزيارات لمسؤولين في البحرية والعسكرية الباكستانية قد جرت بعدها.

هل لكم أن تحدثونا عنها؟
- السفير: هنالك مشروع لتأسيس وبناء مستشفى في باكستان، وهذا المشروع على نفقة مملكة البحرين.

1000 سرير
ما هي تفاصيل المشروع؟
- السفير: الخطة المبدئية تظهر أن المستشفى سيتضمن قرابة الـ 1000 سرير، وسيقام في مدينة “إسلام آباد”، ونحن حاليا في مرحلة إنهاء تصاميم المشروع من قبل المهندسين المسؤولين.

وماذا عن المجالات الصناعية والتجارية؟ هل ستشهد مشاريع مستقبلية؟
- السفير: هنالك مشروع للطاقة بتكلفة مليار دولار، وسيقام أيضاً في مدينة “إسلام آباد”. لا أملك المزيد من التفاصيل، فنحن كجهاز دبلوماسي مهمتنا الأسياسية هي تطوير العلاقات بين البلدين وأخذها إلى مستويات جديدة.

هل لك أن تحدد في أي قطاع من قطاعات الطاقة سيكون المشروع؟
- المستشار: سيكون في قطاع الطاقة الكهربائية. إن متستثمرين بحرينيين سيضعون هذه المبالغ كنوع من الاستثمار؛ بهدف تحقيق أرباح للاستفاد من النمو السكاني المتزايد والحاجة المتسارعة للطاقة في باكستان.

زيارات سياحية
وماذا بالنسبة إلى البحرينيين القاصدين جمهورية باكستان؟ هل لكم أن تحدثونا عن عددهم؟ وأسباب تواجدهم؟
- السفير: عددهم بالآلاف سنوياً، لا أملك رقماً محدداً، ولكن في هذه الحدود، وأغلبهم يزورن باكستان لأسباب سياحية.

هل من كلمة أخيرة تودون قولها؟
- السفير: أجل، المملكة مكان جيد للعيش والإقامة. والبحرينيون شعب لطيف ومضياف، أعلم أن بعض الباكستانيين قد أرتكبوا أخطاء، ولكن تنفيذ “عقوبة جماعية” مسألة غير جيدة.