تستقبل مملكة البحرين ابنائها مجددا مرحبة بهم في العام الدراسي الجديد، عام مليئ بتحديات و انجازات جديدة، سنة دراسية تضيف الكثير الى مخزونهم العلمي و تقربهم خطوة الى الامام نحو أحلامهم.

عندما كنت في العاشرة من عمري تحدثت بالنيابة عن جميع أطفال المملكة في ملتقى حقوقي يناقش حقوق الطفل، وكانت تلك المرة الأولى التي أعتلي فيها خشبة المسرح مخاطبة لجمهور كبير، فقد نشأت و أنا أشعر بالمسؤولية تجاه جميع اطفال وطني، بل و العالم! و ها أنا اليوم أحقق حلمي بنشر مقالي الأول متحدثة عن الفئة الأقرب الى قلبي،اللبنة الأساسية المكونة للمجتمع و المستقبل المشرق لهذا البلد العظيم.

يزعجني حقا ما أراه في بعض الأحيان من أطفال في الثانية و الثالثة عشر من عمرهم يتسلقون سور المدرسة هاربين منها، وهذه ظاهرة منتشرة وبشكل كبير في مختلف المجتمعات وهو بلا شك ما يؤثر على الطفل سلبا و يعيق تطور المجتمع و نموه.

تعود أسباب انتشار ظاهرة التسرب المدرسي الى وجود مشاكل لدى الطالب كضعف القابلية للتعلم لديه أو لوجود مشاكل في اسرته كوفاة أحد والديه أو انفصالهما أو عدم اهتمام عائلته بالدراسة، و قد يعود السبب لوجود مشاكل في البيئة المدرسية من أساليب تقليدية متبعة من بعض المعلمين أو نفور الطالب منها و عدم شعوره بالإنتماء اليها، أيا كان السبب! فلابد من المعنيين بالأمر علاجه و القضاء عليه.

ان مملكة البحرين كانت و لازالت السباقة دوما في الاهتمام بحقوق الطفل و الاسرة، و انضمامها الى اتفاقية حقوق الطفل في 1991 خير دليل على ذلك، و التي نصت في المادة 28/هـ تحديدا بالتزام الدول باتخاذ التدابيراللازمة لتشجيع الحضور المنتظم في المدارس.

قد يكون نشر الوعي وتثقيف الأسرة بقيمة التعلّم وأهميّته ومخاطر التّسرب على أبنائها ، والتركيز على الأنشطة المدرسية التي يحبذها الطالب و يفضلها من الحلول التي تحد من انتشارهذه الظاهرة. ، كما أن لتعزيز دور المرشد التربوي لعلاج مشاكل هذه الظاهرة الدور الأكثر تأثيرا في القضاء عليها. "علينا أن نحسن رعاية أبنائنا و توجيههم التوجيه السليم،فكل منا مسؤول و راع وعلينا أن نحسن رعايتهم كما أحسن الله رعايتنا" الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان،رحمه الله.