+A
A-

خبراء تكنولوجيا يتوقعون عقد 30 % من الفعاليات افتراضيًا مستقبلا

حاجي: الشراء والمعاينة في المحافل ستتم افتراضيا مستقبلا

الحجيري: جهوزية البحرين قادت لنجاح الدراسة والعمل “عن بعد”

هادي: الاجتماعات الافتراضية ستساهم في زيادة الإنتاجية

 

أصبحت ديمومة العمل مرتبطة حاليًا بعقد الاجتماعات والمؤتمرات الافتراضية، خصوصًا مع جائحة فيروس كورونا (كوفيد 19) والإجراءات الاحترازية المتخذة ومنها التباعد الاجتماعي.

ويتوقع الخبراء التكنولوجيون استمرار هذا التحول الرقمي والاستمرار في عقد الاجتماعات والمؤتمرات الافتراضية في أعقاب انتهاء الجائحة. ووفقًا لدراسة، فإنه من المتوقع أن يستمر 30 % من الموظفين بالعمل “عن بعد” ولا يعودون للعمل بالمكاتب إذا تم تجاوز هذه الأزمة.

كما من المرجح أن يستمر العمل باستخدام التكنولوجيا في الاجتماعات التجارية “عن بعد” مع توفر الثقافة الرقمية، خصوصًا مع وجود وعي لدى رجال الأعمال باستخدام هذه التطبيقات وإيمانهم بها، ما سيساهم في زيادة ربحيتها.

وأكد خبراء تكنولوجيون لـ “البلاد” أن جهوزية البحرين تقنيًا كانت سببًا في نجاح العمل والدراسة عن بعد في ظل جائحة كورونا، كما رجحوا أن الجائحة ساهمت في عملية تسريع التحول الرقمي، ومستقبلا سيستمر تنظيم الفعاليات الافتراضية إلى جانب الأنشطة الفعلية، مع الأخذ في الاعتبار زيادة الفعاليات الافتراضية تدريجيًا.

المؤتمرات الافتراضية ليست جديدة

إلى ذلك، أوضح خبير الذكاء الاصطناعي رئيس مجموعة الذكاء الاصطناعي جاسم حاجي، أن فكرة المؤتمرات الافتراضية ليست جديدة ولكنها لم تأخذ اهتماما في السابق، فمنذ سنوات عدة هناك شركات كبرى تعقد مؤتمرات عبر الفيديو مثل شركة “أبل” و “قوقل” و “فيس بوك”، وأضاف “أنا شخصيًا، كنت أحضر مؤتمرات يكون فيها الحضور يتراوح ما بين 100 و150 شخصًا على الأقل، ولكن لاحظت فرقًا كبيرًا في عدد الحضور عندما حضرت عددا من المؤتمرات الافتراضية، إذ كان المشاركون أكثر من 2500 شخصًا، ما يفسر تجاوبا أكثر من المشاركين”.

وبيّن أن كثيرا من المؤتمرات لشركات كبرى تم تحويلها إلى مؤتمرات أونلاين، عدد قليل من المؤتمرات التي تم إلغاؤها مثل شركة “موبايل” التي ألغت المؤتمر تمامًا، فقد كان من المفترض أن يقام في برشلونة ولكن بسبب انسحاب شركات كبيرة مثل “سوني” و”ال جي” تم إلغاء هذا المؤتمر، وهو ليس المؤتمر الوحيد الذي تم إلغاؤه، ففي الأشهر القليلة الماضية تم إلغاء أكثر من 200 مؤتمر في مجال التكنولوجيا.

كلفة المؤتمرات الافتراضية أقل

وأشار حاجي إلى أنه فيما يتعلق بجائحة فيروس كورونا، فإن الفيروس لا يعد هو السبب الوحيد والرئيس في تحويل المؤتمرات إلى مؤتمرات أونلاين، ولكن يشاركه في ذلك تخفيض كلفة السفر خصوصًا في المجال الأكاديمي. فكلفة المؤتمرات الافتراضية أقل بكثير من حضورها، فهي توفر مصروفات السفر والإقامة ومصاريف الضيافة إضافة إلى توفير الوقت الذي تستغرقه مدة الرحلة سواء كان سفر دولي أو داخلي.

وأوضح “بالحديث عن إيجابيات المؤتمرات الافتراضية لعل من أهمها عدم وجود حاجة للذين سيشاركون في المؤتمر لترك أعمالهم وتفريغ أنفسهم طوال اليوم حتى يتمكنوا من حضور المؤتمر، فعلى عكس ذلك هناك تسهيلات تمكنهم من القيام بالمشاركة في المؤتمر من خلال المنزل والمداخلة عبر الأسئلة الصوتية أو حتى النصية التي تبعث لرئيس الجلسة، إضافة إلى الاجتماعات الجانبية عن طريق “زوم” و “قوقل ميت” وتقنيات أخرى توفر المؤتمرات الافتراضية حتى تساعد على التواصل مع الشبكات الاجتماعية. ولا تقتصر الإيجابيات على هذا فقط إنما تشمل المنظمين، إذ لا يحتاج هنا لعدد كبير من المنظمين وإيضا ترتيبات تسبق المؤتمر بعدة أشهر ورسائل تأكيد، ولكن نرى كيف سهلت المؤتمرات الافتراضية الترتيبات من خلال جعلها في بضعة أيام رغم الحضور الكبير”.

شبكة ترويجية افتراضية للمؤتمرات

وواصل حاجي حديثه قائلا “أقيم في ستانفورد، حديثا، مؤتمر تناول موضوع علم البشرية، كان من المتوقع أن يحضره المئات، ولكن عندما تحول إلى مؤتمر افتراضي ازداد العدد ليصل لنحو 30 ألفًا. ومع ذلك لابد من وجود بعض السلبيات التي ستترتب على تحويل المؤتمرات إلى مؤتمرات افتراضية، ولعل من أهمها خسائر من الشركات المنظمة، فهناك خسارة في بيع مساحات المعرض وبعض العلاقات الثنائية والجانبية ولكن في المستقبل حتى هذا النوع من الشبكة الترويجية ستتم بشكل افتراضي”.

وأكد أنه في بداية الأمر سيواجه الأشخاص نوع من خيبة الأمل خصوصًا الذين كانوا يحضرون مؤتمرات ضخمة في أوروبا وأميركا أو مؤتمرات أونلاين ولكن مع الزمن سيتعايشون مع الواقع الجديد ما بعد جائحة كورونا، لاسيما أن التحكم واستمرار المؤتمرات بهذه الطريقة سيخلق صعوبة في الرجوع للمؤتمرات التقليدية بعد الجائحة وسيكون للمؤتمرات الافتراضية دور أكثر زخما خصوصا المحافل التي لا يتطلب فيها تنظيم معارض خلال المؤتمر، ولكن حتى ذلك سيكون ممكنا أن ينظم عن طريق الواقع الافتراضي، وسنرى المعروضات بطريقة دقيقة وواضحة، إذ يتم الشراء والمعاينة عن طريق الواقع الافتراضي والواقع المعزز.

خليط من الفعاليات الفعلية والافتراضية

بدوره، رأى الرئيس التنفيذي لشركة وورك سمارت الرئيس التنفيذي لمعهد ثينك سمارت أحمد الحجيري، أنه في المستقبل القريب فإن الفعاليات الافتراضية سوف تسيطر على الفعاليات التي يتم تنظيمها، ولكن بعد ذلك ستكون خليطًا من الفعاليات الفعلية والفعاليات الافتراضية، مرجحًا أن تكون المؤتمرات الافتراضية أكثر من الفعاليات الفعلية، أما المعارض فستعود وسيكون هنالك تغير في التوازن، مستبعدًا اختفاء الفعاليات الفعلية على وجه السرعة، خصوصًا أن زوار المعارض يرغبون في رؤية منتج فعلي مثل طابعة على سبيل المثال، لذا فإنه من الصعوبة بمكان التحول للمعارض الافتراضية بشكل كامل، مرجحًا تحول نسبة جيدة تقدر بـ 30 % من المؤتمرات والمعارض إلى افتراضية بعد انتهاء الجائحة، في حين أن 70 % من المعارض والمؤتمرات ستقام فعليًا، وتدريجيًا ستزداد نسبة الفعاليات الافتراضية.

وأشار إلى أن بعض المؤسسات ليس لديها مقدرة مالية أو بعض المعوقات لإقامة الفعاليات الفعلية، لذا ستزداد الفعاليات الافتراضية كون كلفتها رخيصة جدًا قياسًا بالفعاليات الفعلية، كما ستظهر فعاليات جديدة على الساحة والتي ستستغرق وقتًا حتى تنجح ويصبح لها سمعة وثقة.

وأضاف الحجيري أن الفعاليات الفعلية مستقبلا يجب أن يكون باستطاعة الشخص الحضور الفعلي فيها أو المشاركة افتراضيًا، وبالتالي فإن الشخص يستطيع المشاركة والحضور دون الحاجة للسفر، متوقعًا أن المشاركة الافتراضية ستساهم في زيادة أعداد المشاركين.

ولفت إلى أن جهوزية تقنية المعلومات في البحرين، هيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية، والقطاع الخاص ومن بينها “مايكروسوفت” و “أمازون ويب سيرفيسيز” كانت سببًا في نجاح العمل والدراسة “عن بعد” في ظل جائحة كورونا، مؤكدًا أن هذه الجهوزية كانت سببًا في النجاح، ومستقبلا ستكون تقنية المعلومات جزءا أساسا من طريقة العمل المهني أكثر من أي وقت آخر.

التحول الرقمي في شهر

إلى ذلك، قال الخبير التكنولوجي عصام هادي “أعتقد أن كورونا من ناحية تكنولوجية ساهم في إقناع الناس بالتحول الرقمي، إذ كان يتم الحديث عن هذا الأمر منذ 10 أعوام، وخلال هذه الفترة شهدت المملكة تحولا في العمل من العمل بالتناسق حتى وصل إلى الحوسبة السحابية والبيانات الضخمة، إلا أن التحول الرقمي لا يزال هو ما يتم الحديث عنه، لافتًا إلى أن انتشار الفيروس ساهم في التحول الرقمي خلال شهر واحد”.

وعبر عن اعتقاده بأن الأساسيات للتحول الرقمي موجودة إلا أن الناس كانت متخوفة من التحول الرقمي، وربما كان الفيروس سببًا في التحول الرقمي، والتغير الجذري في كيفية العمل وسيكون له دور أفضل مستقبلا.

وأشار هادي إلى أن العمل “عن بعد” ساهم في عدم تحمل تكاليف إضافية على جهات العمل وعدم مضيعة الوقت التي تعتبر من التكاليف الإضافية، موضحًا أنه بعد انتهاء الجائحة فإن الشركات التي اعتادت على التواصل الرقمي ستستفيد منه أكثر، فعلى سبيل المثال الشركات التي لديها فروع وتريد عقد اجتماع في المقر الرئيس تستطيع عبر عقد الاجتماعات الافتراضية من توفير المصروفات ولا توجد مضيعة للوقت، كما أن الموظفين سيبقون في مقر عملهم ولن يضطروا للتنقل وبالتالي سيتم إنجاز مصالح الناس بيسر.

وأكد أن الاجتماعات الافتراضية سوف تساهم في زيادة الإنتاجية وتقليل المصروفات وتحقيق مزيد من الفائدة في المستقبل، مشيرا إلى أنه ستتم مواصلة عقد الاجتماعات الافتراضية سواء كان ذلك لدى الحكومات أو الشركات والقطاع الخاص.