+A
A-

تامر شحاته: زيادة كيلوغرام في وزن الجسم يمثل ثقلًا يعادل 7 كيلوغرام

45 بالمئة من الإصابات الرياضية بالجزء السفلي و35 بالمئة “العلوي” و2 بالمئة “الرأس”

الطب الرياضي وعلاج الإصابات تطور بشكل مذهل باستخدام المناظير الجراحية

 

تعدد أسباب الإصابات الرياضية، لكنها للعلم، ليست مقتصرة على الرياضيين! كيف ذلك؟ حسب استشاري أمراض وجراحة العظام والطب الرياضي بمركز ستانفورد الطبي د.تامر شحاته، فإن الإصابات الرياضية لفظ غير دقيق، فتلك الإصابات لا تقتصر على الرياضيين فحسب، ولكن نسبتها بين الرياضيين هي الأعلى وتبلغ قرابة 60 بالمئة، إلا أنها تصيب سائر الناس بنسبة 40 بالمئة، فقد يكون الإنسان يمشي في الشارع أو يصعد السلم أو يرفع دراعه بطريقة خاطئة، أو يمشي مشيًا سريعًا بطريقة خاطئة فيصاب. ويذهب د.شحاته إلى دراسة حديثة أجرتها جامعة ستانفورد الأميركية حيث وجدت أن 30 بالمئة من سكان أميركا يمارسون الرياضة، ويصاب قرابة 3 ملايين بإصابات مختلفة في الأعمار التي تتراوح بين 10 إلى 14 سنة، ولكنها ليست مقتصرة على الرياضيين، بل يمكن أن يصاب بها الجميع.

 

يوم رياضي وإنتاجية

وللتوضيح، يسوق مثالًا بقوله :”لي صديق كان يحاول إبعاد أحد أبنائه عن آخر وأثناء دورانه حصلت له إصابة في الرجل، فنحن معرضون جميعًا لهذه الإصابات خاصة في حالة ضعف العضلات”، وقد وجدت أن هذه الإصابات متعددة وكثيرة في المجتمع البحريني، مع أن ثقافة المجتمع صحيًا ورياضيًا مرتفعة، وقد رأينا حجم المشاركة في اليوم الرياضي البحريني يوم 13 فبراير وهي فعالية مهمة للغاية وتحسب للدولة لاهتمامها بالجانب الرياضي الذي يسهم في تحسين الصحة بدنيًا وذهنيًا ونفسيًا، وهذا ما أثبته الدراسات العلمية أيضًا، فممارسة الرياضة تؤدي إلى ضبط السكر في الدم وتعديل الضغط واكتساب جسم متناسق، وعلى المستوى الذهني تسهم في زيادة الإنتاجية.. وبالمناسبة، وجدت دراسة ألمانية أن المنشآت التي تخصص يومًا رياضيًا للعاملين فيها تحقق ارتفاعًا في الإنتاج بنسبة تتراوح بين 28 إلى 30 بالمئة.

 

لا تهمل الكشف الطبي

وفيما يتعلق بأغلب أنواع تلك الإصابات، يشرح د.شحاته بالقول أن ما نسبته 45 بالمئة تحدث في الجزء السفلي من الجسم، ونسبة 35 بالمئة في الطرف العلوي وحوالي 2 بالمئة في منطق الرأس بما فيها الدماغ والرقبة، وإذا ما تساءلنا عن إهمال الإصابات، لابد من القول أنه ليس الرياضيين فحسب، بل لكل الناس، تتجلى أهمية الكشف المبكر وزيارة الطبيب في حالة أية إصابة قد نعتقد أنها يسيرة! فلربما كان لها تبعات ومضاعفات أكبر، ودائمًا أنصح الناس بأنه في حالة شعورك بإصابة تؤثر على مشيتك أو حركتك بشكل عام، بادر لإجراء الكشف الطبي.

 

زيادة الثقل على الركبة

وحتى بالنسبة لمن يعانون من السمنة ويمارسون الرياضة لإنقاص الوزن، يتوجب الحذر أيضًا، وقد وجدنا أن الإصابات ترتفع لدى السيدات وهذا أمر طبيعي لأن البنية الجسمانية للإناث تكون عضلاتها وأربطتها أضعف من الذكور، وبودي الإشارة هنا إلى أن إصابة الركبة بسبب زيادة الوزن هي الشائعة، فكل كيلو غرام زيادة في الوزن كأنك تضيف حملًا وثقلًا على الركبة يتراوح بين 5 إلى 7 كيلوغرام، فلو زاد الوزن 10 كيلوغرام، فإنك بذلك تضاعف الثقل على ركبتك بما يعادل 50 إلى 70 كيلوغرامًا، وحتى الحركة البسيطة لدى أصحاب الوزن الثقيل قد ينتج عنها إصابة عنيقة أقوى من الإصابة نفسها وتكون نتائجها أسوأ.لقد شهد الطب الرياضي وعلاج الإصابات تطورًا مذهلًا في العقدين الماضيين، فقد تطورت المناظير بشكل مذهل وأصبحنا نعالج معظم أن لم يكن كل الإصابات بالمناظير الجراحية للركبة والكتف ومفصل الحوض والكاحل، وهذه الحالات لا تحتاج للفتح والتدخل الجراحي إلا في حالات بسيطة، ومع ذلك، فالوقاية والانتباه للأساليب الصحيحة في الحركة أمر لابد منه.

خطوات لابد منها

ونطرح سؤالًا عامًا :”هل من الممكن تجنب الإصابة الرياضية؟”، يجيب د.شحاته بالقول.. بالتأكيد، ذلك ممكن، ومن خلال عدة خطوات ومنها الاهتمام بتمارين الإحماء وتدريبات الإطالة قبل ممارسة الرياضية، والبعد عن الضغوط النفسية حيث أثبتت الدراسات أن من يعانون من شدة ضغوط العمل أو الحياة الأسرية يتعرضون للإصابات بكثرة، والسبب في ذلك هو عدم التركيز،  كما أنه من المهم التوقف تمامًا في حالة الإصابة حتي يتم تشخيصها للتبين من خطورتها أو عدمها، ويأتي الدور المهم للتشخيص الدقيق بالكشف الإكلينيكي ومراجعة التاريخ المرضي وعمل الأشعة اللازمة، يمكن ومن خلال إجراءات الكشف المبكر عن الإصابات ضمان عدم تعريض المصاب إلى إصابة أكبر وأعقد، ومن المعروف أن إهمال بعض الإصابات يؤدي إلى إصابة أكبر وربما أخطر وأعنف، ولا ننسى جانب تأهيل المصاب ووضع برنامج زمني للعودة لممارسة الرياضة أو الحركة بشكل طبيعي.