+A
A-

تقرير أميركي: كورونا قد يتحول وباء بسبب إيران

عززت دول خليجية أمس الثلاثاء الإجراءات الاحترازية للتصدي لتفشي فيروس كورونا المستجد، مع تسجيل 20 إصابة جديدة بالفيروس، كلها قدمت من إيران.

وذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” في تقرير لها أن الشرق الأوسط مهدد باجتياح وباء فيروس كورونا لمعظم دوله بسبب الضوابط الحدودية القليلة والحكومات الضعيفة وأنظمة الصحة الهشة وغير الفعالة، ووصفت إيران بأنها أخطر نقطة لنقل المرض بعد الصين بسبب عدم مصداقيتها والتي تهدد أيضا بنشر الوباء إلى معظم المنطقة.

وتابعت في تقريرها: “يتدفق الزوار الدينيون والعمال المهاجرون ورجال الأعمال والجنود ورجال الدين بشكل مستمر عبر الحدود الإيرانية، وغالبًا ما يعبرون الحدود إلى بلدان ذات ضوابط حدودية قليلة وحكومات ضعيفة وغير فعالة وأنظمة صحية هشة”.

إيران بعد الصين.. نقطة محورية

وكتبت الصحيفة: “الآن، وبينما تكافح طهران لاحتواء انتشار فيروس كورونا، تظهر إيران أيضًا كجهة محورية ثانية بعد الصين في انتشار المرض. حالات في العراق وأفغانستان والبحرين والكويت وعمان ولبنان والإمارات العربية المتحدة - حتى حالة واحدة في كندا - تم تتبعها جميعها قادمة من إيران، مما أدى إلى نشر هزات خوف امتدت من كابول إلى بيروت”.

ويقول الخبراء، إن الشرق الأوسط من نواح كثيرة هو المكان المثالي لتوليد الوباء، مع التدفق المستمر لكل من الزوار والعمال المتجولين الذين قد يحملون الفيروس.

ويشير التقرير إلى أن الاقتصاد الإيراني خُنق بسبب العقوبات، وفقد الشعب ثقته في حكومته، وزعماؤها معزولون عن معظم أنحاء العالم، ولم يقدموا سوى القليل من الوضوح بشأن مدى انتشار الوباء.

3 وفيات وإصابة نائب إيراني

وإيران في مقدمة الدول التي تأثرت بالفيروس، باستثناء الصين حيث بدأ انتشار “كوفيد-19”، إذ توفي فيها 15 شخصا، وهي أعلى حصيلة خارج الصين، ما دفع الدول المجاورة الى إغلاق حدودها مع الجمهورية الإسلامية لاحتواء الوباء.

وأكدت إيران ثلاث وفيات و34 إصابة جديدة أمس الثلاثاء، ما يرفع إجمالي عدد الوفيات بكورونا المستجد في البلاد إلى 15 بينما بلغ عدد الإصابات 95.

وأكد نائب وزير الصحة الإيراني إيراج حريرجي إصابته بفيروس كورونا وسط انتشار كبير للمرض في الجمهورية الإسلامية.

وأصيب حريرجي بسعال متكرر وكان يتصبب عرقا خلال مؤتمر صحافي مشترك الاثنين مع المتحدث باسم الحكومة علي ربيعي.

وخلال المؤتمر، نفى حريرجي صحة ما أعلنه أحد النواب عن وفاة 50 شخصا بالفيروس في مدينة قم، قائلا إنه مستعد “للاستقالة” في حال ثبتت صحة العدد.

وفي مقابلة عن طريق الفيديو على التلفزيون الرسمي اقر نائب الوزير باصابته بالفيروس. وقال “أنا كذلك أصبت بفيروس كورونا”.

وذكرت وزارة الصحة أن معظم الوفيات والإصابات خارج قم كانت بين أشخاص زاروا المدينة المقدّسة لدى الشيعة مؤخرا.

نظم صحية منهارة

وتسببت الحروب الأهلية أو سنوات من الاضطرابات في تحطيم النظم الصحية في العديد من الدول المجاورة، مثل سوريا والعراق وأفغانستان واليمن.

وبعض دول المنطقة يحكمها إلى حد كبير مستبدون لديهم سجلات سيئة في توفير الشفافية العامة والمساءلة والخدمات الصحية.

وقال بيتر بيوت مدير مركز لندن للصحة والطب الإستوائي والمدير التنفيذي والمؤسس السابق لبرنامج الأمم المتحدة المشترك إنها “وصفة لتفشي الفيروس بشكل هائل”.

وأوضحت الصحيفة أن مئات الآلاف من الزوار يسافرون كل عام من جميع أنحاء المنطقة لزيارة الأماكن المقدسة الشيعية في إيران والعراق.

وفي يناير وحده، عاد 30 ألف شخص إلى أفغانستان قدِمُوا من إيران، ولا يزال مئات آخرون يقومون بزيارة قم، موقع تفشي المرض، كل أسبوع، حسب المسؤولين الأفغان.

وأصدرت السلطات العراقية، أمس الثلاثاء، قرارا بتمديد حظر دخول المسافرين القادمين من الصين وإيران، فيما قررت وزارة الصحة العراقية تعليق الدراسة في المدارس والجامعات لمدة 10 أيام بمحافظة النجف وعدة مدن أخرى، فيما أفادت وكالة الأنباء العراقية بأن نتائج فحص العينة للطالب الإيراني في النجف تؤكد إصابته بفيروس كورونا.

تعزيز الإجراءات الاحترازية

عززت دول خليجية أمس الإجراءات الاحترازية للتصدي لتفشي فيروس كورونا المستجد، مع تسجيل 20 إصابة جديدة بالفيروس، كلها قدمت من إيران.

وأعلنت الهيئة العامة للطيران المدني الإماراتية في بيان تعليق جميع رحلات الركاب والشحن إلى ايران “لمدة أسبوع قابلة للتجديد، وذلك في إطار الإجراءات الاحترازية” لمواجهة الفيروس. وجاء قرار وقف الرحلات في وقت ازدادت الإصابات في الدول الخليجية.

وسجلت في الكويت إصابة 3 كويتيين بالفيروس ممن “كانوا في الحجر الصحي الإجباري”، ليصل العدد الإجمالي إلى 8 حالات حتى الآن.