+A
A-

علاج حالات سقوط بسبب تحدي كسر الجمجمة بطوارئ “السلمانية”

حذّر عدد كبير من الناشطين وسائل التواصل الاجتماعي، أغلبيتهم من الأطباء، من مزحة “تحدي كاسر الجمجمة” كما أسماه معظمهم، وذلك بعد الانتشار الواسع لهذه المزحة على وسائل التواصل بشكل عام وعلى منصة المعروفة TikTok بشكل خاص. هذا وأفاد أغلبية الأطباء وغيرهم ممن علقوا على هذا التحدي، الذي يجري بخداع الشخص للقفز في الهواء فقط للتصوير وأثناء القفز يتم سحب ساقي الضحية مما يجعله يسقط على الأرض وترتطم جمجمته بالأرض بقوة، عن أنه أدى إلى إصابات خطيرة جدًّا في دول وأجزاء كبيرة من العالم.

إلى ذلك، علق سرينيفاس جانجا وهو اختصاصي جراحة أعصاب أن هناك خطر إصابة عظام الجمجمة التي يمكن أن تؤدي إلى كسور خطيرة أو نزيف دماغي يهدّد الحياة في حال سقط أحدهم وارتطم الجزء الخلفي من رأسه بالأرض. يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي ينتشر فيها تحدٍّ في وسائل التواصل الاجتماعي ويسبب مخاوف، مثل ما سمي بـ “تحدي فقد الوعي” في شهر أكتوبر الماضي وكذلك “تحدي الاختناق” في نوفمبر الماضي وهو أن يحكم المتحدي جسمه حتى الرأس في أكياس قمامة ويمتصون الهواء باستخدام مكنسة كهربائية.

يذكر أن وزارة التربية والتعليم في دولة الإمارات العربية المتحدة حذّرت رسميًّا من ممارسة هذا التحدي، وقال مصدر بالوزارة إن ضباط السلامة في المدارس العامة قد تلقوا تعليمات بمراقبة الطلاب عن كثب للتأكد من أنهم لا يشاركون في ما يعرف باسم “تحدي كسر الجمجمة”.

وللوقوف على حقيقة خطورة الأمر، صحيفة “البلاد” حاورت عددًا من الاستشاريين الاختصاصيين من مختلف التخصصات الطبية، الذين حذّروا بدورهم من مخاطر ومحاذير هذه اللعبة المنتشرة في الفترة الأخيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدين أنها أصبحت مفضلة لدى شريحة كبيرة من الشباب خصوصًا المراهقين وطلبة المدارس الذين يقلدونها بحرفية من دون أن يعرفوا الأخطار والمحاذير الجسيمة لها.

مصدر طبي، رفض ذكر اسمه، أفاد لـ “البلاد” بأن عدة حالات تم علاجها في قسم الحوادث والطوارئ بالسلمانية جراء ممارسة هذا التحدي، مردفًا أن بعض الحالات تطلّبت ضرورة عدم الحركة بسبب مضاعفات الإصابة، مشيرًا إلى أن عددًا من الأهالي راجعوا المراكز الصحية مصطحبين معهم أبناءهم في حالات سقوط، لكنهم أشاروا إلى أن السقوط كان جراء اللعب الجماعي.

بدورها، أكدت اختصاصية العلاج الطبيعي الدكتورة إيمان مطر في تصريحات لـ “البلاد”: أن اللعبة خطيرة جدًّا، وينطبق عليها مسمى “لعبة الموت”، مبينة أن انتشارها على وسائل التواصل الاجتماعي، وتطبيق طلبة المدارس لها في المدرسة أو في البيت أو في الشارع، يمثل خطورة كبيرة لأنها تعمل على “كسر الجمجمة” أو “كسارة الجمجمة”.

وأشارت إلى أن التحدي يتسبّب في حدوث إصابات خطيرة في أجسام الطلبة بسبب السقوط على الرأس وقد تصل إلى الوفاة المفاجئة إثر السقوط على الرأس، وقد تنتج عنها كسور في الجمجمة بالإضافة إلى كسور متفرقة في باقي أعضاء الجسم مثل اليد والقدم والأنف والحوض وارتجاج ونزيف في المخ، موضحة أن بعض الإصابات قد تؤدي إلى إعاقة دائمة.

ودعت إلى مزيد من التوعية على مستوى المدارس للتعريف بخطورة تحدي لعبة “كسارة الجمجمة” والتي يقوم بها الطلاب والمنتشرة بشكل إلكتروني على تطبيق TikTok، ونشر التحذيرات اللازمة من خلال وسائل الإعلام جميعًا وتوعية الطلاب وتحذيرهم من ممارسة هذه الألعاب الخطرة.