+A
A-

رحيل مؤثر لفنان العفوية والكوميديا البحريني علي الغرير

أكد مبارك الغرير في اتصال هاتفي لـ “البلاد” أن شقيقه الفنان المرحوم علي الغرير لم يكن يشتكي من أي علة أو مرض قبل وفاته، بل كان يمارس حياته بصورة عادية جدا، حتى وافته المنية أمس (الأحد) صباحا بسكتة قلبية مفاجأة لم يستطع طاقم الطوارئ إنقاذه منها، وطلب مبارك من قراء “البلاد” الدعاء لأخيه بالرحمة، مبينا أنه ستقبل التعازي من اليوم للرجال في صالة عائشة المؤيد بمدينة عيسى العصر واليومين التاليين، وللنساء في منزل العائلة بنفس المنطقة، بعد إتمام إجراءات الدفن في مقبرة المنامة صباح اليوم عند الساعة ٩ صباحا. وقال مبارك “لا أملك كلمات أعبر بها عن حزني الكبير لفقد شقيقي خصوصا بعد وفاة أخي الآخر منذ شهر تقريبًا، لكن الحمد لله على كل حال والله يرحمهم برحمته”.

حالة كبيرة من الأسى والحزن والانهيار ظهرت على الفنان خليل الرميثي أمس بعد رحيل الفنان البحريني علي الغرير، الذي قدم معه أحد أنجح أدواره في التلفزيون بمسلسل طفاش. من جهة أخرى تأثر نجوم الفن في البحرين والناس، إذ عبروا عن حزنهم الكبير لرحيل الفنان المحبوب.

وتجمع عدد كبير من الناس والفنانين فور انتشار الخبر، على رأسهم صديقه الذي شكل ثنائيا ناجحا معه خليل الرميثي، الذي طلب من الجميع الدعاء للفقيد بالمغفرة والرضوان وقال “علي يعتبر أكثر من حبيبي ومعلمي وأخي، تعلمت منه الكثير وهو سبب نجاحي في طفاش، وأعتبره جزءا كبيرا مني ومن مشواري في الفن واليوم أنا منهار لرحيله”. ولم يستطع الرميثي التحدث لوهل الفاجعة وطلب منا احترام ذلك.

وكان خليل من أوائل الفنانين حضورا عند شقة الفقيد أمس حيث افترش الأرض في حالة يرثى لها بحضور عدد من الفنانين مثل أمين الصايغ وغيرهم. وعبر العديد من نجوم الفن من داخل وخارج البلاد عن حزنهم لرحيل الفنان.

ونعى نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي في البحرين وخارجها، الفنان الراحل، بعد أن تم إطلاق وسم #وفاة_علي_الغرير، وتفاعل معه آلاف المغردين، متصدراً الوسوم الأكثر تأثيراً وتفاعلاً عبر تويتر أمس، كما استذكر مغردو تويتر أبرز مشاهد الفنان الراحل، متداولين مشهدا من مسلسل سوالف طفاش 3، الذي جمع ما بين الغرير والرميثي بدورَي “جسوم وطفاش”، كما شارك العديد من الفنانين والفنانات في نعيه عبر حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، مشيدين بأخلاقه وداعين لأهله بالصبر والسلوان.

ويعد الفنان الراحل الذي انتقل إلى جوار ربه عن عمر يناهز الـ 50 عاما إثر سكتة قلبية، من أبرز الفنانين في البحرين ومنطقة الخليج العربي، حيث عرفه الجمهور الخليجي من خلال الأدوار الكوميدية وخفة دمه في الحياة العامة ومع جماهيرية خصوصًا الأطفال مع النجم خليل الرميثي من خلال الثنائي “طفاش وجسوم”، ولكن هذا لا يمنع من استذكار الثنائيات التي كونها وقدمها في أعمال سابقة مثل الثنائي مع الفنان يوسف بوهلول وايضا الفنان أحمد مبارك وغيرها، ولكنه برع بشكل مركز في الثنائي “طفاش وجسوم” محققا نجاحا كبيرا واستحوذ على حب الناس والجماهير.

إلى ذلك اشتهر الراحل بعيدا عن الكوميديا، في الأدوار التراجيدية أيضا من خلال المسلسلات القديمة مثل “البيت العود” و “فرجان لول” بحيث قدم في كل حلقة “ كاركتر” مختلفا.

خط الكوميديا او خط شخصية طفاش سلكه الفنان الراحل بالصدفة من خلال مسلسل “سوالف طفاش”، ومثلما أبدع في الادوار الكوميدية فكان أيضا بارعا بالادوار التراجيدية.

وعن الشهرة قال الفنان الراحل في لقاء سابق مع “البلاد” إنها مسؤولية كبيرة جدا، إلى درجة تضرر الأسرة منها، “الشهرة تعني إعطاء كل الناس حقوقهم، لأنك ملك الجميع وليس ملك نفسك، وأي تصرف يحسب عليك حتى لو كان تصرفا عفويا. باختصار أنت ليس حرا”.

ودخل الغرير الفن في 1986 عن طريق الصدفة، فمنذ صغره كان يميل للتمثيل، فدخل أولا في هذا العالم من خلال مسرحية الأطفال “بطوط” من تأليف علي الشرقاوي وإخراج سامي الغوز ومن بعدها بدأ بتمثيل المقاطع الصغيرة في المدرسة، أما انطلاقته الأولى في المسرح فكانت من خلال مسرحية “مؤلف ضاع في نفسه” في سنة 1990 وحصدت جوائز عديدة كأفضل عرض متكامل والإخراج، وقدم العديد من الأعمال إلى أن وصل للشهرة الفعلية مع مسلسل البيت العود.

الراحل كان ينتقد وزارة الإعلام في قلة الإنتاج المحلي وتمنى الرجوع إلى الفترة التي كانت تقدم فيها ٤ أعمال في السنة نتميز من خلالها، وأيضاً عودة الممثلين البحرينيين للأعمال، وهناك قرية تسهم في بنائها وزارة الإعلام وهي للأعمال التراثية، وطلب من خلالها عودة الأعمال التراثية في البحرين.