+A
A-

عبدالرحمن جواهري .. النجاح ومواجهة التحديات طريق “جيبك” الأمثل

الشركة حققت أكثر من 30 مليون ساعة عمل دون حوادث

“جيبك” تأسست في 1979 ونالت العديد من الجوائز المرموقة

تخطي جميع أهداف الإنتاج الموضوعة من قبل مجلس الإدارة

تبني أهداف المسؤولية الاجتماعية للشركات وجميع مبادرات الأمم المتحدة

 

تعتبر شركة الخليج لصناعة البتروكيماويات “جيبك” مساهمًا بارزًا في الاقتصاد الوطني للبحرين، وتعتمد عملياتها على شراء الغاز الطبيعي، وتُسهم في توظيف وتدريب المواطنين البحرينيين، كما تتيح للمقاولين المحليين فرص الاستفادة من مشاريعها الإنشائية إضافة إلى ما تقوم به من عمليات مالية وتجارية، إذ تسهم بشكل كبير في دعم الاقتصاد الوطني. حصلت شركة الخليج، التي تأسست في ديسمبر 1979، على العديد من الجوائز، من أبرزها جائزة السير جورج ايرل من المملكة المتحدة وجائزة روبرت كامبل من مجلس السلامة الوطني في الولايات المتحدة الأميركية للتفوق في مجال نظم إدارة السلامة والبيئة وجائزة الملكة اليزابيث الذهبية، التي قدمت لها خلال احتفال “RoSPA” بالمئة عام، وهي جائزة تمنح لمرة واحدة نالتها الشركة؛ تقديرًا لإنجازاتها المتميزة في مجال الالتزام بالسلامة والصحة المهنية لمدة 25 عامًا متواصلة، وجائزة الملك حمد لتمكين الشباب لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وتفضل عاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة بتسليم الشركة هذه الجائزة العالمية؛ تقديرًا لجهودها في تمكين الشباب ومنحهم الفرص، إضافة إلى العديد من الجوائز المرموقة التي مُنحت للشركة. يرأس الإدارة التنفيذية للشركة عبدالرحمن جواهري، الحاصل على درجة البكالوريوس في الهندسة الكيميائية إضافة إلى شهادة الماجستير في الهندسة الكيميائية ودرجة الدكتوراه في الهندسة من لندن. وفي لقاء خاص مع جواهري، تحدث رئيس الشركة عن إنجازات البتروكيماويات وإسهاماتها في مجال الحفاظ على البيئة وعناصر الاستدامة وفعالية القيادات الوطنية في قيادة مستقبل القطاع النفطي وقطاع البتروكيماويات، كما تحدث عن تمكين المرأة البحرينية وتقديره لتخصيص الأول من ديسمبر من كل عام يومًا للاحتفاء بمنجزات المرأة البحرينية. وفيما يلي نص اللقاء:

كيف ترون مستقبل قطاع النفط وتأثيره على القطاعات والصناعات ذات العلاقة، خصوصًا في أعقاب الإعلان عن أكبر اكتشاف للنفط والغاز في تاريخ البحرين؟

نحن في الواقع ننظر بكثير من التفاؤل لمستقبل قطاع النفط والغاز في البحرين، لاسيما في ظل التطوير والتحديث الكبير الذي تشهده مصانع ومرافق صناعة النفط والغاز، وصناعة البتروكيماويات خصوصًا، إضافة إلى المشاريع المستقبلية الواعدة التي من المؤمل تنفيذها خلال السنوات القليلة المقبلة، كما أود أن أشير هنا إلى توقعات الخبراء المستندة إلى مؤشرات قائمة بالفعل بشأن ارتفاع متوقع لمنتجات البتروكيماويات وحصة المنطقة الخليجية منها. غير أنه وعلى الرغم من كل هذا التفاؤل يجب علينا العمل بحكمة والنظر بعين ثاقبة؛ إذ إن طبيعة هذه الصناعة مرهونة بالمتغيرات والتحديات، وعمومًا فإن صناعة البتروكيماويات هي مؤشر قوي لمستوى الرخاء أو الركود الاقتصادي.

ما أبرز ملامح المرحلة المقبلة على صعيد الشركة والقطاع النفطي؟

إن المتتبع لصناعة البتروكيماويات في منطقة الخليج العربي سيدرك المكانة المتميزة التي تحتلها هذه الصناعة الحيوية في المنطقة والعالم. ولصناعة البتروكيماويات في المنطقة تأثير كبير على اقتصاديات دول الخليج، بل إنها في واقع الأمر عامل رئيس ومهم جدًا في تعزيز اقتصادات الدول الخليجية، علاوة على ما توفره هذه الصناعة من فرص عمل مباشرة وغير مباشرة. ولعلّي أشير هنا إلى الدعم الكبير الذي تجده صناعة البتروكيماويات من قيادات الدول الخليجية، ولكن على الرغم من كل ذلك إلا أن هناك توجهًا واضحًا شهدناه في الفترة الأخيرة تمثل في سعي دول المنطقة إلى تنويع مصادر دخلها دون الاعتماد الكلي على النفط، والبحث عن فرص جديدة لتحقيق قيمة مضافة للنفط ومشتقاته، من خلال تنفيذ مشاريع بتروكيماوية تضمن لهذه الدول مداخيل إضافية إلى جانب عوائد النفط والغاز.

إن “جيبك” تبذل في الوقت الراهن جهودًا كبيرة للمحافظة على مكتسباتها وثقافتها التي أرستها وجعلت منها شركة لها خصوصيتها ورؤيتها وتميزها ورسالتها. ومن أجل ذلك ترى إدارة الشركة أن الاستمرار في حصد النجاح ومواجهة المنافسات والتحديات هو الطريق الأمثل لذلك. تأتي هنا أهمية النظر للمستقبل، وما الذي يمكن عمله للمحافظة على جميع مكتسبات هذا الصرح الصناعي الرائد. وفي ظل هذا النهج تأمل الشركة قريبًا أن يتم تدشين المرحلة المقبلة من المشاريع التوسعية لتعزيز التنافسية وتطوير العمل ومضاعفة الطاقة الإنتاجية الحالية للشركة، علمًا أنه تم الانتهاء تقريبًا من وضع التصورات والتفاصيل المتعلقة بالمشاريع التوسعية المقبلة، كما تقوم الشركة بمراجعة استراتيجيتها ورؤيتها لتعزيز خططها الموضوعة ودراسة جميع الفرص التوسعية أو الاستثمارية المتاحة بما يتماشى مع الرؤية الاقتصادية للمملكة 2030.

ما إسهامات الشركة في إطار الحفاظ على البيئة؟

إن “جيبك” سباقة في مجال حماية البيئة ورعاية مكوناتها، وعُرف عنها التزامها الشديد والراسخ بحماية البيئة والحفاظ على توازن عناصرها والاستفادة منها، وحرصت الشركة طوال سنين عملها على مراعاة هذه المبادئ إجمالًا، ولعبت دورًا رياديًا في الاضطلاع بمسؤوليتها الأخلاقية والاجتماعية نحو محيطها البيئي، وعملت بمثابرة وصدق على استدامة محيطها سالمًا من جميع المخاطر والمهددات البيئية المترتبة على الطفرة الصناعية الهائلة التي تشهدها الشركة، وجميع المؤسسات الصناعية في المملكة، التي تعتمد على استغلال خيرات الأرض والنهل من معين ثرواتها الطبيعية الوافرة.

وفيما يتعلق بوحدة استخلاص ثاني أكسيد الكربون، لا زالت الشركة محافظة على الكفاءة العالية لهذه الوحدة التي تُسهم بشكل فعال ومتواصل في تخفيض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون والمحافظة على سلامة البيئة.

وتتبنى الشركة أهداف المسؤولية الاجتماعية للشركات، وجميع مبادرات الميثاق العالمي للأمم المتحدة.

 

بصفتك رئيسًا للشركة، كيف ترى فاعلية القيادة البحرينية في إدارة الشركات ذات الأبعاد الإقليمية؟

تؤمن الشركة كثيرًا بكفاءة الكوادر القيادية البحرينية العاملة لديها وقدرتهم الفذة على إدارة هذه الشركة الإقليمية الكبرى، ولعل ما تحقق حتى الآن من إنجازات وتميز يثبت للجميع قدرة القيادات البحرينية على أداء المهمة بكل كفاءة وامتياز.

إدارة الشركة تحرص أشد على رعاية جميع منتسبيها دون تمييز، وتوفر لهم جميع الوسائل المتاحة للتطور والترقي بالعمل. ولا تنحصر جهود الشركة على توفير البرامج التدريبية المتخصصة لكوادرها المحلية فقط، بل تسعى جاهدة لتوفير تلك البرامج التي من شأنها تنمية المهارات الشخصية والقيادية لدى الموظفين؛ من أجل تهيئتهم لمزيد من الترقي لشغل المناصب الإدارية والقيادية والإشرافية بالشركة. وتلتزم “جيبك” ببرنامج طموح جدًا في مجال التدريب والتطوير، تسعى من خلاله إلى تدريب وتطوير الكفاءات والعاملين في الشركة من خلال توفير أفضل البرامج التدريبية وإشراكهم في الدورات المختلفة وورش العمل سواء داخل مركز التدريب والتطوير بالشركة أو ابتعاثهم إلى الخارج للإطلاع والاستفادة من أحدث التطورات التي يشهدها قطاع صناعة البتروكيماويات في العالم أجمع.

ماذا عن دور الشركة في تطوير قواها البشرية؟

بالنسبة للقوى العاملة في الشركة فنحن الإدارة ننظر إلى فريق عملنا باعتبارهم الثروة الحقيقية للشركة، وتبذل الشركة جهودًا كبيرة لتنمية العاملين وتطوير الأداء لديهم وفق أحدث النظم، فالشركة لديها واحد من أحدث مراكز التدريب والتطوير، وتم تحويله أخيرًا إلى أكاديمية للقيادة والتعلم تقدم برامج متطورة في تعزيز كفاءة الموارد البشرية ومواكبة التطورات التقنية والعلمية، إذ أنيط بهذه الأكاديمية مهمة تخريج جيل جديد من القياديين المؤهلين تأهيلًا عمليًا ونظريًا؛ بهدف الاستمرار في تأكيد نجاحات الشركة واغتنام الفرص الاستثمارية المستقبلية.

تفخر الشركات الصناعية بسجلاتها المتعلقة بساعات العمل دون وقوع أي إصابات أو حوادث مضيعة للوقت، ما أرقام الشركة في هذا الشأن؟

تمكنت الشركة بفضل الله عز وجل من تحقيق رقم قياسي جديد فيما يتعلق بعدد ساعات العمل دون وقوع حوادث مقعدة عن العمل، إذ يتجاوز ما حققته الشركة أكثر من 30 مليون ساعة لعمال الشركة والمقاولين، مسجلة بذلك رقما قياسيًا جديدًا ومحافظة على سجلها الخالي من الحوادث المقعدة عن العمل منذ شهر مايو 2002.

وإن اهتمام الشركة والتزامها الكبير بتنفيذ مبادئ ومعايير الصيانة والسلامة والصحة المهنية جعل منها مثالًا للصناعة النظيفة والناجحة بالمنطقة.

 

حدثنا عن الإنجازات التي حققتها “جيبك” على صعيد الإنتاج والصيانة والاستدامة؟

تواصل الشركة تحقيق الإنجازات واحدًا تلو الآخر، إذ أسفر تضافر جهود الجميع عن خفض في الإنفاق وزيادة في الإنتاج على الرغم من التحديات الكبيرة التي شهدتها صناعة البتروكيماويات على المستوى العالمي خلال العام الماضي، كما استطاعت الشركة في الوقت ذاته تخطي جميع أهداف الإنتاج الموضوعة لها من قبل مجلس إدارة الشركة؛ بفضل الله تعالى ثم بفضل التعاون الوثيق والتنسيق المستمر مع السادة المسوقين في كل من الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) وشركة صناعة الكيماويات البترولية بدولة الكويت، الأمر الذي كان له التأثير الأكبر في انسياب عمليات تصدير منتجات الشركة بسلاسة ودون أي معوقات تذكر.

كما حافظت الشركة على كفاءة أنظمتها للصيانة الوقائية والتي تضمن الكفاءة التشغيلية الضرورية لجميع وحداتها، إذ تسير الشركة وفق استراتيجيتها الخاصة في هذا الشأن وتبدي التزامًا صارمًا بخطة عشرية يجرى تطبيقها؛ من أجل التجديد أو الإحلال الدوري للمعدات حسب دورة صلاحيتها وتقييم فعاليتها من الناحية الصحية، إلى جانب تنفيذ متابعة مستمرة للمصانع التابعة للشركة من خلال نظام متطور ومتقدم للرقابة التوزيعية ومراقبة العمليات المتقدمة لتأمين عمل المصانع بأفضل حالاتها وأوضاعها.

حدثنا عن مشاركة “جيبك” بجائزة تمكين المرأة البحرينية التي أطلقتها صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم؟

في الحقيقة أود في البداية أن أعرب عن تقديري الكبير لصاحبة الرؤية الحكيمة في اختيار الأول من ديسمبر من كل عام يومًا للمرأة البحرينية قرينة عاهل البلاد رئيسة المجلس الأعلى للمرأة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة، إذ يعود لسموها الفضل بعد الله في تكريس مسألة تقدم المرأة في البحرين، وتعمل حفظها الله على متابعة وتشجيع مختلف البرامج والفعاليات التي تهدف إلى مساعدة المرأة على دخول مناطق جديدة في مجال الأعمال؛ انطلاقًا من إيمانها الكبير بالإمكانات الهائلة التي تتمتع بها المرأة البحرينية وما يمكن أن تقدمه في جميع مجالات التنمية التي تُسهم في تقدم وتطور وازدهار البحرين.

أما فيما يتعلق بجائزة تمكين المرأة البحرينية، التي تم تغيير اسمها هذا العام لتصبح جائزة تقدم المرأة البحرينية، فهذا يدل عن أننا قد تجاوزنا بفضل الله مرحلة التمكين وأصحبت المرأة البحرينية موجودة بالفعل في جميع المجالات، كما أصبحت في أعلى المناصب، وقد آن الأوان لنحتفل بما تحققه المرأة من تقدم وتطوير.

أما فيما يتعلق بتفاعل شركة الخليج لصناعة البتروكيماويات في هذا الصدد، فإننا نشعر بالفخر الكبير للسياسات التي تنتهجها الشركة في هذا المجال، التي أسفرت عن فوزنا بهذه الجائزة مرتين، الأولى في الدورة الثانية للجائزة العام 2008، والمرة الثانية في العام 2014، فالشركة وكما يُدرك الجميع، حرصت منذ يومها الأول على استقطاب الكفاءات البحرينية من النساء وقدمت لهن التأهيل للعمل في المواقع المختلفة بمجمع الشركة الصناعي، حيث يوجد لدينا اليوم في شركتنا الصناعية 50 موظفة بحرينية بما يعادل 25 % من الوظائف، وهذا العدد يمثل نسبة 10 % من مجموع منتسبي الشركة، وأود هنا تأكيد أن الشركة ملتزمة بمواصلة جهودها في مجال تقدم المرأة.