عندما عبرت البطلة العالمية سلوى عيد خط النهاية في سباق 400 متر للسيدات ببطولة العالم لألعاب القوى للرجال والسيدات وقفت مذهولة ووضعت يدها على فمها مندهشة من رقمها الجديد الذي عرض في شاشة استاد خليفة الدولي (48:14 ثانية)...

لم تصدق تحقيقها ثالث أفضل زمن في تاريخ هذا السباق الذي ظل صامدا على مدار 34 عاما.

وكان الرقم القياسي مسجلا باسم ماريتا كوتش من ألمانيا الشرقية السابقة (47.60 ثانية) يوم 6 أكتوبر 1985 وبدا وكأنه رقم من كوكب آخر يصعب الاقتراب منه، لكن هذا الرقم أصبح قريب المنال وبدا مهددًا بالتحطيم، بعدما اقتربت سلوى عيد بشكل كبير منه في السباق الأخير ضمن فعاليات بطولة العالم الـ17 لألعاب القوى بالدوحة.

سلوى عيد استطاعت أن تخطف الأنظار وتثير الإعجاب بعد فوزها بالمركز الأول والميدالية الذهبية في السباق وتصنيفها ثاني أفضل رياضية في بطولة العالم بعدما حققت ذلك الرقم المثير لتتربع على عرش العالم في سباق 400 متر سيدات.

لكن البعض يرى أن سلوى عيد ربما تكون هي صاحبة أفضل زمن في تاريخ السباق واقعا؛ لأنها تأتي خلف اثنتين حققتا أرقامهما في حقب انتشرت فيها فضائح المنشطات، وهما كوتش والعداءة التشيكوسلوفاكية يارميلا كراتشيفيلوفا (47.99 ثانية) في 1983.

ويقول أحد الخبراء الفنيون عن ذلك “ربما تكون سلوى هي صاحبة أفضل زمن في تاريخ سباق 400 متر؛ لأن الفترة التي حققت فيها العداءتان السابقتان كان تعاطي المنشطات حينذاك ممنهجا ومنتشرا بقوة، ولدى بعض الدول طواقم طبية متخصصة في الترويج للمنشطات؛ بهدف تحقيق الأرقام والميداليات...”.

وأضاف “كما أن التطور العلمي والتكنولوجي والطبي آنذاك لم يكن متاحا بالشكل الذي يعطي المجال لاكتشاف حالات التلاعب وتعاطي المنشطات، الأمر الذي ساهم في انتشار ورواج تلك الآفة دون القدرة على محاربتها بالشكل المطلوب وهو ما أدى إلى إفلات العديد من العدائين والعداءات من العقاب.. كما أن المنظمات الدولية الرياضية لم تكن تولي محاربة المنشطات أهمية كبيرة كما هو حاصل الآن...”.

وأوضح أن سلوى عيد أثبتت أنها عداءة من الطراز الرفيع بعد تحقيقها هذا الرقم الجديد وبالتالي فإن ما قدمته من أداء مذهل يجعلها مؤهلة لأن تكون صاحبة أفضل رقم في التاريخ، مشيرا إلى أن سرد تلك المعلومة يأتي في سياق وصف الحقبة السابقة إبان ثمانينات القرن الماضي دون اتهام أحد بتعاطي المنشطات.

ومنذ العام 2000، نجحت عداءتان فقط في كسر حاجز الـ49 ثانية في هذا السباق، وهما آنا جيفارا في 2003، وسانيا ريتشاردز روس في 2006، فهل تكون سلوى عيد هي صاحبة أفضل زمن في تاريخ سباق 400 متر للسيدات؟