+A
A-

فوضى الغزو التركي.. مزيد من القتلى والمشردين

توغلت القوات التركية أكثر في شمال شرق سوريا، أمس الجمعة، وهو اليوم الثالث لهجوم أنقرة عبر الحدود ضد المقاتلين الأكراد السوريين، الذي أدى إلى نزوح جماعي لعشرات الآلاف من المدنيين وواجه انتقادات واسعة النطاق من المجتمع الدولي.

ووفقا لما ذكرته “رويترز”، فقد قصفت طائرات حربية ومدفعية تركية أمس مناطق حول بلدة رأس العين السورية، وهي واحدة من بلدتين حدوديتين يتركز فيها الهجوم.


وأضاف أن قافلة تضم 20 مدرعة تقل مقاتلين من المعارضة السورية دخلت سوريا من جيلان بينار أمس.


وأعلنت وزارة الدفاع التركية أن العملية “مستمرة بنجاح كما هو مخطط لها”، مشيرة إلى “تحييد 342 إرهابيا”، في إشارة على ما يبدو إلى مقتلهم حسب الاستخدام الشائع للمصطلح.


في سياق آخر، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 7 مدنيين جراء الهجوم التركي في شمال شرقي سوريا.


وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن “4 مدنيين قتلوا في غارة استهدفت سيارتهم أثناء محاولتهم الفرار من مدينة تل أبيض” التي تتعرض للقصف وتدور اشتباكات عنيفة في محيطها، بينما قتل ثلاثة آخرون برصاص قناصة” قربها. وأسفرت المعارك الجمعة عن مقتل تسعة عناصر من قوات سوريا الديمقراطية، وفق المرصد.


من جهتها، أعلنت قوات سوريا الديمقراطية، التي يقودها الأكراد، في بيان الجمعة، عن مقتل 22 من عناصرها يومي الأربعاء والخميس خلال الحملة التي تشنها تركيا وحلفاؤها من الفصائل المعارضة السورية.


وارتفعت بذلك حصيلة القتلى في النيران التركية منذ يوم الأربعاء، بحسب المصدر ذاته، إلى 17 مدنيا و41 عنصرا من قوات سوريا الديمقراطية.


تشريد مئة ألف سوري
قالت الأمم المتحدة أمس إن نحو مئة ألف شخص تركوا منازلهم في شمال شرق سوريا، حيث يتزايد عدد من يلوذون بالملاجئ والمدارس في أعقاب التوغل العسكري التركي.
وقالت المنظمة الدولية في بيان ”الأثر الإنساني ملموس بالفعل. غادر ما يقدر بمئة ألف شخص منازلهم بالفعل“.


ومن جهة أخرى، قالت منظمة أطباء بلا حدود إنه تم إغلاق مستشفى في تل أبيض، بعد فرار العاملين فيه تحت وطأة القصف، بينما ذكرت الإدارة الكردية شمالي سوريا بأنها بدأت في إخلاء “مخيم مبروكة”، الذي يضم 7 آلاف نازح بعد قصفه من قبل تركيا.


البنتاغون: عواقب وخيمة
حثّ وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر تركيا “بقوة” على “وقف” عمليتها العسكرية ضد المقاتلين الأكراد في سوريا، وفق بيان للبنتاغون أمس.


وأورد البيان أنه خلال اتصال هاتفي أمس الخميس بين إسبر ونظيره التركي خلوصي اكار، “شجع” الوزير الأميركي “تركيا بقوة على وقف ما تقوم به في شمال شرق سوريا”.


كما حذّر اسبر نظيره التركي من أن “هذا التوغل قد تكون له عواقب وخيمة على تركيا”.


كما ووصفت وزارة الدفاع الأميركية التوغل العسكري التركي في سوريا بـ “التهديد” على التقدم الذي أحرز في قتال تنظيم داعش والتهديد المحتمل على القوات الأميركية هناك.


وقال المتحدث باسم البنتاغون جوناثان هوفمان إن إسبر “أوضح” لنظيره التركي خلال المكالمة أن الولايات المتحدة تعارض التوغل.


كان البنتاغون قد قال قبل شن الهجوم التركي على شمال شرق سوريا إنه لا يدعمه.


تحذير من عودة “داعش”
ويوم أمس، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه قلق من أن الغزو التركي في سوريا قد يطلق العنان لتنظيم “داعش” مرة أخرى.


وفي حديث أثناء زيارته لتركمانستان، قال بوتين إنه يشك في أن الجيش التركي لديه ما يكفي من الموارد للسيطرة على الفور على معسكرات “داعش”، قائلا إنه يخشى من أن مقاتلي داعش الذين تم أسرهم والذين احتجزتهم حتى الآن الميليشيات الكردية السورية “يمكنهم فقط الهرب”.


وأضاف بوتين “علينا أن ندرك هذا ونحشد موارد مخابراتنا لتقليص هذا التهديد المادي الناشئ”.


وكانت قوات سوريا الديمقراطية المتحالفة مع الولايات المتحدة تحتجز أكثر من 10 آلاف من مسلحي داعش تم أسرهم خلال الحرب ضد المتطرفين في مخيمات ومراكز احتجاز في هذا الجزء من سوريا.


أردوغان يهدد بفتح البوابات
وبينما أثار التوغل انتقادات واسعة النطاق، حذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الاتحاد الأوروبي من وصف توغل أنقرة في سوريا بأنه “غزو”.
وهدد، كما فعل في الماضي بـ “فتح البوابات” والسماح للاجئين السوريين بالتدفق على أوروبا.
من جانبه، اعتبر رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي دونالد توسك إن عملية تركيا في سوريا “مصدر قلق بالغ”.
وقال إن تهديد أردوغان بـ “فتح البوابات” والسماح للاجئين السوريين بالتدفق إلى أوروبا كان “في غير مكانه تمامًا”، مضيفًا أن الاتحاد الأوروبي لن يقبل أبدًا “أن يتم استخدام اللاجئين كسلاح واستخدامه لابتزازنا”.
في الوقت نفسه، قالت مسؤولة فرنسية، أمس، إن العقوبات ضد تركيا ستكون “مطروحة” في قمة الاتحاد الأوروبي الأسبوع المقبل، بسبب توغل أنقرة في سوريا.
ويهدف الهجوم التركي إلى إنشاء ما يسمى “منطقة آمنة” لإبعاد المقاتلين الأكراد السوريين، وستنهي هذه المنطقة استقلال الأكراد وستضع معظم سكانها تحت السيطرة التركية.
وترغب أنقرة في توطين مليوني لاجئ سوري، معظمهم من العرب في المنطقة.