+A
A-

تركيا تقصف شمال سوريا والأكراد يعلنون “النفير”

شنت طائرات حربية تركية بعد ظهر الأربعاء غارات على منطقة رأس العين الحدودية في شمال سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بعد وقت قصير من إعلان أنقرة بدء عمليتها العسكرية ضد المقاتلين الأكراد.

وأفاد مراسل فرانس برس في منطقة رأس العين بأن قصفاً مدفعياً متواصلاً يستهدف مدينة رأس العين، ما دفع بعشرات السكان إلى النزوح، في وقت أعلنت فيه قوات سوريا الديمقراطية بدء تركيا شنَّ غارات “ضد مناطق مدنية” متسببة بحالة “هلع” بين الناس.


وقال شاهد عيان من بلدة تل أبيض السورية على الحدود مع تركيا، إن أصوات انفجارات ودخاناً يتصاعد بالقرب من الحدود مع تركيا.


وأضاف بحسب ما أوردت رويترز، أن السكان يفرون من البلدة السورية الحدودية.


وفي وقت سابق، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بدء العملية العسكرية في شمال شرقي سوريا.


وقال أردوغان على حسابه الرسمي على تويتر إن العملية التي أطلق عليها اسمع “نبع السلام” قد بدأت. وأضاف أنها تهدف إلى القضاء على ما سمّاه “تهديد الإرهاب” الذي تواجهه تركيا.


من جهتها، أعلنت وسائل إعلام تابعة للنظام السوري أن الضربات التركية استهدفت البوابة الحدودية وصوامع الحبوب في مدينة رأس العين.


كما أشارت إلى أن قوات سوريا الديمقراطية عمدت إلى إحراق الوثائق في مقراتها برأس العين.


ولفتت إلى وجود أنباء عن إصابات في صفوف المدنيين بقصف مدفعي تركي على أحياء في رأس العين.
وكانت دمشق نددت في وقت سابق بنوايا أنقرة “العداونية”، متعهدة بالتصدي لأي هجوم تركي.
وطالب مركز التنسيق والعمليات العسكرية لقوات سوريا الديمقراطية الولايات المتحدة وحلفاءها إقامة “منطقة حظر طيران” لحمايتها من الهجمات التركية.
وردا على التحركات التركية، أعلنت الإدارة الذاتية الكردية، أمس، “النفير العام” على مدى 3 أيام، في مناطق سيطرتها في شمال وشمال شرقي سوريا.
في غضون ذلك، أعلن دبلوماسيون ،أمس، أن مجلس الأمن قرر عقد جلسة طارئة اليوم الخميس لبحث الهجوم التركي في سوريا.
وقال الدبلوماسيون إن مجلس الأمن سيبحث الملف السوري بناء على طلب أعضاء أوروبيين بعد بدء أنقرة عملية عسكرية في شمال شرق سوريا.
وتقدمت بالطلب بلجيكا وفرنسا وألمانيا وبولندا والمملكة المتحدة. وستعقد الجلسة منتصف النهار في أعقاب مشاورات مغلقة في مجلس الأمن بشأن كولومبيا، وفقا للمصادر.
وفي وقت سابق، دعا الرئيس الحالي لمجلس الأمن الدولي سفير جنوب إفريقيا جيري ماتيوز ماتجيلا، أمس، تركيا إلى “حماية المدنيين” والتحلي “بأكبر قدر من ضبط النفس” في عملياتها العسكرية في سوريا.
وعبر رئيس المجلس لشهر أكتوبر عن أمله في أن يعقد اجتماع لهذه الهيئة بأسرع وقت ممكن، مشيرا إلى أنه يدعو الذين يصيغون قرارات حول سوريا إلى اجتماع من هذا النوع.
من جانبه طالب رئيس الاتحاد الأوروبي جان-كلود يونكر، تركيا بوقف هجومها في سوريا، وقال لأنقرة إن الاتحاد لن يدفع أموالا لإقامة ما يسمى بـ”المنطقة الآمنة” في شمال سوريا.
وقال يونكر في البرلمان الأوروبي “أدعو تركيا وغيرها من الأطراف إلى التصرف بضبط نفس ووقف العمليات التي تجري حاليا”.
فيما حذرت منظمة العفو الدولية من استهداف المدنيين والأهداف المدنية.
من جانبها، دانت جامعة الدولة العربية، أمس، العملية العسكرية في شمال شرقي سوريا، لأنها “ستفتح الباب أمام المزيد من التدهور في الموقف الأمني والإنساني”.
من جهتها، حذرت روسيا من أي خطوات قد تضر بما سمّته عملية السلام في سوريا.
وقال الكرملين إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حث نظيره التركي في مكالمة هاتفية أمس على تجنب أي خطوات في سوريا قد تضر بعملية السلام هناك. وذكر الكرملين أن بوتين وأردوغان اتفقا على ضرورة احترام سيادة ووحدة أراضي سوريا.