+A
A-

أم يحيى... تطرز “جلوات” الأعراس بتراث البحرين العريق

عندما تقاعدت من عملها كممرضة، ولحبها الشديد للتراث البحريني والخليجي، لاسيما تراث القرية البحرينية الغني بموروثاته الثقافية والاجتماعية والفنية، اتجهت الملاية أمينة عيسى “المشهورة باسم أم يحيى” إلى إحياء حفلات الأعراس والمناسبات السعيدة والمواليد، حتى أصبحت من أشهر البحرينيات في مجال إحياء جلوة العروس، والناس – من مختلف مناطق البحرين – يطلبونها لإحياء حفلاتهم، لأنها تميزت بتطريز تلك الجلوات بتراث البحرين بما يحويه من جوانب “الثقافة الشعبية” والأهازيج وأغاني القرية كجزء من مسئولية الحفاظ على هذا التراث.

تقاعدت من التمريض

والسؤال هو: “متى بدأت أم يحيى العمل كملاية وكيف تعلمت؟”، تقول في حديثها ل”البلاد” إن بدايتها كانت منذ سنوات قصيرة مضت، وبدأت في محيط الأهل والأقارب والصديقات من خلال إحياء حفلات الحناء والجلوات بالإضافة إلى برامج المواليد والاحتفالات الدينية، وتضيف:”منذ صغري، وأنا أحب المشاركة في احتفالات المدرسة وكذلك في المأتم حيث نستعد بالإعداد الجيد لهذه المناسبات، والبداية كانت بتكرار ما كنت أسمعه من الملايات القديرات في الأعراض لاسيما على صعيد الأغاني الشعبية التراثية التي تستهويني كثيرًا كما تستهوي الكثير من الناس”.

وتواصل “أم يحيى” حديثها بالقول أنه وعلى الرغم من عملي السابق الذي كنت أحبه كممرضة في وزارة الصحة، إلا أن ذلك لم يمنعني من ممارسة هذه الهواية بين حين وآخر، إلى أن تقاعدت وأصبح شغلي الشاغل هو تطوير نفسي في العمل في هذا المجال عبر البحث عن الأغاني الفلكلورية ودمجها بالحاضر، فأصبح الإقبال كبيرًا خصوصا بعد إضافة أجهزة “دي جيه”، والتنويع أيضًا بين أغنيات التراث العراقي والمصري التي تحمل سمة تناسب أجواء الجلوات.

بان الصبح ويا سامع الصوت

وعن أكثر الأهازيج الشعبية المحبوبة في البحرين والخليج، تقول “أم يحيى” أن هناك الكثير منها ومتداول بشكل كبير في البحرين والخليج ومنها أغنية “بان الصبح بانيه وايه”، و”جلوا جلال الله”، وكذلك “أمينة في أمانيها”، يا سيسبان الحلو” http:/‏/‏172.16.1.117/‏newspress/‏backup/‏files/‏images/‏2019/‏08/‏12/‏196935.jpg?tmp=1566496865 و”بالعافية عروسنا بالعافية” وبالطبع “يا سامع الصوت صل على النبي”، ومن تلك المجموعة الكثير مما أحفظه عن ظهر قلب منذ طفولتي، كما أحب الاستماع لوالدتي وهي تردد هذه الأهازيج وهذا ما جعلني أحب كل ما يتعلق بذكريات الطفولة وعبق الماضي، فهناك اهتمام واضح في السنوات الأخيرة بجلوة العروس والأزياء الشعبية التي ترتديها العروس وقريباتها فتضفي أجواء من الفرحة على الحفل، لا سيما إذا تناغم كل ذلك مع طريقة التزيين والديكور للكوشات “المقاعد” ذات الصلة بالتراث الشعبي، كما في صورة الموضوع التي التقطتها المصورة زينب الشويج من تصاميم الجلوات. نسأل “أم يحيى” ما هو أكثر ما تحبينه في تراث القرية؟ فتشير إلى بساطة إحياء الاحتفالات واهتمامها بحفظ مروثوها من الأغاني والأهازيج، وتفاعل الحاضرات من النسوة يؤكد حب الناس للتراث القديم والحفاظ عليه، وتعلمت من كثيرات لهن فضل علي ومنهن زوجة أخي التي عاملتني كابنتها وتعلمت منها الأسس، حيث كانت هي من تحيي أفراحنا، ولله الحمد، تطورت كثيرًا والفضل في ذلك لله سبحانه وتعالى ولأهل لا سيما زوجي العزيز وصديقاتي وقريباتي اللواتي شجعنني منذ أول خطوة على السلم.