+A
A-

“فرح السودان”... اتفاق تاريخي بحضور إقليمي ودولي

فتح السودان، أمس السبت، صفحة جديدة عقب التوقيع النهائي على وثائق المرحلة الانتقالية، التي تمثل بداية جديدة في تاريخ البلاد الحديث. ووقع الاتفاق نائب رئيس المجلس العسكري السوداني محمد حمدان دقلو، إلى جانب أحمد ربيع عن قوى الحرية والتغيير. وحضرت وفود عربية ودولية رفيعة المستوى مراسم التوقيع التاريخي على الإعلان الدستوري، الذي يمهد لتشكيل الحكومة وبدء الفترة الانتقالية.

ومن شأن التوقيع، الذي جرى خلال حفل أطلق عليه “فرح السودان”، أن يشكل بداية المرحلة الانتقالية، التي ستستمر 39 شهرا.

ويأتي التوقيع النهائي على وثائق المرحلة الانتقالية بعد أسابيع من المفاوضات المتواصلة بين المجلس العسكري الانتقالي، الذي يحكم السودان منذ عزل الرئيس السابق، عمر البشير، وقوى الحرية والتغيير، التي قادت الحراك في الشارع.

وكان الطرفان وقعا بالأحرف الأولى، يوم 4 أغسطس، على الإعلان الدستوري الذي طال انتظاره في السودان.

ويتوج التوقيع التاريخي 8 أشهر من الحراك الشعبي ضد نظام الرئيس السابق عمر البشير.

ويعتبر المتظاهرون، وممثلوهم السياسيون، الاتفاق انتصارا للثورة وأهدافها، ويرى قادة الجيش أنهم بذلك جنبوا البلاد حربا أهلية.

وحسب الجدول الزمني، فإن الـ18 من أغسطس، أي اليوم الأحد، سيشهد تعيين المجلس السيادي، الذي سيتشكل من ممثلين عن المجلس العسكري الانتقالي وقوى الحرية.

وفي الـ19 من أغسطس، يتوقع أن يؤدي أعضاء المجلس السيادي القسم أمام رئيس القضاء، وفي نفس اليوم سيكون أول اجتماع للمجلس.

ويوم الثلاثاء، ينتظر أن يتم تعيين رئيس مجلس الوزراء السوداني، على أن يؤدي القسم، في اليوم التالي، أمام المجلس السيادي وأمام رئيس القضاء.

الطريق للديمقراطية

أشار رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد خلال الكلمة التي ألقاها بعد مراسم التوقيع التاريخي في الخرطوم، على وثائق المرحلة الانتقالية، إلى أن “الطريق إلى الديمقراطية في السودان بدأ اليوم”.

وقال أحمد، الذي لاقى حفاوة كبيرة من قبل الحشود في قاعة الصداقة التي شهدت التوقيع التاريخي “وصيتي لشعب السودان أن يكونوا حفظة للسلام”، مضيفا “يعتبر هذا اليوم يوم انتصار لنا جميعا، لجميع من عمل من أجل السودان”.

مرحلة البناء

قال رئيس المجلس العسكري الانتقالي في السودان، الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، إن القوات المسلحة هي “شريك الشعب في التحرر”، معربا عن شكره لكل من أسهم في إنجاز الاتفاق المتعلق بالمرحلة الانتقالية، داعيا الشباب إلى “الإسهام في نهضة السودان”.

وشدد البرهان، أن البلاد تتجه الآن نحو مرحلة البناء، داعيا مختلف أطياف الشعب السوداني إلى “جعل هذا اليوم محطة لتجاوز مرارات الماضي والنظر قدما نحو المستقبل.. فأوقات البناء أثمن من أن نضيعها في الذكريات المريرة”.

سلام شامل

قالت قوى الحرية والتغيير، على لسان ممثلها محمد ناجي الأصم، إن السلام يجب أن يكون شاملًا دون استثناء، مشيدًا بدور الوسطاء في التوصل للاتفاق.

وأكد الأصم التمسك بالتحقيق في فض اعتصام القيادة العامة، مشددًا على أهمية المساواة بين أقاليم السودان ومحاربة الفساد لإنعاش الاقتصاد. كما طالب بإنهاء جميع أشكال التمييز ضد المرأة. واتهم النظام السابق بتخريب علاقات البلاد الخارجية.

من جانبه، وصف رئيس حزب الأمة القومي، الصادق المهدي، التوقيع على الاتفاق بالعبور نحو الحكم المدني، مطالبًا بعدم إقصاء أي طرف من المرحلة المقبلة للتحول الديمقراطي. وأشاد المهدي بدور إثيوبيا والاتحاد الإفريقي والعرب في التوصل لاتفاق، مشددًا على دور المرأة في الثورة السودانية.

الرياض تبارك الاتفاق”

قال وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودية عادل الجبير إن السودان يقف على عتبة مستقبل أفضل لأبنائها بعيدا عن أي مؤثرات تستهدف وحدة شعبه، معبرا عن ثقة بلاده في الاتفاق التاريخي.

وأوضح الجبير، من الخرطوم “السعودية، ومنذ بداية الأحداث، بذلت كل الجهود للمساهمة في تحقيق تطلعات الشعب السوداني”.

وأوضح أن المملكة السعودية تبارك الاتفاق التاريخي الذي توصلت إليه كافة الأطراف السودانية “الهادف إلى الحفاظ على سلامة السودان وأمنه واستقراره”.

وختم حديثه بالقول “حكومة السعودية تطلب من كل الدول الوقوف إلى جانب السودان الشقيق وهو يفتح صفحة جديدة في تاريخه”.