+A
A-

“البلاد” تنشر لقاء محافظ الجنوبيّة سموّ الشيخ خليفة بن علي مع “ميادين”

حاجات الشباب أبرز اهتماماتي والتواصل مع الأهالي من أولويّاتي

على نهج جدي وآل خليفة الكرام أزور المواطنين وأتلمس احتياجاتهم

عملي التطوعي بدأ في عمر الـ14 وأثمر عن جائزة عربية بعد ذلك

والدتي أطال الله عمرها مرجع في علوم الدين والتاريخ والعمل التطوعي

أمثّل المحافظة الجنوبية وأخدم أهلها وأسعى إلى أن تكون هي الفائزة بالمشاريع

والدي سمو الشيخ علي طلب أن أتعلم لغة ثالثة وأنا صغير فاخترت اليابانية

أهوى الرياضات البرية والرماية والجري والسباحة... ولا وقت لها الآن!

 

“لا تنتظر قدوم الناس إليك، بل اذهب إليهم وتواصل معهم وتلمّس احتياجاتهم” .. هذه هي الكلمات التي صاغت وجدان وعقل محافظ  الجنوبية سمو الشيخ خليفة بن علي آل خليفة ورسمت مسيرته التطوعية والاجتماعية منذ سن مبكرة، ثم صبغت مسؤوليته بالمحافظة، التي تتميز بالزيارات اليومية والتواصل اليومي مع المواطنين في أعمالهم ومجالسهم.  دروس كثيرة يكشف عنها سموه في حواره الخاص مع مجلة “ميادين”، ورثها عن رئيس الوزراء الوالد صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة وترسّخت فيه بفضل تربية أبويه، أطال الله عمرهما، وكان كذلك لمجلس صاحب السمو المغفور له بإذن الله تعالى الأمير عيسى بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه ، ثم كان لمجلس جلالة الملك أثرٌ بعيد المدى في تكوين شخصية المحافظ الشابّ. وحول هذه القيم العظيمة المتوارثة من عائلة آل خليفة الكرام، وعن مسؤولياته في المحافظة الجنوبية وأسلوبه الشبابي الفريد في إدارتها، ورؤيته للشباب، وما تحقق من إنجازات مهنية وتطوعية في ريعان شبابه.. كان لمجلة “ميادين” مع سموه هذا اللقاء الذي تنفرد به في هذا العدد:

مدرسة جدّي

تخرّج سموكم من مدرسة جدكم صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان، منبع الحكمة والحنكة والتواصل مع الناس. فما أثر هذه المدرسة في إدارتكم للشأن العام منذ توليكم منصب محافظ المحافظة الجنوبية؟

أعجز عن وصف الوالد سمو الأمير خليفة بن سلمان، حيث تعلمت من سموه دروسًا كثيرة في الحياة وإدارة الشأن العام، لعل في مقدمتها: إن أشرف عمل هو خدمة الوطن والمواطنين، فسموه دائمًا ما ينظر لمصلحة أهل البحرين أولاً، كما يحرص على الالتقاء بهم بشكل مباشر، مواصلاً لنهج الأجداد والآباء.

ونواصل السير على نفس الدرب، والنهل من حكمة سمو الأمير الوالد، في حكمته وقربه من الناس، حيث أحرص على أن أكون متواجدًا بين المواطنين مع العمل الدؤوب وتحقيق الإنجازات للوطن والمواطن.

ولم أتعلم هذه الدروس، التي تعطيني سر النجاح ومواصلة الدرب فقط، بل إن سمو الوالد الأمير خليفة بن سلمان، هو الداعم الأول والكبير في جميع مشاريعنا ومبادراتنا في المحافظة الجنوبية، مما كان له بالغ الأثر في تحقيق الخير والإنجازات للمحافظة الجنوبية ومواطنيها.

طوال تعايش سموكم مع سمو الوالد الأمير خليفة بن سلمان ما هي النصيحة التي لا تفارقكم؟

هي لم تكن نصيحة باللسان بقدر ما كانت بالبيان، وكانت: كن قريبًا من الناس، واذهب إليهم ولا تنتظر أن يجيئوا لك، فقد كان سمو الأمير الوالد بين أبناء شعبه في كل المواقف، وعندما توليت المسؤولية في المحافظة الجنوبية، آمنت بنصيحة سموه، وطبقتها في الزيارات الميدانية اليومية والتواصل المباشر.

وهل هناك أسرار أخرى لما نراه من تميّز في إدارة سموكم للمحافظة الجنوبية؟

بالطبع. فلا يجب أن أنسى أن الاستمرار في التواصل والعطاء والإنجاز، هو بفضل الله ثم بفضل توجيهات جلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه التي نجد منها كل الدعم والتشجيع ونستلهم من جلالته الأمل والعمل والدعم والتشجيع لتعزيز الإصلاح في شتى المجالات.

وكيف استفدتم من تجربة الوالدين الكريمين في المجالات الإنسانية والاجتماعية والسياسية؟

كان والدي يأخذني منذ الصغر إلى مجلس المغفور له بإذن الله، الأمير صاحب السمو الشيخ عيسى بن سلمان، ثم إلى مجلس جلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه، حيث أتيحت لي فرصة لأنهل وأتعلّم من مدرستين عريقتين في العلاقات الإنسانية والحنكة السياسية.

وورث الوالد عن والده سمو الأمير خليفة نفس الحرص على القرب من الناس والتواصل مع المواطنين وتلبية احتياجاتهم، فكان يقول لي: لا تنتظر أن يأتي الناس إلينا، بل اذهب إليهم في بيوتهم ومجالسهم وأعمالهم.

كما كانت الوالدة، صاحبة فضل كبير في حثّي على العمل التطوعي وحب الناس والرفق بالجميع، ولذلك أعتبر أنّ ما أنا عليه هو غرس الوالدين، بارك الله في عمرهما، وأعتقد أنني أبرّهما عندما أقوم بكل عمل وطني أو تطوعي.

وعلى نهج هؤلاء الكرام، أقوم بالتوجه إلى المواطنين وأتلمّس احتياجاتهم، ولا أتوقف عن الزيارات الميدانية والتواصل المباشر في جميع الأوقات، لتقديم الخدمات ومتابعة المشكلات.

الابن البار

سموكم بدأتم العمل الاجتماعي والتطوعي منذ سن مبكرة. ما هو السبب وراء ذلك؟

والدتي، أطال الله عمرها، مرجع في علوم الدين والتاريخ وربتنا على كسب العلم والتطوع، وفي هذه الأجواء أطلقت برنامج الابن البار في عمر 14 عامًا، والذي تطوّر إلى جائزة، ثم تحوّل إلى جائزة وفاء لأهل العطاء، التي ركزت في بداياتها على كبار السن، ثم كرّمت رواد العمل الخيري ومؤسسات القطاع الخاص وكبار السن أيضًا.

وإلى أي مدى نجح تطوير سموكم في جائزة “وفاء لأهل العطاء”؟

أخذت جائزتنا السنوية البعد العربي، سواءً من حيث الفائزين بها، أو من حيث المشاركين في ورش العمل وفعالياتها، ونحرص من خلال الجائزة على إبراز الطاقات الشبابية والتطوعية البحرينية، وتبادل قصص النجاح مع أشقائنا في دول مجلس التعاون وسائر الدول العربية من أجل تطوير التجربتين الشبابية والتطوعية البحرينية.

سموكم رمز لجيل الشباب، فماذا ينتظر الشباب في المحافظة الجنوبية من محافظهم الشاب؟

الشباب البحريني هم رمز الإرادة والعزيمة، وهي صفات نستمدها جميعًا من سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، الذي حقق للوطن إنجازات كثيرة، قبل وأثناء وبعد عام الذهب، ونستلهم من سموه المثال والدافع لتحفيز الشباب ومبادراتهم.

ونحن حريصون على مشاركة الشباب في كل مبادرات ومشروعات المحافظة الجنوبية، وأبوابنا مفتوحة لهم دائمًا للتعرف على مطالبهم واحتياجاتهم ورؤاهم التطويرية، وهناك الكثير من المشاريع القادمة في المناطق المختلفة بالمحافظة التي راعينا فيها هذه الاحتياجات.

شباب ورياضة

ما هو موقع الشباب في رؤية المحافظ الشابّ؟

أنا جزء من هذا الجيل، الذي يتلقى كل الدعم من القيادة الرشيدة، ولديه العزيمة التي مكّنته من تحقيق الإنجازات لوطنه، ونحن في قارب واحد هو الوطن، ويجب أن أقوم بمساعدتهم لكي تستمر الإنجازات لأنفسهم ولهذا الوطن.

وما هي أهم المشاريع الموجهة لشباب المحافظة الجنوبية؟

نركز على المشاريع الخدمية في قطاعي الشباب والرياضة، ومنها المركز الرياضي في مدينة خليفة، وهي مدينة جديدة وكبيرة، حيث تعاونت مع وزارة الشباب والرياضة من أجل افتتاح الصالة الرياضية والملعب خلال يونيو 2019م.

وإضافة إلى مراعاة احتياجات الشباب في المشاريع الخدمية والرياضية، نحرص على مشاركتهم في المبادرات الاجتماعية والتطوعية، بحيث يكونون هم عمادها.

ما هي أهم الفعاليات الاجتماعية والتطوعية التي شارك فيها شباب الجنوبية؟

كثيرة، وأذكر منها “القرية اليابانية”، الحدث الذي نظمناه قبل زيارتي لليابان مؤخرًا، واحتضنته المحافظة الجنوبية بالتنسيق مع جمعيات أهلية ومؤسسات خاصة، وكان الشباب هم المنظمين والمشاركين والبائعين، كما كانوا هم أحد أسرار نجاح الحدث الذي استقطب 30 ألف زائر من البحرين ومن دول مجلس التعاون الخليجي.

على ذكر الرياضة: ما هي رياضة سموكم المفضلة؟

لقد شغلتني مسؤوليتي التنفيذية وعملي الاجتماعي عن الرياضة، فكل ما يشغل تفكيري هو مشروعات المحافظة وخدمة المواطنين، وهذا مبعث فخر وفرح.

ومن الرياضات التي أهواها الرياضات البرية كركوب الإبل والاهتمام بها، والرماية والمشي والجري والسباحة.

لكن لا أملك وقتًا الآن!.

حقّقت المحافظة الجنوبية طفرة رياضية ليس على المنشآت وحسب ولكن على مستوى تحقيق الأندية للبطولات. فهل ستكون المحافظة واجهة رياضية للمملكة؟

نفتخر بما وصلت إليه الرياضة البحرينية بقيادة سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، أما فيما يتعلق باحتضان المحافظة الجنوبية للمشروعات الرياضية، فإننا نسعى إلى استدامة الإنجازات الرياضية ليس من أجل محافظتنا فقط، وإنما لكي تصب في مصلحة البحرين ككل.

اللغة اليابانية

هل لدى سموكم مبادرات مع المحافظات الأخرى؟

نتعاون مع أية جهة شقيقة في وزارة الداخلية، وكذلك مع الوزارات الحكومية، لخدمة المواطنين بشكل عام، وتمتد مبادراتنا الاجتماعية، بحرينيًّا وعربيًّا، لكن يجب أن أعترف بأن المحافظة الجنوبية هي التي أمثلها وأخدمها، ولذلك أسعى أن تكون الأولوية لها في الفوز بالمشاريع وتطبيق المبادرات المختلفة.

ما هي حكاية شغفكم باليابان واللغة اليابانية والتي تحولت إلى نقطة قوة لاحقًا فيما يتعلق بدوركم المشهود في توثيق العلاقات البحرينية اليابانية؟

كنت شغوفًا باليابان وحضارتها، منذ نعومة أظفاري، ومنذ سن مبكرة طلب والدي سمو الشيخ علي بن خليفة، أن أتعلم لغة ثالثة، وترك لي حرية الاختيار، فاخترت اليابانية، فأحضر لي معلّمًا لتعليمي هذه اللغة، وبالفعل كنت أتلقّى دروسًا أسبوعية حتى اكتسبتها ثمّ تمكّنت منها؛ لأنها لغة جميلة تعكس تاريخًا رائعًا وعريقًا.

كما كنتم أول محافظ بحريني يزور اليابان؛ فما هي أهم ثمار هذه الزيارة؟

التقيت في اليابان محافظين ورجال أعمال ووزير الخارجية، وكانت الزيارة فرصة كبيرة لاطلاع المسؤولين اليابانيين على تجربة المحافظات في مملكة البحرين أمنيًّا واجتماعيًّا وخدميًّا، وتم تبادل التجارب والأفكار حول تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية ومدّ جسور التواصل بين الشعبين.

وهل كان لهذه الزيارة مردود سياحي واقتصادي على المملكة والمحافظة الجنوبية؟

نعم. التقينا رجال أعمال يابانيين بعضهم له مشروعات استثمارية في البحرين، وناقشنا آفاق الاستثمارات السياحية والاقتصادية في البحرين والمحافظة الجنوبية، والمشاريع التراثية المشتركة.

جديد المشاريع

ما هو سر اهتمام سموكم بتراث المحافظة الجنوبية واختيار يوم الثالث من مايو يومًا للتراث؟

في محافظتنا نتلمّس كل يوم تاريخ وعادات المنطقة، من عوائلها المتآلفة وأماكنها التاريخية والتراثية العامرة، وأردنا تعزيز الفخر والانتماء لدى المواطنين عمومًا وجيل الشباب خصوصًا بتاريخنا وماضينا العريقين.

وكان اختيار يوم للتراث أحد مقترحات ومطالب أهالي المحافظة، بما له من أبعاد وطنية وتاريخية واقتصادية.

• وإلى أي مدى نجحت مبادرة “عز وتاريخ”؟

كانت المبادرة ضمن المبادرات التي تبرز الجوانب التاريخية للوطن، والفرص السياحية والاستثمارية، وتم التعاون فيها مع كافة الجهات الحكومية والخاصة والأهلية، وأعتقد أنها كانت ناجحة وحققت أهدافها.

وماذا عن مشروع تطوير “بلاج الجزائر”، بوصفه مشروعًا تنمويًّا، وما هي آفاق التعاون مع الشركات الاستثمارية؟

تسلّمتْ المشروع شركة “إدامة”، ونتابع معها مراحل العمل والأفكار التطويرية للمشروع بما يجعل المشروع منطقة حيوية ومطلوبة، استثماريًّا وسياحيًّا.

وهل هذا المشروع فاتحة للمشروعات الاستثمارية في المحافظة؟

تركيزنا على الجوانب الخدمية والتراثية والسياحية والاجتماعية والشبابية، يتزامن مع تعزيز المبادرات الاقتصادية، وسوف نعقد في سبتمبر المقبل النسخة السنوية الثانية من المنتدى الاستثماري السنوي بالمحافظة الجنوبية، حيث يمثل منصة لتطوير المبادرات الاستثمارية وعقد الشراكات بما يعود بالخير على الوطن والمواطنين.

ختامًا.. وفي سياق مشاريعكم المستقبلية الرائدة، هل هناك مشروع قادم لفتح قنوات التعاون تخصّون به سموكم مجلة “ميادين”؟

مبتسمًا سموه: كل يوم نبحث عن الجديد في مختلف الجوانب والمشاريع الخدمية والسياحية والاستثمارية والاجتماعية والشبابية، ونسعى لتحقيق الخير للمواطنين في وقت قياسي، لذلك فإن مبادراتنا مستدامة، وبإمكانكم تغطية المنتدى الاستثماري القادم حيث ستجدون الكثير من المشاريع إن شاء الله.