+A
A-

المنصوري: اليوغا ليست رياضة جسدية فقط

فاطمة المنصوري مدربة بحرينية معتمدة دولياً في مجال العلاج التكميلي وانماط الحياة الصحية والوعي البشري، وقد حصلت على أكثر من 50 جائزة لمساهماتها في فعاليات وانشطة المسؤولية المجتمعية والانسانية بما في ذلك وسام “بطل من أجل السلام” حيث بدأت رحلتها بعد أن تم تشخيصها بالإرهاق المزمن الناجم عن اضطراب يعرف باسم “ فيبروميالجيا” عندما أخبرها الأطباء أن هذا المرض مزمن وليس له علاج والأدوية الموصوفة فشلت في تخفيف الاعراض، سعت فاطمة للشفاء الذاتي عن طريق اتباع انماط الحياة التي ساهمت في شفائها تماما، والآن هي من أشهر الشخصيات الرائدة والمؤثرة الناشطة في مجال تعزيز الصحة في مملكة البحرين. وكان لنا لقاء معها.

كيف بدأت في هذا المجال؟

بعد عودتي من رحلة العلاج في الهند وقضاء سنوات هناك، تحسنت حالتي كثيرا فبدأت بالتحدث عن رحلتي في السوشل ميديا وبين الأصدقاء، فوجدت بأن هناك العديد من الأشخاص الذين يعانون من مثل الاعراض فشعرت حينها بالمسؤولية، وأدركت بأن هذه هي مهمتي في الحياة وشرعت في معرفة ودراسة المزيد وكرست حياتي لخدمة الناس ونشر الوعي لمساعدة المجتمع على مكافحة الامراض المزمنة والوقاية منها ومساعدة الآخرين على زيادة الوعي الذاتي.

ما دور اليوغا في توعية الشباب البحريني؟

اليوغا هي المرونة، وليست مرونة الجسد فقط بل مرونة ذهنية ايضاً، فالإنسان الذي يلجأ الى تغير نمط حياته بممارسة اليوغا يكون قادر على مواجهه الحياة بشكل مرن والتكيف مع الحياه وضغوطاتها والتفكير السليم بعيداً عن الاكتئاب والعيش في دوامه من الأفكار اللامتناهية، فكلنا في حياتنا اليومية تصادفنا مواقف وأمور بإمكانها تعكير صفو حياتنا ولكن اليوغا هي رياضة ذهنية تزيد من وعي الانسان وتجعله يتقبل كل شي ويواجهه بصدر رحب.

لماذا لا يوجد لدينا نادي لتعليم اليوغا؟

لدينا معهد لليوغا ولكن لا يوجد لدينا نادي وهذا بالضبط ما اطمح إليه واحاول الوصول الى الشخص الذي بإمكانه مساعدتنا في تأسيس اتحاد، لأننا بحاجة الى دعم وتسهيلات من قبل وزارة شؤون الشباب والرياضة ليحتضنوا هذه الفكرة بالتعاون مع المختصين في هذا المجال في البحرين ويكون لدينا فرصة لتعليم الشباب وزيادة الوعي لديهم من خلال ممارسة اليوغا، ولا اقصد بالتسهيلات المادية بل دعم للفكرة، ففي البحرين وبوجود خبرائها قد وصلنا الى فئة من الشباب ولكن مع وجود اتحاد ستكون الشريحة اكبر والعائد افضل وذلك سيمكن البحرين من إقامة بطولات عالمية على ارضها.

ما دورك بعد تعيينك في منظمة سلام بلا حدود؟

انا افتخر بهذا التعيين حيث يتواجد فيه اخصائيون من جميع انحاء العالم وهيئة التدريس من أميركا في المجال التكميلي والصحة الشمولية، ودوري هو تقديم مؤتمرات معهم ومحاضرات وورش عمل وتم ضمي بشكل مستمر لتقديم المحاضرات اونلاين.

هل يجب ان تكون اليوغا مادة تُدرس في المدارس؟

نعم وبشدة، فهو شيء جدا مهم ومفيد، وانا قد قمت بعمل مقرر كامل والمقرر سوف يقيم من قبل فريق من الأطباء والاخصائيين من جامعة الخليج العربي بالتعاون مع مركز الجوهرة لمعرفة فائدته على الصحة النفسية والجسدية للطلبة، وكان انجازا عظيما بأن الجامعة وافقت وأعطتني ميزانية لعمل هذا المقرر بالتعاون مع وزاره التربية والتعليم ووزارة الصحة قسم الصحة المدرسية.

ومع توجه سمو الشيخ ناصر بن حمد واضافته حصة رياضة أخرى باعتبار ان الرياضة مادة أساسية ومفيدة للطلبة فنحن امنيتنا خدمة هذا التوجه بإضافة اليوغا كمادة ثابتة في المدارس ونحن هدفنا الوحيد هو زيادة الوعي لدى الطلبة واليوغا هي رياضة ذهنية جسدية ستكون جدا مفيدة ونريد تعليم الطلبة كيف يمارسون اليوغا وهم جالسون في حصصهم مثلا فاليوغا رياضة ممكن ممارستها وهم في الفصول، والهدف من هذا هو جعل الرياضة كأسلوب حياة تكون معهم حتى بعد التخرج.

ما دورك في السوشل ميديا؟

في مواقع التواصل الاجتماعي لا احب ان اخرج بطابع معين فانا أكون على طبيعتي فكل موضوع اراه ويعجبني ويكون مناسب للطرح اضعه في حسابي واي نشاط أقوم به احب ان أشاركه مع الناس، وكنت انشر رحلاتي الإغاثية والمساعدات مما جعل كثير من الأشخاص ينتقدوني لاعتقادهم بأن الهدف من ذلك هو الشهرة ولكن لم يرو الجانب الاخر من النشر وهو عدد هائل من الشباب يتواصلون معي للذهاب في رحلات تطوعيه ومساعده اشخاص. السوشل ميديا له استعمالات كثيرة وهدفي الأول والأخير ان أأثر على حياة الشباب واجعلهم اكثر قابلية للعمل التطوعي. وانا اعتبر ان حسابي الشخصي هو توثيق، كمثابة كتاب او سيرة ذاتية اضع فيها كل اعمالي وبصماتي لأوصل رسالة مهمه للعالم بأن أي شخص يستطيع ان يقوم بعمل تطوعي وان يساعد الآخرين.

بعيداً عن اليوغا، قيل لنا انك مولعة بكرة القدم حدثينا أكثر.

اجابت ضاحكة: انا من مشجعي فريق “ليفربول”، كرة القدم كانت تلازمنا من الصغر مع رسوم الكرتون واللعب في “الحوش” وكرة القدم في ايامي ما كانت موجودة للفتيات، وللفريق صفات كثيرة مثل حملاتهم ضد العنصرية وحملات السلام.

ما الخطط المستقبلية؟

اخر تعيين حصلت عليه كان من منظمة “سلام بلا حدود” لإدارة التطوير والاستدامة والخدمات الإنسانية، وستترتب عليه عدة أمور من ضمنها العودة الى واشنطن للعمل هناك في مركز للانطلاق في دعم قضايا اكثر وتقديم خدمات للناس.