+A
A-

3 وافدين قتلوا قريبهم وسرقوا 1600 دينار وهاتفين

بدأت المحكمة النظر في واقعة قتل ارتكبها 3 عمال وافدين، تتراوح أعمارهم بين 30 و33 عامًا، بحق آخر على صلة قرابة باثنين منهم، إذ أصرّوا على قتله وترصّدوا له واستدرجوه لساحة ترابية مظلمة بمنطقة الديه وانهالوا عليه بالضرب بمطرقة و”طابوقة” ما أدى لسقوطه مغشيًّا عليه، وتمكنوا من سرقة مبلغ 1600 دينار كانت بحوزته واقتسموها بالتساوي فيما بينهم.
 وأمرت الكبرى الجنائية الأولى بندب محامين للمتهمين عن طريق وزارة العدل مع استمرار حبسهم لحين الجلسة القادمة المقرر انعقادها في يوم 2 أغسطس المقبل.
 وكانت أحالتهم النيابة العامة للمحاكمة على اعتبار أنهم في ليلة 14 مايو 2019، قتلوا عمدًا مع سبق الإصرار والترصد المجني عليه بأن بيتوا النية وعقدوا العزم على قتله وأعدوا لذلك مطرقة حديدية واستدرجوه إلى ساحة مظلمة تنفيذًا لمقصدهم، وقاموا بمهاجمته وشل حركته وانهالوا عليه بالضرب بالمطرقة الحديدية والتي سبق وأن أعدوها لهذا الغرض والاعتداء عليه بطابوق اسمنتي والضرب به على رأسه، والتي أودت بحياته، وقد ارتبطت هذه الجناية بجنحة أخرى هي أنهم في ذات الزمان والمكان سرقوا أموال وهواتف المجني عليه سالف الذكر.
 وجاء في تفاصيل القضية حسبما وردت بملفها أن نقيب في وزارة الداخلية كان قد أبلغ النيابة العامة أنه ورد لهم بلاغ من غرفة العمليات، مفاده وجود شخص ملقى على الأرض وتوجد به إصابات بليغة، وعلى إثره تم نقله للمستشفى، لكنه توفي في اليوم التالي.
وأضاف الضابط أنه بتكثيف عمليات البحث والتحري تبين بأن المجني عليه -في نهاية العقد الخامس من العمر- على صلة قرابة مع المتهمين الأول والثاني، وأن بينهما خلافات مالية مع الضحية، والأخير مدين لهما بمبالغ مالية، وهما على علم بأنه دائمًا ما يحمل مبالغ مالية معه أينما ذهب، مبينًا أن المتهمين الثلاثة اتفقوا جميعًا على قتله واسترجاع مبالغهم المالية منه.
وأوضح أن المتهم الثالث في يوم الواقعة اتصل بالمجني عليه واستدرجه إلى ساحة مظلمة بمنطقة الديه، بعيدة عن الأنظار، وبنية قتله، موهمًا إياه أنه يريد الاتفاق معه على عمل بمكان الواقعة.
ولفت إلى أن المتهمين الأول والثاني ارتدى كل منهما قناعًا واختبآ في مكان قريب من الموقع، وبعد وصول المجني عليه التقى بالثالث، وأخذا يتحدثان معا، وحينها باغت المتهمون جميعًا المجني عليه بالاعتداء عليه وضربه بكل قوة، وعقب سقوطه على الأرض قاموا بسرقة أمواله وهاتفه النقال ولاذوا بالفرار.
 وبسماع أقوال المواطن -مكتشف الواقعة- ذكر أنه أثناء توجهه إلى مزرعته الكائنة بالمنطقة المذكورة وعند مروره بالساحة الترابية المظلمة، سمع المجني عليه يستنجد به، كما شاهده يحاول الوقوف ومن ثم سقط على الأرض، أنه قرّر له بأن 3 أشخاص اتفقوا معه على الحضور للمكان للاتفاق على عمل، وعند حضوره قاموا بالاعتداء عليه وسرقته ولاذوا بالفرار.
 وأشار الشاهد إلى أنه توجّه مسرعًا إلى سكن العمال القريب من الساحة، فسأل بعض العمال عن المجني عليه، والذين تعرف بعضهم عليه ونقلوه إلى مجمع السلمانية الطبي لتلقي العلاج.
وبالقبض على المتهمين اعترف الأول “ابن خال المجني عليه” والثاني “ابن شقيقة المجني عليه” بأنهما على خلاف مع نسيبهما، وأنهما اتفقا مع المتهم الثالث قبل الواقعة بخمسة أيام بالقيام باستدراجه في مكان الواقعة وإزهاق روحه وسرقة المبالغ المالية التي اعتاد حملها معه.
وقررا أنه وقبل يومين من قتله جلبوا المطرقة وقفازات وأقنعة وخبئوهم في مكان الواقعة واستخرج الثاني شريحة هاتف وسلمها للثالث، واتفقوا على أن يقوم الأخير باستدراجه للمكان المتفق عليه.
وفي يوم الواقعة اتفق المتهم الثالث مع المجني عليه على الحضور، حيث اختبأ الأول والثاني خلف إحدى الشاحنات المتوقفة بالساحة وأثناء التقاء المجني عليه بالمتهم الثالث قاموا بالاعتداء عليه بالضرب، وسرقوا منه مبلغ 1600 دينار وهاتفين نقالين كانوا بحوزته ولاذوا بالفرار، وفي مسكنهم اقتسموا المبلغ فيما بينهم بالتساوي.
وأفاد المتهم الأول أن ابن عمته -الضحية- كان قد اتفق معه على استخراج تأشيرة إليه مقابل دفعه لمبلغ 2000 دينار، لكنه بعد مدة اكتشف أن صلاحية التأشيرة لا تتجاوز سنة واحدة، فبدأ بمطالبته بين فترة وأخرى بنصف المبلغ المتفق عليه وهو 1000 دينار، مؤكدًا أنه بعد قتلهم لابن عمته أرسل مبلغ 75 دينارًا لعائلته في بلاده عن طريق حوالة مصرفية.
 أما المتهم الثاني فقال إن خاله اتفق معه على أن يجلبه للبحرين ويحصل على “فيزا” لمدة سنتين مقابل 1500 دينار، لكنه بعد ذلك تبين أن إقامته صالحة لمدة سنة واحدة فقط، وهو ظل يطالبه بنصف ذلك المبلغ، وعندما استفسر منه عن سبب إصدار التأشيرة لمدة سنة واحدة فقط قال له خاله (أنا أصدرت لك تأشيرة عمل، وقمت بتوظيفك، وجلبتك إلى هنا، فاعمل ما شئت وليس لي شأن بعد ذلك).
 وبيّن أنه وبعد فترة عمل استمرت 9 شهور لدى الشركة التي جلب للعمل لديها طلب من عائلته إرسال مبلغ 1000 دينار له؛ حتى يتمكن من عمل تأشيرة أخرى، وسلم المبلغ لواحد آخر ليصدر له تأشيرة جديدة، كما وعده خاله أنه سيساهم معه بمبلغ 500 دينار لأنه سبق وأخذ منه مبلغ التأشيرة التي كان من المفترض أن تكون لمدة سنتين، إلا أنه لو يف بوعده ورفض تسليمه ذلك المبلغ فقام بعدها بالعمل فري فيزا في أعمال مختلفة، مؤكدًا على أن الضحية لم يعطه أيضًا مستحقات مالية له لأعمال كانت بينهما إذ يطالبه بحوالي 50 أو 60 دينارًا أخرى.
ونفى المتهم الثالث اتجاه نيته لقتل المجني عليه، وإنما كان الغرض من ذلك الاتفاق هو ضربه لا أكثر حسبما يدعي، إذ شارك في الواقعة لأن المجني عليه لم يسدد ما عليه من أموال للمتهمين الأول والثاني، والذي لم يكن يعلم أنهما ينويان قتله أو سرقته، لكنه من جانب آخر اعترف بأنه ضربه على رأسه بواسطة “طابوقة” فسقط مباشرة مغشيًّا عليه، وأنه تخلّص من تلك الطابوقة بالقرب من مكان سقوط المجني عليه، أنه بعد الواقعة حصل على حصته من تلك الأموال التي اقتسموها بالتساوي فيما بينهم.
يذكر أن مدير عام الإدارة العامة للمباحث والأدلة الجنائية صرح سابقًا أنه تم القبض على ثلاثة أشخاص يحملون جنسية آسيوية، مشتبه في قيامهم بقتل آخر بمنطقة الديه كان قد توفي إثر نقله للمستشفى متأثرًا بإصاباته البليغة التي لحقت به جراء الاعتداء عليه بآلة صلبة.
وأوضح أنه إثر تلقي بلاغ بالعثور على المجني عليه مصابًا ونقله للمستشفى، تم مباشرة أعمال البحث والتحري والتي أسفرت عن تحديد هوية المشتبه بهم والقبض عليهم، منوّهًا إلى أن المعلومات الأولية تشير إلى وجود خلافات مالية بين المشتبه بهم الثلاثة والمجني عليه، قاموا على إثرها باستدراجه والاعتداء عليه بآلة صلبة، مما أدى إلى وفاته لاحقًا (...).