+A
A-

البحرين تحتضن مؤتمر الزكاة والتنمية الشاملة أكتوبر المقبل

الخليفي: الإضاءة على 10 محاور وطرح 146 ورقة بحثية

حيدر: نعتزم الخروج بنتائج تسد حاجات المجتمعات

الغريب: نطمح لوضع خارطة عمل واضحة تخدم العالم

 

تحتضن مملكة البحرين عبر صندوق الزكاة والصدقات بوزارة العدل والشئون الإسلامية في الفترة 15-17 أكتوبر المقبل المؤتمر الدولي الأول (الزكاة والتنمية الشاملة) بمشاركة 200 عالم من 23 دولة.

ويأتي تنظيم المؤتمر سعيًا نحو تحقيق رؤية البحرين الاقتصادية 2030 والتي تركز على الاستدامة والتنافسية والعدالة، بهدف تشخيص وتحليل واقع الزكاة في المجتمعات الإسلامية، لتحديد نقاط القوة والضعف، وتكوين رؤية استشرافية ومقاصدية على ضوء الأهداف الشاملة لفريضة الزكاة، فضلا عن إبراز الإيجابيات والمنافع الشاملة التي تحققها الزكاة في مجتمعاتنا المعاصرة.

وسيركز المؤتمر على دراسة المشاريع العملية، والابتكارات التطبيقية المتعلقة بتطوير واقع الزكاة المعاصر.

وفي سياق ذلك، وبرعاية من وزير العدل والشئون الإسلامية والأوقاف الشيخ خالد بن علي آل خليفة دشّن يوم أمس المؤتمر الصحفي للإعلان عن المؤتمر الدولي للزكاة والتنمية الشاملة.

وقال المشرف العام على المؤتمر ورئيس مجموعة الرقابة للاستشارات الشرعية والمالية رياض الخليفي إن المؤتمر جاء ليطور مفهوم الزكاة كجزء من الواقع العملي، مضيفًا “سيركز المؤتمر على الجوانب التطبيقية والعملية، وعلى المشاريع الابتكارية الموجودة والقائمة، من خلال تسليط الضوء عليها من أجل دراستها بشكل أكبر، وتطويرها، حتى تكون جاهزة لتطبيق في مختلف الدول”.

وأضاف “نهدف لتفعيل البحث العلمي في تعزيز هذه الفريضة بالواقع العملي، وتجديد موضوع الزكاة في جوانب كثيرة، وعليه جاء المؤتمر بعشرة محاور، أحاطت بمختلف الجوانب الأساسية، كالبعد الاقتصادي، والاجتماعي، والأمني، والبعد المتعلق بالفقر وعلاقات أسره”.

وأوضح “هنالك إقبال كبير وتفاعل من كل الباحثين في العالم الإسلامي، بل جاءتنا مشاركة بعض الدول غير الإسلامية للمشاركة في المؤتمر، وبفكرة وجود أدوات جديدة للإصلاح الاقتصادي، وعليه فسيتم طرح 146 ورقة في المؤتمر المزمع إقامته في أكتوبر المقبل، اعتمدت من أصل 160 ورقة، تمثل مشاركة 21 دولة، وهي قيمة مضافة مهمة، تؤكد بأن موضوع الزكاة مستقطب بشكل جديد، والكل يريد أن يساهم فيه، وأن يدلي بدلوه”.

وتابع الخليفي “انطلقنا في الإعداد للمؤتمر بمبدأ مهم وهو الشراكة، فالعمل الفردي منتج بلا شك، ولكن العمل التكاملي يجعل النتيجة أفضل بكثير، ونحن نتكلم هنا عن جهات استشارية وذات تخصص، وصندوق الزكاة لديه الجانب التطبيقي، وهو متابع لصناعة الزكاة، ومفهوم الشراكة تبلور بهذا المؤتمر بشراكة حقيقية، تسعى لأن توصل مفهوم ورسالة الزكاة”.

وذكر أن “المؤتمر داعم ومحمس لقطاع العمل الخيري، ويخدم أكثر في الجانب الفكري، ومن أهم أسباب إطلاق هذا المؤتمر، وجود حاجات لدى الجمعيات الخيرية تتعلق بعدم وضوح بعض الأمور بالزكاة، حين يأتي العميل للجمعية الخيرية ويريد أن يحسب نسبة الزكاة، وهو أمر لا يدخل في اختصاص الجمعيات”.

وقال الخليفي “وعليه، فإن من الأهداف تطوير العمل الخيري، بحيث يكون قادر على تقديم خدمة حساب الزكاة، وتأثيرها سيكون إيجابًا على القطاع الخيري بشتى جوانبه، فلا شك بأنه دور تكاملي ويخدم القطاع بشكل جميلاً”.

وواصل “هنالك أمر آخر يتعلق في ماهية المنتجات الزكوية الجديد، هنالك أفكار جديدة ورائعة ومطبقة في العالم الإسلامي، لكنها متوارية عن الأنظار، نجحت بها مؤسسة هنا، وصندوق زكوي هناك، وعليه فإن المؤتمر سيحتضن هذه التجارب، وسيكون هنالك مسار مخصص في المؤتمر للمشاريع والحالات العملية التي منها المنتجات الزكوية”.

واستكمل قائلاً “مثلاً أن يتم تصنيف مشاريع نوعية للزكاة، وتوجه لخدمة مشاريع مخصصة، وهو أمر غير موجود حاليًّا بالزكاة، خلافًا للعمل الخيري، ويمكننا أن ننظر لذلك بتجربة دولة الكويت بما يسمى الصناديق الوقفية، بأن يتم استقطاب الأوقاف لأنشطة محددة، سواء في التعليم، أو كفالة الأيتام، وغيرها، بحيث توجه مخرجات الصناديق الزكوية وفقًا للحاجة”.

بدوره، أوضح رئيس صندوق الزكاة والصدقات الأمين العام على المؤتمر صلاح حيدر، بأن مؤتمرات الزكاة السابقة تطرقت إلى المسائل النظرية والفقهية، والتي استحدثت في الزمن المعاصر، حيث يجتمع العلماء، ويخرجون بنهاية المطاف بالأحكام الشرعية المتعلقة بهذه النوازل، أمام المؤتمر الدولي القادم وهو الأول من نوعه، فهو يعني بالأمور التطبيقية، والتجارب القائمة، سواء في الدول أو المؤسسات الخيرية، ثم ننتقل إلى السلبيات والإيجابيات، ثم نخرج بنهاية المطاف بتوصيات، نستطيع أن نتبعها في بلدنا، وفي بقية البلاد الإسلامية، وصندوق الزكاة هو المنظم والمظلة الرسمية لهذا المؤتمر الأول في الزكاة والتنمية الشاملة.

وأضاف أن “المؤتمر يعنى بالتجارب التطبيقية، بغض النظر عن المحافظ المالية، لأن هذا الأمر يتكلم عنه المشاريع التي يقوم بها صندوق الزكاة والصدقات سنويًّا، ولا نستطيع أن نحدد المبلغ الذي تصرف لأنه تأتينا مساعدات مالية وعينية مختلفة”.

وأردف أن “صندوق الزكاة والصدقات هي الجهة المعنية بجمع الزكوات، وتوزيعها، ولا يعني ذلك بأنه الجهة الوحيدة، فهنالك الجمعيات الخيرية التي تساهم في هذا العمل، وهنالك شراكة بيننا وبينهم، ولا نصبو لسحب البساط منهم.

وتابع “بأن المؤتمر يهتم بالخروج بنتائج جادة تسد حاجات المجتمعات التي نلامسها، ولقد استهدفنا قبل فترة الفئة المديونة، بسهم الغارمين، وبفضل من الله بأن فرجنا كربة كثيرين منهم، مستثمرين بذلك الأموال التي تحصلناها من خلال التبرعات والزكوات، بهذا الباب الذي فتح الله فيه خيرًا كثيرًا”.

إلى ذلك، أكدت رئيس مركز كامبريدج البريطاني للاستشارات والبحوث، المشرف العام على المؤتمر حفصة الغريب بأن المركزين هما توأمان في المؤتمرات السابقة، وهما المعنيان قانونيًّا في المؤتمر الحالي، وسيكون هنالك تعاون مستقبلي، بحيث تكون مؤتمرات الزكاة قائمة في مملكة البحرين، ولقد وصلنا في المؤتمرات السابقة إلى مئة بحث، في حين يطرح بالمؤتمر الحالي 146 بحثًا، وهو رقم كبير ونوعي، وإنجاز.

وختمت الغريب بالقول “نهدف خلال المؤتمر، ليس للخروج بنتائج وتوصيات فقط، وإنما بأن يكون هنالك خارطة عمل واضحة المعالم، تساعد على خدمة كل العالم، وليس البحرين فقط. خصوصًا وأننا كمركز كمبريدج نوصل الصورة بوضوح للمنظمات والمنصات العالمية التي تأخذ هذه التوصيات، وتنفذها ببلادها”.