+A
A-

هل المرأة البحرينية متطلبة؟

يشتكي عدد من الرجال من وجود نساء متطلبات في حياتهم، حيث يرى الرجل أن المرأة تسرد وبشكل يومي ومتكرر قائمة بالمتطلبات سواء الشخصية او المنزلية منها، ورغم عدم امكانية بعض الاشخاص الا انها لا تتوانى في طلباتها، حيث تقول بأن طلبها ما هو الا امر واجب وعلى الرجل تنفيذه، الامر الذي يضطر بعض الرجال الى الاقتراض أو الاستدانة من اجل تلبية طلبات هذه المرأة؛ كي لا يوصف بالتقصير، فهل اليوم المرأة البحرينية كما يصفون تتطلب من غير مراعاة لإمكانات الرجل أم انها مبالغة؟

وفي استطلاع لمسافات البلاد سألنا الشباب البحريني واكتشفنا أن 56% يقولون بأن المرأة البحرينية غير متطلبة.

قال حسن علي (25 سنة): لا أظن أن المرأة البحرينية متطلبة ولكن الحالة المادية الضعيفة تجعل الشخص يعتقد بأن البنت البحرينية تتطلب كثيراً لأنه لا يستطيع توفير ابسط الأمور بسبب ضعف الراتب، وهذا ما جعل الشباب يظن ان الزواج مغامرة خطيرة بسبب اعتقاده بأن طلبات الفتيات سيكون من الصعب تلبيتها حتى لو كانت اساسيات، ولكن اغلب الفتيات في هذا الجيل يساعدن ازواجهن في الأمور المادية كما انها تربي وتعمل في الوقت ذاته، ولو نقارن طلبات البنت البحرينية بطلبات بنات الخليج سنرى انها اقل بكثير منهن.

وذكرت غدير عياد (20 سنة): اعتقد ان كون البنت البحرينية متطلبة او لا يعتمد على شخصيتها وما تعودت عليه من صغرها، ولكن عموما من منظوري ان اغلب البنات البحرينيات متطلبات بسبب مقارنتهم الدائمة لأنفسهم مع الأخريات من اقرانهن في المجتمع فتكون متطلبة لتحصل على ما يحصل عليه غيرها.

وأشار سيد ناصر(23 سنة) من وجهة نظري أرى ان هناك اختلافا بين ثقافات المجتمع ولكن في المجتمع البحريني ككل يعتبر شعبا بسيطا وغير متكلف او متطلب مقارنة بالمجتمعات المجاورة كدول الخليج مثلا، ولكن ايضاً لا نستطيع ان نعمم هذه الفكرة على الجميع.

في حين أكدت حوراء جعفر (22 سنة) انه لا يمكننا الاجماع والقول إن الفتاة البحرينية متطلبة لأنه أيضا هنالك رجال متطلبون، الفتاة سواء بحرينية ام غير بحرينية هي ام وزوجة وابنة وتحتاج الرجل في حياتها اليومية، فعلى سبيل المثال ان ارادت ان تقوم بإصلاح سيارتها أو اخذها إلى مشوار يقول الأخ أو الأب أو الزوج بأنها كثيرة الطلبات فهل يعقل؟ أما على صعيد الزواج فالزوج هو في الأساس الذي يصرف على الزوجة سواء كانت تعمل أم لا فبالطبع هي سوف تطلب منه الكثير لأنه الوحيد لديها والمعيل، وهذا لا يعني انها متطلبة بل هو حق من حقوقها في اطار مقدرته بالطبع، ولكن في النهاية لا نعترض على جملة ان المرأة غير متطلبة لانه يوجد الكثيرات متطلبات ويوجد الكثيرون متطلبين.

وقال يوسف حسين (28 سنة): أرى ان هناك اختلافا كبيرا بين جميع النساء البحرينيات ولا استطيع تعميم اجابتي عن المرأة البحرينية عموما بل اجابتي ستكون بشكل خاص، فهناك امرأة متطلبة وامرأة قنوعة وغير متطلبة ومن واقع تجربتي كرجل متزوج ومن محيطي وبيئتي الخاصة فزوجتي امرأة بحرينية قنوعة تماماً وغير متطلبة فهي ترضى بالقليل وعائلتي كذلك، وانصح الجميع بالقناعة والرضا التام وعدم التطلب بالطلبات التي ترهق الزوج والاب فالقناعة كنز لا يفنى.

ومن جانبها اضافت بتول محمد (25 سنة) “في السنوات السابقة كانت المرأة البحرينية تعيش في اجواء مقنعة من حيث الاموال والسكن وكل الامور المادية والمعنوية، فكانت المرأة سابقا قنوعة جدا وتتقبل وتتحمل جميع الظروف، اما في هذا الزمن قليلا ما نرى امرأة قنوعة وترضى بالقليل من الامور مثل امور الزواج من مهر وحفلة وغيره”.

إن الله خلق الرجل والمرأة ليكملوا بعضهم البعض وليس ليتحاربوا ويخلقوا مشادات ونزاعات في ما بينهم، فهم بحاجة الى بعضهم البعض، وإن جوهر الحياة لا يكمن في اقتناء الإنسان كل ما يشتهيه أو يهواه بل جوهرها يكمن في القناعة والرضا بالقليل، وبالتفاهم واللين تصبح الحياة أجمل.