+A
A-

محمد الجاسم: “سكوبا لايف”... السياحة البحرية على أصولها

سمو رئيس الوزراء الداعم الأول لرياضة القوارب الشراعية

متنزه الغوص يعزز من مكانة البحرين بالسياحة البحرية

نعمل على إعادة إحياء سباق “القوارب الشراعية”

يجب أن يحصل المدرب على الشهادات اللازمة

بدأنا برأس مال 20 ألف دينار ونملك الآن 7 قوارب

شراكة مع “بحرين هوليديز” قريبا للرحلات السياحية

بدأنا بفريق عمل من شخصين وبلغنا 18 موظفا الآن

 

محمد الجاسم هاو للبحر، وكان يعمل رئيسا تنفيذيا للاستثمار في مصرف إبدار، وبعد دراسة للسوق ووجود نقص وفجوة في الشركات المتخصصة في السياحة البحرية قرر إنشاء شركة “سكوبا لايف”، التي بدأت أعمالها في العام 2015. قرر الجاسم أن يؤسس الشركة لتقدم شهادات محترفة من الخارج ومعتمدة دوليا في الرياضات البحرية. شركة “سكوبا لايف” تعمل اليوم مع الشركات السياحية والفنادق وتقوم بتدريب متدربين من دول عدة في الغوص. كان لـ “البلاد” هذا اللقاء الشيق مع الجاسم:

 

أين ولد ونشأ محمد الجاسم؟

أنا من فريج “بوصرة” في المنامة، ولكن كون الوالدة من المحرق فأكثر حياتي عشتها هناك.

هل كان أحد الأقارب يعمل في البحر؟

والد جدي لأبي كان يعمل في حبال البحر. الوالد كان أيضا يحب البحر ولكن لم يعمل فيه. وأبناء عمي غواصون، وعموما الشخص البحريني يحب البحر ومعروف هذا في تاريخنا الماضي، ورحلات البحث عن المحار في تاريخ البحرين الذي تميزت به المملكة.

ماذا عن الدراسة الجامعية؟

بعد دراسة لمدة 3 سنوات في إحدى الجامعات البريطانية حصلت على شهادة البكالوريوس بالتفوق في تخصص المحاسبة.

ما أول وظيفة شغرتها؟

في البداية منذ العام 2000 كنت موظفا في بيت التمويل الخليجي وبعدها في بيت إدارة المال حتى حدث الدمج مع 3 بنوك ليصبح مصرف إبدار، الذي بقيت فيه 3 سنوات بعد الدمج وحتى الاستقالة في العام 2015.

متى تأسست شركة “سكوبا لايف”؟

بدأنا في العام 2015 كمركز غوص بحتي فقط، ومنذ العام الأول لاحظنا أن حصر النشاط بالغوص فقط في السوق خاطئ ولابد من تنويع الأنشطة والأماكن والتسويق. وبعد دراسة السوق لاحظنا أن معظم العاملين في البحر هم من الهواة بحيث يكون موظفا ومن جانب آخر لديه سجل يعمل عليه في الإجازات الأسبوعية بترتيب رحلات قوارب التجديف وغيرها وكانت هناك شركات صغيرة ولكل شركة نشاط مختلف. فرأينا أن هناك نقصا في السوق على السياحة البحرية، لذلك في منتصف العام 2016 قمنا بتغيير الاتجاه وافتتحنا أول مركز لتأجير الدراجات المائية وعمل رحلات الغوص والألعاب البحرية.

وفي العام 2017 أصبح للشركة مركز تدريب للرياضات البحرية بعد أن تم أخذ الرخصة من بريطانيا؛ لنكون مركزا لإصدار الشهادات سواء كانت للقباطنة أو الهواة وممارسي القوارب الشراعية، وكان المركز الأول في نادي اليخوت في سترة مطلع العام 2017 وبعدها توسعنا أكثر، وأصبح اليوم لدينا 6 مراكز في نادي اليخوت في سترة وآرت روتانا في أمواج ومنتجع الجميرا وأمواج مارينا ومنتجع الغروف في أمواج، ومطلع يوليو 2019 سنبدأ في منتجع البندر في سترة.

كم مدة دورات التدريب في “سكوبا لايف”؟

دورة التدريب على الغوص مدتها تتراوح بين يومين و5 أيام، ويعتمد ذلك على الدورة والشهادة المعتمدة الدولية، فقيادة القوارب مدتها يومان تقريبا (16 ساعة) ومن ثم يستلم المتدرب شهادة معتمدة دوليا وباستطاعته تأجير الطراريد واليخوت في أوروبا مع هذه الشهادة، كما هناك دورة للتدريب على القوارب الشراعية بمستويات وكل مستوى يلزمه يومان، تدريب الغوص أيضا على مستويات حتى يصل الشخص لمرحلة بأن يكون مدرب، كما نصدر شهادات إلى قيادة القوارب والقوارب الشراعية والتزلج على الماء.

ما نشاطات الشركة الأخرى؟

لدينا قسم لتأجير القوارب والدراجات المائية والتجديف، ولدينا رحلات بحرية للغوص أو الحداق (الصيد) أو رحلات لجزر البحرين، وأيضا لدينا فعاليات للشركات لتطوير فرق العمل والأفراد.

كم عدد الأشخاص الذين دربهم المركز؟

لا يوجد عدد معين فهي رياضات موسمية، في كل إجازة أسبوعية تكون الدورة لحوالي 3 - 6 أشخاص في كل برنامج، وأكثرهم في برنامج الغوص.

واليوم بدأ الناس يعون ثقافة التدريب بدل أن يدخل الشخص البحر هاويا فقط. وأكثر الزبائن في الشركة لرياضة القوارب الشراعية هم الأجانب، أما الغوص فمختلف الجنسيات موجودة من البحرين ودول الخليج وروسيا والهند.

هل يقتصر التدريب على الكبار فقط؟

في الغوص ندرب بدءا من 8 سنوات والقوارب الشراعية بدءا من 6 سنوات، كما نعمل على تنظيم برامج متخصصة للأطفال بالمدارس الخاصة.

من برامجنا الخاصة للأطفال تعليمهم على البحر والمعدات وتدريب الغوص، كما أن إصدار الشهادات المعتمدة دوليا في الغوص والقوارب الشراعية يبدأ من عمر 10 سنوات.

أطمح كثيرا لزيادة المتدربين في رياضة القوارب الشراعية؛ لأنها رياضة تنمي الروح القيادية في الطفل والطبيعة التنافسية فيه، فالجميع يعرف الرياضيات والفيزياء وغيرها ولكن بهذه الرياضة يتم تطبيعها عمليا لذلك معظم المتدربين في هذه الرياضة هم الأجانب، إذ إن المنهج البريطاني جزء منه التعليم على القوارب الشراعية فيكون تطبيقهم العملي لدينا في البحرين.

كيف ترى متنزه الغوص في ديار المحرق؟

إنه فريد من نوعه وسيضع البحرين في خريطة غواصين العالم، خصوصا أن الغواصين اليوم يحبون السفر من بلد لآخر للغوص في بحار أخرى ورؤية السفن تحت الماء (مثل الدبابة في الأردن)، لذلك فإن وجود الطائرة تحت الماء والأمور الأخرى التي تتبعها في نفس المنطقة مميزة جدا لجذب الغواصين من خارج البحرين.

بدأت تردنا الاتصالات من مواطنين وخليجيين وأوروبيين، ووصلتنا رسائل إلكترونية من بولندا وروسيا وإيطاليا تستفسر عن وقت افتتاح المتنزه والإجراءات المطلوبة للبدء بتجهيز الرحلات. وسيكون هناك اهتمام كبير للغواصين المحليين أو الخليجيين وحتى السياح الأجانب، وستدعم هذا المشروع الشركات الموجودة في القطاع، وبذلك نتوقع زيادة في رحلات الترفيه خلال هذا الموسم، كما أشير إلى أنه بعد الإعلان عن إقامة المتنزه قبل أشهر زاد عدد المقبلين على الترخيص لهذا النشاط، إذ إنه لتنظيم مثل هذه الرحلات يجب الحصول على شهادة الغوص بمستويات عدة.

هل “سكوبا لايف” الوحيدة في البحرين؟

نحن الوحيدون الذين نصدر شهادات بريطانية، والشركات الأخرى تصدرها من منظمات للغوص، وهناك أخبار عن أن هناك شركة قدمت للحصول على رخصة فئة قيادة القوارب وتعمل على الانتهاء من الإجراءات، أما شركة “سكوبا لايف” فهي مرخصة لقيادة القوارب والقوارب الشراعية وغيرها من الأمور. ويبذل “اتحاد الشراع” البحريني جهده بالتدريب في الرياضة الشراعية ونتعاون معه، إذ سبق أن نظمنا دورتين في نادي اليخوت والأخيرة في أمواج قبل شهر رمضان.

إن سمو رئيس الوزراء هو الداعم الأول لهذه الرياضة، إذ يتعامل سموه مع المتسابقين مثل الأب، واهتمامه بالأطفال المتدربين يفوق التصور، ولكن أعود وأقول إن ثقافة هذه الرياضة غير موجودة عند البحرينيين؛ لأن موسم ممارستها دائما يكون في ديسمبر وبحاجة للهواء ويخاف الأهالي من دخول أبنائهم للبحر ومرضهم؛ بسبب الماء البارد في موسم “البارح” فليس هناك توعية بشأن ما سيستفيده الطفل من هذه الرياضة، ولذلك فإن نسبة المتدربين للغوص أكبر من القوارب الشراعية التي يكثر فيها الأجانب.

في السابق أقامت المملكة أكبر سباق للقوارب الشراعية في البحرين، ولكن أعداد ممارسي هذه الرياضة انخفض بعد العام 2008، إذ قل عدد الأجانب السياح والمقيمين في البحرين، ولذلك نحاول في “سكوبا لايف” إعادة إحياء هذه الرياضة.

كم عدد المدربين في الشركة؟

يوجد مدرب بحريني واحد في رياضة الغوص، أما الرياضات الثانية فلا يوجد؛ لأن هناك برنامجا لفريق العمل لتطويرهم بين فترة وأخرى وضرورة دخولهم دورات والحصول على شهادة التدريب، كما أن الرياضات بحاجة لشخص يحب البحر ويستطيع العمل تحت مختلف الظروف والجو.

حدثنا عن بدايات “سكوبا لايف”؟

في العام 2015 كان هناك شركة تسبقنا باسم “بيست مارين” منذ العام 2013، وبعد 5 أشهر من بدء “سكوبا لايف” في العام 2017 قمنا بشراء “بيست مارين” لتدخل تحت منظومة “سكوبا لايف”.

في البداية بدأنا في مكتب بمنطقة السيف والآن انتقلنا إلى نادي اليخوت في سترة. كان فريق العمل يتكون من شخصين فقط الآن عددهم 18 موظفا بعد افتتاح المراكز الجديدة. بدأنا نطاق العمل بنشاط الغوص فقط والآن هناك 4 فئات للأنشطة التدريب والرحلات البحرية بالقوارب، المراكز والتأجير، الجولات السياحية، كما أن كل فئة تتفرع لمجالات عدة.

هل هناك مركز جديد خلال الفترة المقبلة؟

لا، فنحن نسعى لأن يكون التركيز على الموجود وتطوير المراكز الموجودة والعمل بسلاسة، إذ توسعنا حديثا وافتتحنا المركز الموجود في منتجع الجميرا 1 أبريل وفي روتانا 1 يونيو والبندر سيبدأ في 1 يوليو، وللتوسع نحن بحاجة إلى قوارب جديدة ومعدات أكثر والأصعب الحصول على الموظفين الأكفاء، وفي بداية التوظيف يجب على الموظف الدخول لدورة الإسعافات الأولية وبعدها الالتزام ببرنامجنا لتطوير نفسه والذهاب للمراكز للتعلم، إذ إن أولويتنا هي السلامة في العمل. لدينا الآن 6 مدربين من البحرين وبريطانيا ومصر وروسيا والهند.

كم قيمة الاستثمار في الشركة؟

بدأنا برأس مال صغير بقيمة 20 ألف دينار، وحصلنا على دعم من صندوق العمل “تمكين” الذي ساعدنا في التوسع، كما أنني أدخلت قاربي الخاص في الشركة ليساعدنا في التوسع. بدأنا بقارب واحد والآن لدينا 7 قوارب، ونعمل على الانتهاء من إجراءات الترخيص للقارب الثامن.

ما الإجراءات المتبعة للبدء بالرحلات؟

يجب قبل البدء إخطار إدارة خفر السواحل بالرحلة لكي يعملوا معنا في جميع الأوقات ويدعمون الأنشطة البحرين مع تركيزهم على السلامة، ونحن نتبع إرشاداتهم، كما أن المنظمات التي ترخص لنا الشهادات لديها معايير للسلامة يجب علينا اتباعها، وإذا كان هناك أي عائق بسبب الجو لا نجازف أبدا بحياة المدربين والمتدربين أيا كانوا.

ما الخطوة المقبلة لشركة “سكوبا لايف”؟

لدينا شراكة مع شركة “بحرين هوليديز” وسنعمل مع بعض الفترة المقبلة بالرحلات السياحية والخارجية سنعلن عنها لاحقا.

 

ما هواياتك؟

معظم الأوقات أقضيها في ممارسة هوايتي وهي دخول البحر، وطبعا متابعة مباريات كرة القدم، إذ إنها الرياضة الثانية الأقرب لقلبي، فأنا من مشجعي فريق “ليفربول”.

 

كم لديك من الذرية، وكيف تقضي وقتك معهم؟

لدي ولد واحد و3 بنات، دائما ما أخصص وقتا لأكون معهم، كما أن ابني أصبح من محبي الرياضات البحرية وبدأ بممارستها.

 

ما ترتيبك بين إخوتك؟

أنا الأكبر، ولدي أخَوان وأختان.