+A
A-

الأنشطة الصيفية.. حرارة الشمس تلهب “الأسعار”

أبدى أهالي وأرباب أسر استغرابهم واستهجانهم من ارتفاع رسوم الأنشطة الصيفية هذا العام، خصوصًا تلك التي تطرحها الجمعيات الخيرية والمراكز الأندية الاجتماعية العامة والخاصة. وقالوا إن كلفة تسجيل الطفل الواحد تراوحت بين 60 دينارًا و150 دينارًا في الشهر الواحد، قياسًا بـ 15 أو 25 دينارًا في السابق (أي زيادة تقارب الـ 500 % كوسط حسابي)، متسائلين عن أسباب هذا الارتفاع الجنوني بالأسعار.

وبيّنوا لـ “البلاد” أن العادة جرت أن تطلق الجمعيات خصوصًا الخيرية والأندية برامجها بأسعار رمزية كون البرامج من ضمن الخدمات التي تقدمها للمجتمع، فضلاً عن أنها تقصد من ذلك الخير للأطفال لا سيما إذا ما كان تحفيظ القرآن الكريم من ضمن الفعاليات.

وأوضحوا أنهم بالأعوام السابقة كانوا يقصدون هذه الأماكن لتسجيل أبنائهم وأطفالهم بهدف كسر روتين الصيف وتشجيعهم على الحركة، إلا أن الأسعار هذا العام حالت دون ذلك.

ويقول محمد العلي، إنه فوجئ عندما أراد تسجيل ابنه ذي الـ 12 ربيعًا، بعد انتهاء فترة الامتحانات وبدء الإجازة الصيفية بالأسعار، (...) تعودت إلحاقه ببرنامج الصيف لإحدى الجمعيات الخيرية القريبة من المنزل وكنت أدفع سابقا 10 دنانير، زادت إلى 25 دينارًا العام الماضي، لتصل إلى 65 دينارًا هذا العام.

وتابع “عرفنا هذه الجمعية تقوم بالأعمال الخيرية، وتساعد الناس، وتطلق برامجها الصيفية لخدمة الناس القاطنين قرب مقرها، حيث تعقد جلسات لتحفيظ القرآن الكريم، ويواكبها بعض الفعاليات كالسباحة والرحلات والمسابقات.. الخ، لكن الآن أصبحت المسألة ربحية”.

من جهتها، أكدت أم عبداللطيف، أن الأسعار التي تطرحها الجمعيات والأندية هذا العام غير منطقية، ومبالغ فيها، متسائلة: ماذا جرى وما الذي جد على الأمر؟.

وأضافت “تعودت تسجيل بناتي في مركز ترفيهي قريب من المنزل في منطقة الرفاع، بواقع 15 دينارًا للواحدة شهريذًا، لكنهم طلبوا مني هذا العام 70 دينارًا”.

وأوضحت أنها حاولت البحث عن جهات أخرى عبر وسائل التواصل الاجتماعي لتكتشف بأن الأسعار عند الجميع تقريبا، تبدأ من 60 دينارًا لتصل إلى 150 دينارًا.

وبينت أم عبداللطيف أنها باتت في حيرة من أمرها فلديها 3 بنات (أعمارهن 7 و9 و13 سنة)، ما يعني أن تسجيلهن بهذه الأسعار يحتاج إلى ميزانية خاصة، وهي تملك المبلغ.

وقالت “أليس هذه الجمعيات والأندية والمراكز خيرية، أين الخيرية في الموضوع إذا بات الأمر مادي لهذه الدرجة”.

ويقول ماهر الفهيدي أنه اضطر لتسجيل أبنه (10 أعوام) بمركز صيفي بـ 80 دينارًا شهريًّا، إضافة إلى 10 دنانير كرسوم تسجيل، معتبرًا الرقم كبيرًا بعض الشيء خصوصًا إذا ما تمت مقارنته بـ 30 دينارًا كان يدفعها في السنوات السابقة.

وزاد “لا مفر من ذلك، جميع الجهات التي تطرح البرامج الصيفية رفعت أسعارها، (...) باتت الأسعار هكذا، والصيف ممل للشباب والأطفال ويجب علينا إيجاد ما يشغلهم بدلا من السهر للفجر والنوم طوال النهار”.  وتراوحت أسعار (رسوم) البرامج الصيفية للجمعيات والأندية والمراكز المنتشرة في المملكة بين 60 و150 دينارًا شهريًّا للطفل الواحد، مقارنة بنحو 15 إلى 25 دينارًا في السنوات السابقة.

وأضافت بعض الجهات الترفيهية والتدريبية التي تطلق البرامج الصيفية خدمات إضافية جديدة نسبيًّا حتى تقنع الناس بالأسعار الجديدة كتعليم اللغات الأجنبية كالفرنسية مثلا.

من جهته، اعترف مسؤول إحدى الجمعيات الإسلامية في منطقة الرفاع الشرقي بأن جمعيته رفعت رسوم تسجيل الطلبة للبرامج الصيفية، لكنه ربط ذلك بصعود أسعار كل شيء تقريبا، كإيجار المقر والكهرباء والمواصلات.. الخ.

وبين المسؤول الذي فضل عدم ذكر اسمه أم اسم جمعيته، أن كلفة التشغيل زادت كثيرًا قياسًا بالأعوام السابقة، (...) نحاول عمل توازن بين المصروفات والرسوم حتى نستطيع المضي.

وهو ما أيّده به أبو عبدالرحمن، العامل في أحد المراكز الصيفية، مضيفا “زادت علينا الكلفة، الجميع يعرف بأن أسعار كل شيء تقريبًا ارتفعت، ولم نعد نقوى على طرح البرامج الصيفية بأسعار رمزية كما في السابق”.