+A
A-

لمجانين الأكشن: John Wick 3

الجزءان السابقان من فيلم الإثارة والحركة “جون ويك” للنجم الكندي كيانو ريفز والذي يقدم فيه دور القاتل الأسطوري الذي يجسد للمرة الثالثة دور القاتل المحترف الذي لا يهزم ولا يمكن القبض عليه عرضا عامي 2014، و2017، وجسد فيهما بطل ذا ماتريكس شخصية مختلفة عن كل أدواره السابقة، فقد لعب دور القاتل المعتزل جون ويك، والذي عاد مجددا للقتل واستخدام السلاح بعد أن أصدر زعيم المافيا الروسية بأميركا أمرا بتصفيته.

النسخة الأولى من الفيلم تناولت قصة جون ويك بعد أن تقاعد من عمله الأساسي كقاتل مأجور، ولكنه يتعرض لاعتداء من قبل شاب يتبع لعصابة خطيرة، بهدف الاستيلاء على سيارته الموستانغ الكلاسيكية، فيقرر الانتقام وإعادة اعتباره وإظهار قوته.

ويبدأ جون ويك في شن حرب على هذه العصابة، وتصفية أفرادها واحدا تلو الآخر، وفي خضم هذه المواجهة يضطر لمقابلة أحد زملائه السابقين ولكن هذه المرة كعدو، وشارك ريفز البطولة كل من ألفي آلن وأدرياني باليكي وبريدجيت مويناهان وايان ماكشين.

ودارت أحداث النسخة الثانية حول كيفية انتقام ويك من العصابة التي قتلت كلبه، الأمر الذي جعل موضوع الفيلم ليس بالجدية المتوقعة لكن أجواء الإثارة التي سيطرت على الفيلم وشعبية ريفز جعلت من الفيلم وقتا للاستمتاع بمشاهد القتال والجرأة في أخذ اللقطات المثيرة.

الجزء الثالث John Wick 3 - Parabellum الذي صورت أحداث كثيرة منه في المغرب، يبدأ في اللحظة التي انتهى فيها سابقه، لا يضيع وقتاً ولا ثرثرة، نرى القاتل المأجور الجريح المغدور به ويك (كيانو ريفز مشرق النجومية وفي أكثر أدواره ظلامية والأفضل له على الإطلاق) يهرب من مطاردة قتلة نيويورك المأجورين، الذين أبلغهم وينستون (إيان مكشين في أفضل مشاهده في سلسلة جون ويك) مدير فندق كونتيننتال مقر القتلة والمجرمين بأمر المكافأة المطلوبة (14 مليون دولار) لقتل ويك، بعد أن قتل زعيم المافيا الإيطالية على أرض الفندق في تحدٍّ صريح لسلطة الطاولة العليا التي تحكم شؤون عالم العصابات والإجرام وانتهاك كبير لقوانين الفندق. يركب ويك سيارة وينزل منها لتظهر خلفه صورة بستر كيتون بطل أفلام الأكشن في الحقبة الصامتة، وواحد من إلهامات هذه السلسلة، مشهد لو غفلت عنه ثانية واحدة لفاتك!

ثم يدخل ويك مكتبة نيويورك العامة ليبدأ أول مشهد قتالي في الفيلم، مشهد افتتاحي رائع ورهيب لم نرَ له مثيلاً، مشهد يتغزل بالأفلام التي يشير إليها وينحني لها إجلالاً، مشهد تحية لسينما هونغ كونغ واعتذار من المخرج تشاد ستاهلسكي لتلك السينما أن هوليوود لم تعطها قدرها في التسعينات، ستاهلسكي يسخر من نظام استوديوهات هوليوود ويلومها على تخليها عن القدير جون وو الذي رحل بعد أن ضيقت عليه هوليوود مواردها، وألزمته بنظام عقيم أنتج أفلام أكشن بائسة.

يقتل جون ويك أول رجل يصل إليه بكتاب! مشهد تعلم أنك بين يدي صانع أفلام يعرف كيف يؤلف عملاً مبدعاً ذا أسلوب بارع ورؤية ثاقبة. إذا استُخدم ما لا تتوقعه سلاحاً كسلاح، فاعلم بأن المشهد متناسق مع شخصية فيلم أكشن لأن المرجو تحقيقه هنا هو ظرافة وغرابة بلا منطق لا يصدقها عقلك، ولا يمكن أن تبدر إلا من شخصية تخلو من الصفات البشرية، وهذه بالضبط شخصيات أفلام الأكشن منذ الحقبة الصامتة. ولو استخدم ويك مسدساً لفسد المشهد وذهب الفيلم طي النسيان.

لم يستبعد المخرج الأميركي شاد ستالسكي إنتاج أجزاء قادمة من الفيلم وربما يستمر العمل فيها إلى 10 سنوات مقبلة، وقال موضحا “استكشاف عالم جون ويك، لا يزال مستمرا، ويتم ذلك في المرحلة التالية، التي ستكشف المزيد عنه وخلفيته”.