+A
A-

خلف لـ “البلاد”: إنجاز أول ملجأ للكلاب خلال 6 أشهر

ذكرت رئيسة جمعية حماية الحيوان والبيئة الشيخة مروة بنت عبدالرحمن آل خليفة، أن برنامج حملة إخصاء الكلاب الضالة، الذي انطلق يوم 7 يونيو الجاري واستمر لمدة أسبوعين متتاليين، حقق نجاحا واسعا في كل الأهداف التي انطلقت الجمعية من أجلها، مبينة أنه تم إخصاء 200 كلب لحد الآن.

وأشارت الشيخة مروة بنت عبدالرحمن إلى أن الجمعية تلقت العديد من الاتصالات من الدول الخليجية الشقيقة ومنها دولة الكويت وبعض المنظمات العاملة في هذا الجانب لاستنساخ التجربة البحرينية الفريدة وغير المسبوقة على مستوى البحرين والخليج والمنطقة، كما تلقت إشادات واسعة من منظمات عالمية تابعت الحملة التي كان لها أصداء عالمية واسعة بنشر التطور والرقي الذي وصلت إليه القوانين والتشريعات المحلية في مجال رعاية والاهتمام بالحيوان، وهو ما عكسته الحملة عالميا.

متطوعون بحرينيون

وأوضحت الشيخة مروة بنت عبدالرحمن أن الحملة، التي تعد الثانية للجمعية، أشرف عليها فريق طبي محلي وعالمي يتكون من 12 طبيبًا متطوعًا، ويضم حاليا العشرات من الأطباء البيطريين البحرينيين المتطوعين والممرضين العاملين في هذا الجانب، إلى جانب عدد من طلاب الطب يمثلون مختلف جامعات الطب في البحرين والمنطقة، وعدد من المقيمين بالبحرين من مختلف الجاليات العربية والأجنبية، يعملون جنبا إلى جنب لخدمة المجتمع في شراكة مجتمعية فاعلة وإيجابية نادرة الحدوث.

الشكر لجميع المشاركين

وأعربت رئيسة الجمعية عن شكرها لكل المشاركين والحضور من أجل دعم الحملة التي استطاعت أن تحقق نجاحا وصدى واسعا بالبحرين والمنطقة؛ بفضل جهود الجميع، مقدمة شكرها لمكتب النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء الداعم الأول للحملة، ولوزيري الشباب والرياضة، والأشغال والبلديات، وللسفيرين الأميركي والألماني ولأعضاء مجلس النواب، ولكل الفريق الطبي والمتطوعين، الذين رافقوا الحملة في كل خطوات نجاحها.

ورش تدريبية

وذكرت رئيس الجمعية أن الحملة التي تفخر الجمعية بإقامتها على مستوى البحرين والمنطقة نظمت ورشا عدة لتدريب وتعليم الأطباء البيطريين البحرينيين، قدمها الوفد الزائر من جامعة كورنيل؛ للاستفادة من خبراتهم العلمية والعملية في هذا المجال. وقالت “فتحت الجمعية باب التطوع لجميع الأطباء البيطريين البحرينيين الراغبين في الانضمام للحملة؛ للاستفادة من الورش التدريبية التي نظمها الفريق الزائر، والذي ضم 12 طبيبا متخصصا من جامعة كورنيل ومن مختلف أنحاء العالم، وهذا الهدف حققته الجمعية بتوفير التدريب الطبي المتخصص ولم يقتصر هدفها على عملية الإخصاء فقط”.

الجمعية بلا مقر

وأوضحت الشيخة مروة أن “الجمعية التي وضعت على مسؤوليتها وعاتقها القيام بهذه الحملات خدمة للمجتمع، تواجه مشكلة كبيرة للانطلاق والعمل بشكل مهني؛ لأنها تعمل حتى الآن بلا مقر، وتواصل الحملات التطوعية التي تقيمها في هذا المجال بسواعد الأطباء البحرينيين والفرق الطبية العالمية، من خلال خيمة اتخذتها مقرا لها بالوقت الحالي، ولا نعرف كيف سنستمر في عملنا بالحملات المقبلة”، مناشدة جلالة الملك والحكومة الرشيدة، العمل على توفير مقر للجمعية بصورة عاجلة، مؤكدة ثقتها العالية بالحكومة التي تتابع عن كثب كل الحراك المجتمعي، مبينة أن الجمعية أنشت من أجل حماية أرواح وممتلكات الناس من الكلاب والحيوانات السائبة، بعد أن زادت وكثرت الشكاوى من المواطنين والمقيمين من تعرضهم لحوادث بسببها.

زيارة وزيرَي الأشغال والشباب

وكانت الشيخة مروة بنت عبدالرحمن قد استقبلت في الخيمة التي اتخذتها مقرا مؤقتا للحملة كلا من وزير الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني عصام خلف، ووزير شؤون الشباب والرياضة أيمن المؤيد، ووكيل الزراعة والثروة البحرية بوزارة الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني الشيخ محمد بن أحمد آل خليفة، حيث قاموا بجولة مع الشيخة مروة والفريق التطوعي تفقدوا خلالها مقر وبرنامج حملة إخصاء الكلاب الضالة في البحرين والذي تشرف عليه الجمعية، بحضور النواب محمود البحراني، سوسن كمال، وصلاح الجودر، وعدد من الأكاديميين من جامعة البحرين والمتطوعين.

ومن جهته، أعرب الوزير خلف عن سعادته لما شاهده من تفعيل للشراكة المجتمعية الذي تعمل عليها الجمعية ما بين القطاع العام والخاص لاحتواء ظاهرة الحيوانات والكلاب الضالة، مشيرا إلى أن هذه الشراكة المجتمعية تساعد الحكومة على احتواء هذه الظاهرة.

4 فرق للصيد

وقال خلف في تصريح لـ “البلاد” إن الوزارة لديها خطة لاصطياد للكلاب الضالة، بناء على البلاغات التي تتلقاها من المواطنين والمقيمين من جميع أنحاء المملكة، موضحا أنه تم تخصيص 4 فرق لصيد الكلاب، مضيفا “لدينا عيادة بيطرية وأطباء بيطريون تابعون لإدارة الثروة الحيوانية، مهمتهم إخصاء هذه الكلاب ومنع تكاثرها؛ سعيا لنشر الأمن والحد من ظاهرة هجوم هذه الحيوانات السائبة التي قد تكون خطيرة على الأهالي والأطفال”.

أول مأوى للكلاب

وأعلن الوزير عن انطلاق أحد مشاريع الوزارة في هذا الجانب، مشيرا إلى أنه الأول من نوعه على مستوى البحرين والمنطقة، الذي جاء بتوجيهات وحظي بدعم الحكومة، وهو إنشاء أول مأوى (ملجأ) للكلاب السائبة في منطقة المعامير وبعيدا عن المناطق السكنية، موضحا أنه مجهز بتقنيات حديثة، إذ يتم اصطياد الكلاب وإتمام عملية الإخصاء، ومن المتوقع أن يبدأ العمل على هذا المشروع خلال الأيام المقبلة، وسيستغرق العمل وإنجازه 6 أشهر، وتم ترصد ميزانية المشروع من قبل الحكومة.

10 آلاف كلب

ومن جانبه، قال مدير إدارة الرقابة والصحة الحيوانية إبراهيم يوسف “أحصينا وجود 10 آلاف كلب ضال تقريبا، منها جزء سائب ومنها ما تحتضنه عائلات، وإن كانت هناك أرقام تقول إن عددها يصل إلى 30 ألف كلب سائب”، مبينا أن هناك خطة لاحتواء هذه المشكلة؛ لما يعانيه المواطنون والمقيمون من أذى من هذه الكلاب السائبة خصوصا الشرسة منها، مشيرا إلى أن هناك خطة من خلال لجنة تم تشكيلها بوزارة الصحة للتقليل من هذه الأعداد من خلال برنامج الإخصاء، وكذلك مشروع الملجأ بمواصفات عالمية ويتم فيه أيضا علاج الحيوانات الأليفة، مبينا أن فرق الوزارة تقوم باصطياد من 6 - 10 كلاب يوميا من خلال البلاغات التي تتلقاها من المواطنين والمقيمين.

شكرا لجهود الشيخة مروة

ومن جهته، أشاد المؤيد بالجهود الكبيرة التي تقوم بها الشيخة مروة بنت عبدالرحمن آل خليفة في تحجيم مشكلة الكلاب الضالة والحد منها، والتي لها تأثير مباشر على إصحاح البيئة في البحرين، وبما يحافظ على حياة الكلاب والرفق بها، مشيدا بجهود كل المتطوعين والفرق الطبية والإعلام وتعاونهم المثمر لإنجاح هذا البرنامج.

وأكد وزير شؤون الشباب والرياضة أهمية الدور الذي يقوم به الشباب البحريني المتطوع والأجنبي والأطباء والإداريين العاملين في المشروع وبذلهم جهودا كبيرة ومتميزة لتحقيق أهداف الحملة، مشيرا إلى أن الشباب البحريني دائما ما يحرص على التطوع في العديد من الفعاليات التي تقام بالمملكة، وهو الأمر الذي يجعل من الشاب البحريني عنصرا مهما في إدارة وتنظيم الفعاليات المختلفة.

وأعرب المؤيد عن تمنياته للشيخة مروة بنت عبدالرحمن آل خليفة وجميع العاملين في البرنامج التوفيق والنجاح مقدرا عاليا الجهود التي يبذلها الجميع وعملهم المتكاتف وبروح الفريق الواحد من أجل إنجاح البرنامج.

جهود متواصلة

وتواصل رئيسة جمعية حماية الحيوان والبيئة الشيخة مروة بنت عبدالرحمن آل خليفة، عملها وجهودها اليومية بمتابعة جميع مراحل العمل، من استلام الكلاب إلى إجراء الجراحات، وخروج الطلاب بعد ذلك، وتستقبل ممثلين من الجمعيات والهيئات الحكومية، مؤكدة أن عملها يندرج بالحفاظ على البيئة والرفق بالحيوان، ولكن يبقى هدفها الأول خدمة البحرين الغالية من مشكلة أصبحت تؤرق المواطنين والمقيمين على حد سواء.