+A
A-

خليفة المناعي: تسخير التكنولوجيا لإطلاق الاستشارات الطبية 2020

شهادتي في تخصص إدارة الأعمال وهي سندي بالحياة

حصلتُ على دعم مالي من “تمكين” بنسبة 100 %

ندرس حاليا فتح مكاتب تمثيلية في دول أخرى

 

لطالما نظر إلى الشاب البحريني بأنه إنسان مبدع، ومبتكر، ولديه إمكانات وطاقات كبيرة للإنجاز وخلق فرص عمل واعدة، وما يبرهن ذلك ما كشف عنه العضو المنتدب لشركة المناعي للتسهيلات التكنولوجية، الشاب الطموح المبدع، خليفة المناعي، الذي تمكن من الفوز بجائزة البحرين لريادة الأعمال في دورتها الثانية في العام 2016 لفئة المؤسسات الناشئة.

المناعي اختير ليكون المشارك البحريني الوحيد في القمة العالمية لريادة الأعمال في دورتها التاسعة التي عقدت في لاهاي بهولندا في الفترة من 3 إلى 5 يونيو الجاري، وذلك بتنظيم من الولايات المتحدة الأميركية، اذ شهدت القمة مشاركة 2000 من رواد الأعمال والمستثمرين والشركاء في النظام الإيكولوجي والمسؤولين الحكوميين.

“البلاد” التقت المناعي خلال وجودها في القمة العالمية لريادة الأعمال في هولندا، وفيما يلي نص اللقاء معه:

 

انطلاق المناعي للتسهيلات التكنولوجية

شهادتي الجامعية في تخصص إدارة الأعمال تعتبر سندي في الحياة، أما هوايتي التي انطلق منها مشروعي فهي التكنولوجيا. واعتبر العمل بالنسبة لي في التكنولوجيا متعة. تأسست شركة المناعي للتسهيلات التكنولوجية في العام 2014، وبدأت العمل بتقديم الاستشارات الطبية عبر برنامج “فينكس” إلا أن‏ السوق العالمية في تلك الفترة لم تكن مهيأة للعمل بهذا المجال؛ نظرا لأن الناس لم يبدأوا آنذاك في تخزين معلوماتهم بالحوسبة السحابية (cloud).

كانت فكرة البرنامج هي تقديم الاستشارات الطبية والتواصل مع الأطباء من خارج البحرين، ويستطيع الطبيب رؤية ال‏ملف الإلكتروني للمريض وهو في منزله.

أؤمن بضرورة أن يرى رواد الأعمال والمستثمرين فرص العمل السانحة، وكانت الفرصة آنذاك هي لتطوير تطبيق إلكتروني إلا أن الناس لم يكونوا في العام 2014 مستعدين لتخزين معلوماتهم في الحوسبة السحابية تخوفًا من الاختراقات، أما حاليا فإن هنالك اختلافا كبيرا من ناحية الحماية خصوصا بعد اعتماد سياسة الحوسبة السحابية في البحرين وتطبيقها مما جعل الناس مستعدين لتخزين بياناتهم في الحوسبة السحابية.

في العام 2014 كان الجميع حول العالم يفضلون تخزين بياناتهم في القرص الصلب بالكمبيوتر و “الفلاش ميموري” فقط. وجدنا الفرصة المناسبة هي تطوير التطبيقات الإلكترونية، وأصبحت شركتنا اليوم إحدى المؤسسات في البحرين التي لديها فريق عمل متخصص ويعمل على تطوير البرامج والتطبيقات للشركات الكبيرة المحلية والعالمية من مكتبنا بالمملكة، وتمكنا من تنفيذ مشاريع عدة لشركات من خارج البحرين دون الحاجة للذهاب إلى دولهم.

 

تقديم الاستشارات الطبية

يقول المناعي: بدأنا منذ أشهر عدة العمل على مشروع تقديم الاستشارات الطبية والتعليمية؛ لأن السوق أصبحت حاليًا مستعدة لهذا المجال، وسنبدأ بتقديم الاستشارات الطبية.

نحن وسيط بين الشخص الذي يرغب في استشارة طبية والطبيب، إذ إن الشخص يلج إلى التطبيق إلكترونيًا ويدخل بياناته ويرفع ملفاته الطبية ليصبح لديه ملف طبي إلكتروني، وبالتالي لدى حاجة الشخص لاستشارة خارج البحرين يستطيع اختيار اسم طبيب من قائمة أسماء الأطباء بالتطبيق لتحديد موعد ثم الاتصال إلكترونيًا عبر التطبيق، ويكون ملفه متوفرا أمام الأطباء وبالتالي فإنه يستطيع استشارة العديد من الأطباء حول العالم، ويكون التطبيق باب مفتوح أمام الأطباء في مجالات مختلفة.

ويشير إلى أن إطلاق مشروع تقديم الاستشارات الطبية سيضم العديد من المجالات بنهاية العام المقبل 2020.

القوانين ساعدتنا في عملنا

كان أصعب ما واجهناه عندما بدأنا المشروع هو عملية تخزين معلومات المستخدم فعلى الرغم من أن القانون يسمح بذلك إلا أن المستخدم نفسه لا يسمح بتخزين معلوماته، لكن اليوم أصبحت لدينا استراتيجية الحوسبة السحابية وقانون يحمي البيانات إضافة إلى التوعية التي تلعب دورا كبيرا الآن. وأصبح ال‏مستخدم البحريني واعيا بشكل كبير باستخدام التكنولوجيا وطريقة تخزين المعلومات، وهذا الأمر يساعدنا ك‏شركات ورواد أعمال ومبتكرين.

 

تأثير جائزة ريادة الأعمال

وأكد المناعي أنه من الأمور التي ساعدته في تطوير أعمال الشركة هو فوزه في العام 2016 بجائزة البحرين لريادة الأعمال لفئة المؤسسات الناشئة برعاية صاحب السمو الملكي ولي العهد، إذ حصل على دعم مالي من “تمكين” بنسبة 100 % وليس 50 % فقط، وهذا “ساعدني في شراء الأجهزة والتسويق وغيرها، ما مكنني من وضع الأساس للمستقبل”، على حد تعبيره.

 

خطط توسعية

ويقول المناعي إننا وسعنا أعمالنا، وافتتحنا مكتب تمثيلي في بريطانيا كان يقوم بتقديم الاستشارات الطبية إلا أنه بعد إيقاف العمل بهذا النشاط حتى تتهيأ السوق للعمل الجديد “أغلقنا هذا المكتب، (...) في شهر مارس الماضي وأعدنا فتح المكتب التمثيلي في بريطانيا، حيث يخدم الشركات والزبائن بالمملكة المتحدة على أن يتم تطوير الشبكة الإلكترونية في البحرين لمواكبة التوسع”.

ويضيف أنه يدرس حاليا فتح مكاتب تمثيلية في دول أخرى، وتكون منافذ لزبائن جدد، خصوصا أن المكاتب التمثيلية تعتمد على الشركة في البحرين لتنفيذ المشاريع، أما المكاتب التمثيلية بالدول فإنها للتعرف على الزبائن كما أنها تشكل حماية لهم.

 

تقنيات جديدة

وأوضح المناعي أن من التقنيات الجديدة الذكاء الاصطناعي، وهو مجال كبير ومفيد للمؤسسات من جميع النواحي، وللوصول إلى هذه الصناعة، يجب أن يتم جمع المعلومات عن طريق الأنظمة لتكون إلكترونية بدل من اعتماد الأنظمة الورقية، وبالتالي يصبح لدى الشركة ورائد الأعمال بيانات قوية ويتعلم منه الذكاء الاصطناعي وفقا للمعلومات والبيانات المخزنة وتوقع ما سيحدث. حاليا في العالم ككل حتى الشركات التي لديها الذكاء الاصطناعي لم تصل إلى العمل بصورة كاملة في هذا المجال؛ لأن المعلومات غير متوافرة بالكامل. ونحن اليوم في مرحلة كيفية جمع المعلومات للشركات الصغيرة والمتوسطة والكبيرة، والأمر ينطبق كذلك على الحكومات، خصوصا أن البيانات أصبحت محركة للاقتصادات ويتم اتخاذ القرارات بناء على المعلومات المتوافرة وليس على النمط المتبع في الأعوام الماضية. لذا أرى أن المستقبل للذكاء الاصطناعي والمساعدة في اتخاذ القرارات”.

ويضيف “إننا بالشركة نعمل على مساعدة الشركات لبناء أنظمة تمكنهم في جمع المعلومات، وبالتالي لدى تطبيق الذكاء الاصطناعي يتحتم على الشركات البناء على المعلومات المتوافرة لديها (...)، حاليا الأنظمة التي نعدها لزبائننا تضم التقارير والمعلومات لتخزينها والاستفادة من هذه الأنظمة مستقبلا في الذكاء الاصطناعي بصورة كاملة وليس 20 % فقط”.

 

مستقبل كبير لتكنولوجيا المعلومات

ويرى المناعي أن قطاع التكنولوجيا له مستقبل كبير، خصوصًا في البحرين والقوانين والمؤسسات، والحكومة جميعها هيأت أرض البحرين لتكون ‏خصبة للشركات ومنها شركات التكنولوجيا المالية “الفنتك”، ومصرف البحرين المركزي والبيئة الرقابية التجريبية.

 

المنـاعـي: تأسيـس شبكـة مستثمريـن عالميـة

يقول خليفة المناعي إن المشاركة في القمة العالمية لريادة الأعمال بالنسبة له كرائد عمل تعتبر سانحة لاكتشاف الفرص المتوفرة حول ‏العالم، وليس فقط في البحرين، وهذه المشاركات تساهم في مساعدة المستثمر على أن تكون البحرين نقطة انطلاقة لتوسعة أعماله في الدول الأخرى، كما أنها فرصة كذلك لرؤية الإمكانات الاستثمارية بالدول الأخرى، وأيضًا فهم كيفية عمل الشركات الأخرى، والتواصل مع رواد أعمال والتعرف على تجاربهم ورؤيتهم خصوصًا أن بعض المستثمرين مروا بمراحل مشاريع على غرار المراحل التي مر بها هو.

وتأسست شركة المناعي للتسهيلات التكنولوجية منذ 5 أعوام أي في العام 2014، ووصلت اليوم إلى مرحلة تستطيع فيها خدمة شركات من خارج البحرين وذلك من مقرها بالمملكة.

وقال المناعي “اليوم أرى الفرص التي أستطيع فيها الاستفادة من شركتي في البحرين لخدمة شركاتي وعملائي خارج البحرين، وساعدتني هذه التوسعة في خدمة شركات في الخليج وأوروبا وأميركا، الفعاليات والمبادرات العالمية على غرار القمة العالمية لريادة الأعمال تساعد ليس فقط المستثمر في التوعية، وإنما تساعده أيضا في عمله وفي بناء شبكة مستثمرين، وبالتالي فإن هذه المؤتمرات تشكل قيمة مضافة للمستثمرين، ‏وكل مشارك بالقمة يبحث عن القيمة المضافة لشركته الخاصة”.

وأضاف “أن المشاركة بالمؤتمرات العالمية تساهم في اكتشاف المستثمر أن الفرص التي كان يدرسها بسيطة، وهنالك فرص أكبر بالإمكان الاستفادة منها عبر بناء شبكة عالمية تضم رواد أعمال وشركات وفرص عمل ومستثمرين، وبالتالي تتوسع معرفته في المجال الذي تعمل فيه مجوعته والمجالات الأخرى”.