+A
A-

نجاح “صنع بشغف 4” السينمائي

الشغف هو سر التألق الذي يكبر مع كل نسخة من مهرجان “صنع بشغف” السينمائي، والذي انعكس على الأفلام المشاركة في النسخة الرابعة منه، لتصنع لنا أمسية سينمائية بروح بحرينية انطلقت أمس الأول، بتنظيم من مركز الشيخ عيسى الثقافي وبالتعاون مع شركة “نوران بكتشرز”، وبحضور جماهيري غفير من الوسط الفني والثقافي والمهتمين فاق التوقعات مما دفع اللجنة المنظمة إلى توسعة المكان ووضع مقاعد اكثر للحضور الذي ملأ الصالة لمشاهدة عروض الشباب في نسخة ممتازة وواعدة حيث تنافست 9 أفلام على الجوائز بعد تقديم اكثر من 25 فيلم بحريني، وفي الليلة دعم الشيخ خالد بن خليفة آل خليفة نائب رئيس مجلس أمناء مركز عيسى الثقافي بان الدورة الخامسة في العام المقبل ستكون اكبر وسيحمل ثيمة “التسامح والتعايش في البحرين” وسوف يعلن عن باقي التفاصيل قريبا.
بدوره أشاد المدير الفني للمهرجان المخرج سلمان يوسف بالدعم الذي يحظى به “صنع بشغف” من مركز عيسى الثقافي ومن الشيخ خالد بن خليفة آل خليفة على وجه الخصوص. كما وجه تحية واعتذار للجميع من فريد رمضان الذي لم تسمح له ظروفه الصحية بالتواجد في المهرجان.
وأضاف يوسف أن المميز في النسخة هو تحولها لمهرجان سينمائي وإطلاق مركز عيسى الثقافي مسابقة الدعم الفني لإنتاج الأفلام، والتي تم من خلالها إنتاج ثلاثة أفلام بحرينية قصيرة. واضاف في تصريح خاص لـ “البلاد”: “فوجئت بالحضور الكبير شخصيا وهذا دليل على وعي الجمهور البحريني ودعمه للفن السابع وتعطشه للسينما أولا، وهناك وعود في السنوات القادمة لتقديم صورة اكبر للمهرجان عبر إرسال أفلام صنع بشغف البحرينية إلى مهرجانات صديقة ثانية لعرضها هناك ودخول مسابقاتها، الى جانب سوف نقدم دورات سينمائية مختصة بالتعاون مع نوران بكتشرز ومركز عيسى الثقافي من اجل تطوير الأفكار والحركة السينمائية في المملكة” واكد مدير المهرجان المخرج البحريني المبدع سلمان يوسف بان الحضور الكبير الذي فاق 420 شخصا أعطاه إيمانا وقوة في تقديم نسخ أقوى من المهرجان العام المقبل وبمفاجآت اكبر، وشكر كل من عمل خلف الكواليس من جهود شبابية بحرينية داعمة للسينما وشكر صحيفة البلاد على دعمها اللا محدود دائما للمهرجان والسينما في البحرين والعالم واكد بأن المرجان فرصة ممتازة للمهتمين بالسينما لمشاهدة أنواع مختلفة من التوجهات في الأفلام من خلال القصص والتصوير والإنتاج، ويعطي ايضا فرصة لهمم للتعاوف وبناء الجسور بينهم خصوصا من هم في بداية هذا الطريق، وان السينما ليست فقط هوليوود كما يظن البعض بل هناك مدارس سينمائية اخرى تقدم الجميل، فقد لاحظنا من خلال مشاهدة افلام بعض الشباب توحههم الى تقليد الافلام التجارية من هوليوود وهذا امر غير اساس أبدا في عملنا.
وخلال الأمسية قام الشيخ خالد بن خليفة آل خليفة بتكريم المخرج بسام الذوادي، والفنان قحطان القحطاني والفنانة فاطمة عبد الرحيم تقديرًا لمساهماتهم الكبيرة في الحركة السينمائية البحرينية.
ومن جهته أكد المخرج بسام الذواذي في تصريح خاص للبلاد “ إن وجود صنع بشغف في هذه الفترة جدًا مهم، ودعم مركز وعصب مهم في الثقافة مثل مركز عيسى الثقافي للأفلام السينمائية يعد خطوة جدًا جيدة ونحتاجها كثيرًا في البحرين”. وأضاف الذوادي “ عندما نتحدث عن السينما أي نتحدث عن فلم روائي طويل يعرض في السينما ويحتك الصانع بالجمهور وبالمنتج فيصبح من الصعب تنفيذه، ولكن من خلال هذه التجارب وبمساندة خطوات المخرجين الشباب نستطيع أن نأخذهم لهذه المرحلة. وأكثر ما أتمناه حاليًا هو أن يقوم فريد رمضان بصحة وعافية ويعود لنا بشبابه وعطائه ومن المؤكد أن وجوده سيدعم صناعة الأفلام في البحرين بشكل كبير”. أما الفنانة فاطمة عبد الرحيم فقد أشارت إلى أن “هذا المهرجان يعد خطوة جميلة ومبادرة طيبة، ونحن دائمًا ما نتساءل عن الجهات التي تدعم الشباب وتشجع الطاقات السينمائية، ونتمنى أن يتم الالتفات أكثر للفنانين الموجودين فلا داعي أن ننتظر أن يتوفى الفنان لنقوم بتكريم ابنائه بالنيابة فيفقد التكريم طعمه، وغالبًا يكون أبن الفنان لم يجرب المعاناة التي عاشها والده.
مؤكدة أن “أغلب الأفلام المشاركة من الواضح أنها قليلة الخبرة وهذا يعد من جانب أخر أمر إيجابي لأنه يمنح هؤلاء الشباب فرصة لعرض أعمالهم أمام مختصين مما يساهم في تطويرها وإبراز وجوه جديدة في الساحة، ونتمنى أن تكون أعمالهم القادمة أفضل وناضجة أكثر.” من بين الأفلام التسعة المشاركة في المسابقة، حصد فلم سما للمخرج عمار زينل على جائزة أفضل فيلم في المهرجان، وحصل فلم الدائرة الحمراء للمخرجة زينب مرضي على جائزة لجنة التحكيم. كما منحت لجنة التحكيم شهادات تقديرية للفنان أحمد السعيد كأفضل أداء تمثيلي عن دوره في فيلم سما، وشهادة أفضل تصوير مميز ذهب للمصور جعفر الحلواجي عن تصويره لفيلم نافذة.
وصرحت المخرجة زينب مرضي “أن مشاركتي ضمن هذه الفعاليات السينمائية تعني لي الكثير، خاصة وأنها تحتفي بتجاربنا الصغيرة ومحاولاتنا السينمائية التي قد لا تخلو من الأخطاء، سعيدة جدًا بحصولي على الجائزة وسعيدة أكثر لحشد الحضور الذي ملأ القاعة وزاد عنها، كل هذا يدل على وجود الشغف وهذا ما يراهن عليه المهرجان في كل عام، وكل تلك الأعداد تدل على أننا بحق متعطشين للسينما ونود دعم تجارب بعضنا بالحضور والنقاشات التي قد لا تخلو منها مثل تلك الفعاليات”.