+A
A-

صحتك مع الصوم - تعكر المزاج والعصبية

  إن من أسباب تعكر مزاج بعض الصائمين وانخفاض معنوياتهم عند الصيام وجود قدر من القلق النفسي لديهم، والخوف الغامض من أن يعانوا من امتناعهم عن الطعام والشراب، وأن عليهم الانتظار إلى المغرب، وهذا القلق لا داعي له طالما أن الصائم يستطيع أن يفطر متى بلغ به الجهد حدًا لا يطيقه.
  وله أن يفطر إن أصابه من الألم أو المرض ما يستلزم تناوله للأدوية، سواء منها المسكنة للألم أو المعالجة للداء، والرخصة قائمة، والصائم حر في الأخذ بها، طالما أن مرضه لا يشكل فيه الصيام ضررًا على صحته، فالله لم يجعل علينا في ديننا أي نوع من أنواع الحرج، أما إن أدى الصيام إلى الضرر بسبب المرض الموجود صار الإفطار واجبًا، وليس مجرد رخصة، فعلينا أن نستعين بالله، ونصوم ونحن مرتاحي البال إلى أننا لو بلغت معاناتنا من صيامنا حدًا مؤلمًا، فإن الله بنا رحيم، ولنا في رخصته راحة ومخرجا.
  وعادة لا يبلغ الجهد بالصائم حدًا يضطره إلى الإفطار إلا في حالات خاصة، كالذي تعرّض للحر، فيعطش عطشًا شديدًا، وكان ضعيفًا وفاته السحور، وآذته عضات الجوع في معدته، وما شابه ذلك من حالات، وحد المشقة والحرج صعب التحديد، إنما هي تقوى المؤمن، فالله عليم بخفايا النفوس.
  فى شهر رمضان تزداد حدة العصبية والغضب والانفعال لدى العديد من الأشخاص بسبب الضغوط اليومية، الامتناع عن الأكل لفترات طويلة، نقص المياه في الجسم وغيرها من الأسباب الكثيرة.
وثبت علميا أن نقص نسبة المياه والجلوكوز في الدماغ هو سبب من الأسباب التي تؤدى إلى العصبية، لأنه عندما تقل نسبة الماء في الجسم يبدأ الانسان بالشعور بالتوتر والانفعال.
  يعد التدخين من العادات السلبية فى رمضان، إذ يعتبر التدخين أحد أسباب العصبية في رمضان، خصوص خلال النهار فى فترة الصيام؛ لأن المدخن عندما  يعتاد على وجود نسبة النيكوتين في الدم وينقطع فجأة عن التدخين لساعات عدة، تبدأ ظهور أعراض الحرمان من النيكوتين، فيشعر بالعصبية والانفعال وضعف التركيز وأضطرابات النوم؛ لذا ينصح المدخنون بتقليل نسبة السجائر تدريجيا؛ حتى لا يعانوا من تلك الأعراض في شهر رمضان الكريم. واعتاد البعض على المشروبات التي تحتوى على مادة الكافيين، حيث يؤدى الانقطاع المفاجئ لتناولها إلى الشعور بالأجهاد والعصبية.