+A
A-

البحرين تبهر رواد الأعمال بالتحول الرقمي

خلال القمة العالمية للحكومات التي انعقدت في دبي مؤخرا، ناقش ممثلو الحكومات من مختلف أنحاء العالم التحديات المتعلقة بقدرتهم على احتضان مفاهيم عصر الخيال الجديد، إذ تدل المؤشرات على أن الأفكار ستكون بديلا عن النفط والغاز في تعزيز النمو الاقتصادي مستقبلا، اعتمادا على  التقنيات الرقمية المبتكرة مثل الذكاء الاصطناعي، والواقع الافتراضي والواقع المعزز، والطباعة ثلاثية الأبعاد، والتي يتوقع لها أن تسهم بتغيير طريقتنا في العيش وإنجاز الأعمال، على مشارف الثورة الصناعية الخامسة.

وتبرز البحرين كرائدة لهذا التوجه، من خلال منظومة عمل متأهبة لاستثمار هذه التوجهات التجارية الجديدة، بفضل سلسلة مبادراتها الأخيرة التي جعلت من البحرين الموقع الأمثل لممارسة الأعمال التجارية ضمن منظومة اقتصاد المستقبل الرقمي.

وجاءت الإصلاحات الأخيرة التي أجريت على السياسات بصورة تتماشى مع خارطة طريق رؤية 2030 لتضع المملكة في صدارة دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على مؤشر تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التابع للاتحاد الدولي للاتصالات.

وقدّر خبراء هذا القطاع أن تبلغ قيمة السوق الرقمية في البحرين 159 مليون دينار (419 مليون دولار ) بحلول العام 2021، بناء على تقرير حديث أصدرته شركة “فيتش سوليوشنز”.ونتيجة لانخفاض أسعار النفط، شهدت مختلف أنحاء المنطقة تسارعا في التنويع الاقتصادي، بعيدا عن النمو المعتمد على الموارد الطبيعية، وجاء تنفيذ الإصلاحات التنظيمية في منطقة الخليج تبعا لذلك كضرورة ملحة.

ومع تعافي أسعار النفط الخام، تواصل اقتصادات المنطقة استثمار عوائدها الفائضة في مشاريع التنمية؛ لضمان استمرار الرخاء الذي تعيشه.

وتعدّ البحرين واحدة من أكثر الاقتصادات تنوعا في المنطقة؛ نظرا لاشتمالها على قطاعات مالية وتصنيعية متطورة.

وقد اتخذت الاستثمارات فيها صيغة بنية تحتية رقمية معززة. وسيكون دخول تكنولوجيا الجيل الخامس فائق السرعة في اتصالات الأجهزة المتحركة، هو التغير الأكبر الذي ستشهده البلاد، والذي يتوقع له أن يعزز قدرة إنترنت الأشياء بسرعات تنزيل بيانات تصل إلى 1 جيجابايت في الثانية.

وستكون البحرين من أوائل الدول التي تعمل على تطبيق هذه التكنولوجيا المتقدمة، مع التزام مزود الاتصالات VIVA البحرين بإطلاق هذه الخدمة في شهر يونيو من العام الجاري. وتأثير شبكات الجيل الخامس لا يقتصر على كونها أسرع بعشرين مرة من الشبكات اللاسلكية الحالية، بل تشير تقديرات الجمعية الدولية لشبكات الهاتف المحمول، إلى أنها ستضيف 565 مليار دولار إلى إجمالي الناتج المحلي العالمي بحلول العام 2034، وهو ما يمثل إضافة نقدية تعادل الناتج المحلي السنوي لمملكة السويد.

ومع دخول المدن الذكية إلى المشهد، تمتلك البحرين بالفعل أول سياسة خاصة بالسحابيات، وتستعد لنقل 40 منظومة عمل حكومية، و650 مهمة عمل إلى السحابة الوطنية هذا العام.

وفي شهر نوفمبر الماضي، قطعت شركة البحرين للاتصالات السلكية واللاسلكية “بتلكو” شوطا إلى الأمام باتفاقها مع شركة “هواوي” على بناء منشأة سحابية جديدة بسعة 1.3 ميجا وات، تماشيا مع دور “بتلكو” في الحفاظ على مكانة البحرين الرائدة لقطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات واقتصاد البيانات في المنطقة.

ومن جانبها، استجابت الشركات أيضا للتحول الرقمي الذي تشهده البلاد عبر مكاتبها الجديدة التي تأسست في البحرين، والتي توفر فرصا جديدة للتوظيف.

ويعد قرار شركة “خدمات أمازون ويب” بإنشاء مركزها الجديد في الشرق الأوسط في البحرين، أحد الأمثل على استجابة الشركات متعددة الجنسيات، في حين اتخذت شركتا “مايكروسوفت” و”سيسكو” الرائدتان في قطاع التكنولوجيا موقعهما الإقليمي في خليج البحرين للتكنولوجيا المالية “فينتك باي”.