+A
A-

سوريا تتعهد باستعادة الجولان

تعهدت الحكومة السورية أمس الجمعة باستعادة هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل فيما أدان حلفاؤها وخصومها على حد سواء تصريحات للرئيس الأميركي دونالد ترامب قال فيها إن الوقت حان للاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان. وتمثل تصريحات ترامب تحولا جذريا في السياسة الأميركية بشأن وضع المنطقة التي احتلتها إسرائيل في حرب 1967 ثم ضمتها عام 1981 في خطوة لم تحظ باعتراف دولي.

ووسط تصاعد الرفض للخطوة الأميركية، قالت الجامعة العربية التي جمدت عضوية سوريا في بداية الحرب إن تصريحات ترامب التي ”تمهد لاعتراف رسمي أميركي بسيادة إسرائيلية على الجولان السوري المحتل تعتبر خارجة بشكل كامل عن القانون الدولي“.

وعبرت دول مجلس التعاون الخليجي أمس الجمعة عن أسفها لدعوة الرئيس الأميركي  للاعتراف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان التي احتلتها من سوريا في حرب عام 1967.

وقال عبد اللطيف الزياني الأمين العام للمجلس في بيان ”إن تصريحات ترامب لن تغير من الحقيقة الثابتة التي يتمسك بها المجتمع الدولي والأمم المتحدة وهي أن مرتفعات الجولان العربية أراض سورية احتلتها اسرائيل بالقوة العسكرية في الخامس من يونيو 1967“.

وأضاف ”تصريحات الرئيس الأميركي تقوض فرص تحقيق السلام الشامل والعادل والدائم في منطقة الشرق الأوسط“.

وقالت مصر في بيان أمس إن هضبة الجولان السورية أرض عربية محتلة.

وأدان الأزهر الشريف، اتجاه الإدارة الاميركية، وقال في بيان: إن تصريح “ترامب”، يشكل سابقة لم يشهدها العالم من قبل، في تشريع سلطة الغصب والاحتلال.

واعتبر الأزهر، حديث ترامب، يمثل “تجاهل لمشاعر العرب والمسلمين، وكافة قرارات الشرعية الدولية، التي أكدت مرارا أن الجولان أرض سورية محتلة، وأن جميع الإجراءات الصهيونية بحقها باطلة وغير شرعية”.

وقال صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في تغريدة على تويتر ”‏هكذا يحضرون الأرضية لصفقة القرن. (العرب يجب أن يتصببوا عرقا، إنهم منقسمون ومجزئون ويعتقدون أن إيران تشكل تهديدا وجوديا عليهم).. هكذا يفكر ترامب. وهؤلاء الذين يعتمدون عليه في بقائهم سرعان ما سيختفون“.

قال الاتحاد الأوروبي إن موقفه لم يتغير بشأن الجولان.

وصرحت متحدثة باسم التكتل بأن ”الاتحاد الأوروبي لا يعترف، كما يتماشى مع القانون الدولي، بسيادة إسرائيل على الأراضي التي تحتلها منذ يونيو 1967 بما فيها هضبة الجولان ولا يعتبرها جزءا من الأراضي الإسرائيلية“.

وذكرت وزارة الخارجية الفرنسية أمس الجمعة أن باريس لا تعترف بضم إسرائيل لهضبة الجولان وأن الاعتراف به يتعارض مع القانون الدولي.

وقالت روسيا حليفة الرئيس بشار الأسد في الحرب إن تصريحات ترامب تهدد بزعزعة استقرار المنطقة.

ونددت إيران حليفة الأسد الرئيسية بالمنطقة بالتصريحات ووصفتها بأنها غير مشروعة وغير مقبولة.

كما انتقدت تركيا وهي حليفة لواشنطن وواحدة من خصوم دمشق، الخطوة وقالت إنها تدفع الشرق الأوسط إلى شفا أزمة جديدة وإنه لا يمكن السماح بإضفاء الشرعية على احتلال الجولان.

وشكر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تغريدة ترامب على تصريحاته التي جاءت ”في وقت تسعى فيه إيران لاستخدام سوريا منصة لتدمير إسرائيل“ ويقول محللون إن هذه التصريحات قد تساعد نتنياهو في خضم معركة حامية لإعادة انتخابه.

وفي بيان نشرته وكالة الأنباء العربية السورية (سانا) قال مصدر في وزارة الخارجية إن تصريحات الرئيس الأميركي ”تؤكد مجددا انحياز الولايات المتحدة الأعمى“ لإسرائيل لكنها ”لن تغير أبدا من حقيقة أن الجولان كان وسيبقى عربيا سوريا“.

وقال المصدر ”الشعب السوري أكثر عزيمة وتصميما وإصرارا على تحرير هذه البقعة الغالية من التراب الوطني السوري بكل الوسائل المتاحة“، مضيفا أن تصريح ترامب ”لا مسؤول“ ويعكس ”ازدراء للشرعية الدولية“.

وعادت الجولان التي سادها الهدوء لعقود، لتكون نقطة ساخنة في التوترات الإقليمية خلال الحرب السورية.  وتقول إسرائيل إن الحرب السورية أكدت ضرورة الاحتفاظ بالهضبة، الغنية بموارد المياه فضلا عن تربتها الخصبة، لتكون منطقة تفصل البلدات الإسرائيلية عن الاضطرابات في سوريا.