+A
A-

طائرة الأهلي... غياب “قسري” عن لقب الدوري

فقد الأهلي لقب بطولة دوري الدرجة الأولى للكرة الطائرة بعدما توّج باللقب 3 مرات أولها كان في موسم 2013/2014 والثانية في موسم 2014/2015، والثالثة في الموسم الماضي 2017/2018.

وبالنظر إلى غيابات الفريق فإن تلك النتيجة كانت متوقعة بالنسبة للمراقبين والنقاد وحتى جماهير “القلعة الصفراء”، حيث إن خسارة اثنين من أبرز ركائز الفريق (ضاربي مركز4) ناصر عنان المنتقل للنصر الإماراتي والمحترف الدومنيكي “الفيس” المحترف في الدوري الليبي قللت من حظوظ النسور في المنافسة، وأحدثت فراغًا فنيًّا يصعب ردمه وإن كان الفريق يضم عناصر بارزة لا يستهان بها، إلا أن الإثنين يشكلان صمام أمان ولهما دور قيادي داخل الملعب.

وكان الأهلي تأهل للمربع الذهبي والتقى مع داركليب في المربع وخسر في المواجهة الأولى بنتيجة 3/1 والثانية 3/2 ليودع المنافسة ويتأهل “العنيد” إلى النهائي لملاقاة المحرق الذي فاز على النجمة بنتيجة 3/2.

وترك غياب عنان وألفيس أثرًا كبيرًا على أداء الفريق، وهو أمر كان متوقعًا بالنسبة للكثير من المتابعين لما يمثلانه من ثقل كبير على مستوى استقبال الكرة الأولى والهجوم الفعال مع قوة الإرسالات إلى جانب حائط الصد المتماسك.

وإذا كان غياب عنان بات مفهومًا بالنسبة لعشاق القلعة الصفراء لإتاحة الفرصة أمامه للاحتراف الخارجي والاستفادة واكتساب الخبرة تقديرًا لدوره وعطائه الكبير مع الفريق خلال الفترة الماضية في تحقيق العديد من الإنجازات الخارجية للطائرة الأهلاوية، فالسؤال الذي يطرح نفسه: هل كان قرار التخلي عن ألفيس صائبًا؟ وهل كان القرار عائدًا لنظرة فنية أم إدارية أم مالية؟.. الإجابة على تلك الأسئلة ستخلق ردود فعل متباينة ما بين مؤيد ومعارض.

ورغم عدم تأهل الأهلي للمباراة النهائية إلا أن هناك جوانب مضيئة تستحق تسليط الضوء عليها، فمجلس إدارة النادي الأهلي والجهاز الإداري للعبة الكرة الطائرة أثبت بأن اللاعب بالنسبة له هو رأس المال الذي يسعى للاستثمار فيه، ومصلحته فوق كل اعتبار، وليس أي لاعب وإنما اللاعب المخلص لفانيلة ناديه، بعدما سمح لعنان بخوض تجربة احترافية مع عدم التفكير فقط في تحقيق الإنجازات دون النظر لمصلحة اللاعبين.

وعلى الصعيد ذاته، فإن الأهلي أثبت بأنه فريق قوي صعب المراس ولدى لاعبيه روح قتالية عالية رغم غياب الفيس وعنان وظروف الإصابات التي يعاني منها كلا من عباس الخباز ومحمد عنان، والشاهد على ذلك الأداء القتالي الذي قدمه الفريق أمام داركليب بعدما قلب تأخره بشوطين إلى التعادل في الأشواط 2/2 واستطاع أن يدرك الفارق في الشوط الحاسم رغم تأخره وكان قريبًا من الفوز على “العنيد” رغم الظروف الصعبة التي يمر بها مقارنة بداركليب المكتملة صفوفه وهو ما يعكس المستوى القوي للفريق من الناحية الفنية.

عدم فوز الأهلي بلقب الدوري هو غياب “قسري” على غرار مقولة “مجبر أخاك لا بطل”، فيما قدم اللاعبون مستوى مثاليًّا رائعًا برهنوا من خلاله ما يتمتعون به من إرادة حديدية وإمكانيات فنية عالية.