+A
A-

عبدالله المؤيد ،، السبق لنظم الخدمات المصرفية المفتوحة

- تخرجنا من البيئة التجريبية في أقل من 18 شهرًا

- القوانين بالبحرين والخليج لم تسمح لأنشطة “الفنتك” سابقًا

- المملكة ستصبح سباقة عالميا بالخدمات المصرفية المفتوحة

أصبحت شركة “بوابة ترابط” التابعة لمجموعة المؤيد للتكنولوجيا، أول شركة بحرينية تتخرج من البيئة الرقابية التجريبية لمصرف البحرين المركزي من ضمن 28 شركة.
وهي أيضًا أول شركة معتمدة لتقديم خدمات معلومات الحسابات المجمعة وفق نظم الخدمات المصرفية المفتوحة، كما أنها الأولى التي تنال ترخيصًا لمزاولة أعمال الخدمات المصرفية المفتوحة على مستوى الخليج والشرق الأوسط.
“البلاد” التقت الرئيس التنفيذي لشركة المؤيد للتكنولوجيا عبدالله المؤيد، إذ تحدث عن تجربة “بوابة ترابط” بالبيئة الرقابية التجريبية، وفيما يلي نص اللقاء:

فكرة الشركة
عن فكرة “بوابة ترابط”، قال المؤيد إن الشركة عملت على ربط أكثر من 12 مصرفًا بشبكتها في البحرين من أجل مساعدة الزبون على اتخاذ قرارات أفضل لحساباته المالية في البنوك، بدلاً من أن يكتشف العميل أنه أنفق على عمليات مصرفية أكثر مما يمتلك في وقت متأخر.
ويرى المؤيد أنه من المهم أن يُفهم “أن الدول الأخرى بدأت في قطاع التكنولوجيا المالية “الفنتك” قبل أن تبدأ الجهة الرقابية بالعمل فيها، لذا فإن الابتكار في “الفنتك” بتلك الدول كان سباقًا على الجهات الرقابية ثم جاءت الرقابة على القطاع. أما في البحرين و دول الخليج خصوصًا فإن القوانين المحلية لم تكن تسمح لأنشطة مثل “الفنتك” للقيام بجذب المعلومات وأخذها من المصارف بالنيابة عن الزبائن فهذا أمر لم يكن مسموحًا، وحاليًّا مصرف البحرين المركزي يحفز القطاع ككل ويسمح للابتكار به.
ويضيف قبل عامين من الآن لم يكن مسموحًا أن يتم دمج أي نوع من البرمجة مع المصارف، إلا أن التعديلات في الرقابة التي تفرضها الجهة الرقابية منح حافزًا للمبتكرين والمستثمرين للدخول في قطاع “الفنتك”.
ونحن العاملين بالقطاع الخاص جرّبنا العمل مع مصرف البحرين المركزي في البيئة الرقابية التجريبية، ولو تم سؤالي قبل عامين هل كان ذلك ممكنًا، سأجيب بالنفي، فأما أن تكون مصرفًا أو لا يكون لك علاقة بالمصرف المركزي. أما اليوم فإذا كنت تاجرًا أو ترغب في دخول القطاع أو لديك فكرة أو ابتكار فإنك تستطيع الدخول، وهنالك آلية لذلك.
والأمر الذي يجب أن يتم الانتباه إليه أن الآلية الرقابية التي تنفذ في البحرين أصبحت متقدمة حتى على الدول المتقدمة في مجال أعمال الخدمات المصرفية المفتوحة، وأتوقع أن تصبح البحرين بحلول شهر يونيو المقبل، سباقة عالميًّا في التوجيهات التنظيمية للخدمات المصرفية المفتوحة “Open Banking”.
 البيئة الرقابية التجريبية
وعن تجربته في البيئة الرقابية التجريبية، يقول المؤيد إن شركة “بوابة ترابط” التابعة لمجموعة المؤيد للتكنولوجيا، هي أول شركة دخلت بالبيئة الرقابية التجريبية، وكانت الفكرة من ورائها إعطاء الزبون خدمة دمج كل معاملاته المالية عبر شاشة واحدة يستطيع فيها رؤية جميع الالتزامات المالية المستحقة عليه والمستحقة له، (...) كان بالإمكان تنفيذها بطريقتين إما الطريقة المستخدمة عالميًّا وهذه ليست بحاجة إلى رقابة، لكننا تواصلنا مع المصرف المركزي الذي طلب أن يكون هنالك رقابة على الأمر، وأن يتم تنفيذها بطريقة أكثر تقدمًا عبر خلق شبكة تربط بين البنوك المحلية عبر شبكة واحدة، وتم ربط أكثر من 12 بنكًا، وقدم “المركزي” القوانين للاستشارة وطبق القانون وتمكنا من دمج 12 بنكاً في البحرين، وتخرجنا من البيئة الرقابية التجريبية في أقل من 18 شهرًا، وهذا أمر لا يحدث عالميًّا، وهذا دليل على أن “المركزي” يتقدم في سرعته وطريقة استقطاب هذه الشركات والأفكار، والطريقة التي يسمح بها للمستثمرين في القطاع وهذا أمر لم يحدث في أماكن أخرى.
وأضاف “أن تجربتنا بسيطة وقد حصلنا على رد بعد أسبوعين من تقديمنا، ثم بدأنا ببناء التكنولوجيا، وكنا نسلم تقارير شهرية إلى المصرف المركزي بمستجدات الأعمال، حيث جربنا التكنولوجيا التي قمنا ببنائها عبر ربط 12 مصرفًا محليًّا، ونلنا شهادات من شركات استشارية من جميع دول العالم، واليوم ما نقوم ببنائه في البحرين، سيكون أكثر التكنولوجيا تقدمًا عالميًا مستخدمة في الخدمات المصرفية المفتوحة”.
“الفنتك” تتمثل باحتياجات الزبون
وأشار إلى أن الفكرة من “الفنتك” ليست مجرد فكرة أو ابتكار، إنما “الفنتك” دائمًا تبدأ من وجهة نظر الزبون، فاليوم عندما يتم الدخول على الفيسبوك فإنه يقترح الأصدقاء الذين سيتم إضافتهم أو عندما يتم الدخول على موقع يوتيوب فإنه يقترح الفيديوهات التي سيتم اختيارها بناء على معرفته بنوعية الفيديوهات التي يتم مشاهدتها، وذات الأمر ينطبق على تطبيق سناب جات، وأمازون، فهذا الذكاء الاصطناعي يعرف عن العميل أكثر مما تعرف البنوك عن العملاء (...) اليوم عند تعامل العميل مع البنوك فإنها لا تعرف نوعية البطاقة الائتمانية التي يحتاجها، فالفكرة هي كيفية أخذ المعلومات من البنك بالنيابة عن العميل الذي لديه أكثر من حساب وبطاقة ائتمانية ومن خلال الفنتك يتم جمعها ومساعدة العميل في أخذ قرارات تناسب احتياجاته بناء على مصروفه ومدخوله. فعلى سبيل المثال إذا كان لدى العميل مبلغ ألف دينار في حسابه لـ 90 يومًا والبنك يعرف بناء على طريقة إنفاق العميل بأنه لن يحتاج إلى هذا المصروف لمدة 30 يومًا فلماذا لا يتم وضعها في وديعة.اليوم الكثير من الناس في البحرين ليس لديها معرفة بالودائع، وإذا كانت نسبة الفائدة على القرض الممنوح له أعلى مما لو اختار بنكًا آخر، ولن يستطيع معرفة ذلك. والفكرة من شركة “بوابة ترابط” هي منح الزبون إمكانية رؤية ما له وما عليه، وبالتالي يتخذ قرارات أفضل لنفسه، إضافة إلى أنه باستطاعتنا تمكين البنوك وشركات التكنولوجيا مساعدة الزبائن في اتخاذ قرارات أفضل.
ويضيف المؤيد أن المواطن عادة لديه أكثر من حساب مصرفي وبطاقة ائتمانية والقرض الذي لديه، ولا ينتبه إلا بنهاية الشهر أنه أنفق أكثر مما يمتلك، رغم أنه كان يستطيع معرفة مجمل ما أنفق في ذات اللحظة عبر فتح حسابه المجمع. (...) التكنولوجيا المالية المستخدمة في “بوابة ترابط” وقمنا بها كانت بعد تفكير عما يحتاج إليه الزبون البحريني من وجهة نظره.
ويستطرد بالقول “نعمل حاليًّا على عدة أمور ومن بينها تمكين العميل البحريني من اتخاذ قرارات أفضل وأن يستطيع كذلك الاستفادة من الفرص أمامه سواء أكانت استثمارية أم تمويلية أم ودائع، فعلى سبيل المثال إذا كان العميل يريد شراء منزل أو الاقتراض يجب أن يكون على دراية بما هو متوفر في القطاع البنكي، لذا فإننا في الشركة نعمل على خلق واجهة واحدة لجميع البنوك لتتمكن من عرض جميع منتجاتها بهذه الواجهة، وبالتالي تمكين البحرينيين من اتخاذ قرارات أسرع وأسهل”.

- الجهة الرقابية بالقطاع المالي تشجع الابتكار

- “المركزي” اتخذ قرارات سباقة لتطوير القطاع

 - تم تجهيز البنية التحتية للخدمات المصرفية المفتوحة


ويشير المؤيد إلى أنه حاليًّا لا يدرك الشخص كم أنفق على شراء الاحتياجات المنزلية والتنقل وغيرها، لذا إلى جانب قيامنا في الشركة بدمج البنوك في ذات الواجهة، أضفنا إمكانية تصنيف المشتريات حيث إن السجلات التجارية صنفت وفقًا لنوعية المشتريات من لوازم منزلية أو التزود بالوقود أو الصيدليات، ليتمكن العميل من معرفة مجمل إنفاقه وأوجه الإنفاق، وبالتالي يستطيع اتخاذ قرارات أفضل لتقليل إنفاقه أو زيادته، هذه كانت الفكرة، أما المجال الآخر، وهو الذكاء الاصطناعي، بحيث إذا توفرت لدينا كل هذه المعلومات بالإمكان إخبار العميل عن نسب الفائدة على التمويلات وأيها أفضل.
ويؤكد المؤيد أن “أي مبتكر يرغب بالدخول في البيئة الرقابية التجريبية تستطيع شركة “بوابة ترابط” أن تقوم بربط 3 أو 4 بنوك ليتمكن هذا المبتكر من تجربة فكرته دون المساس بالبنك أو الدخول في بنيته التحتية، حيث إننا بالشركة عانينا من ذلك في بداية الأمر، ونرغب بتهيئة ذلك لأي مستثمر أو مبتكر يريد الدخول مع مصرف البحرين المركزي بالبيئة الرقابية التجريبية”.
ويرى أن ما سيجعل البحرين سباقة في مجال الخدمات المصرفية المفتوحة، هو اتخاذ المصرف المركزي لقرارات سباقة ومدروسة والتعلم من الدول التي قامت بتطبيق هذا المجال، إذ إن أكثر الدول تقدمًا بهذا المجال حاليًّا هي بريطانيا، مشيرًا إلى إلزام جميع البنوك لتصبح جاهزة لتقديم الخدمات المصرفية المفتوحة بحلول 30 يونيو المقبل، لتصبح البحرين سباقة بالمنطقة بتقديم الخدمات المصرفية المفتوحة، خصوصًا أنه أمر لم يطبق في أي دولة على مستوى العالم.
 22 بنكًا ستقدم الخدمات المفتوحة
ويرى المؤيد أن أهم القوانين التي أصدرتها البحرين بالقطاع المالي، حاليًّا هي تقديم الخدمات المصرفية المفتوحة، حيث هناك 9 بنوك في بريطانيا تقدم الخدمات المصرفية المفتوحة إلى اليوم، أما البحرين فسيكون لديها 22 بنكًا يقدم الخدمات المالية المفتوحة بحلول شهر يونيو المقبل، وكذلك بعد أن نجحنا في الشركة بربط أكثر من 12 بنكًا في البيئة الرقابية التجريبية.
ويشير إلى أن الرقابة الشديدة في جميع القطاعات تحد الابتكار ولا تفسح مجالاً للشخص للابتكار، أما الجهة الرقابية في البحرين بالقطاع المالي فإنها تفسح المجال للقطاع للتفكير وجلب حلول أخرى، ومن تجربتي الشخصية فإنها هذا الأمر لا يتم في الدول الأخرى بالمنطقة.
ويذكر عبدالله أن بريطانيا هي كانت أول دولة طبقت تقديم الخدمات المصرفية المفتوحة، وقد استفدنا من تجربتهم وطبقناها في البحرين، وقمنا بالاستفادة من تجربة أول شركة حصلت على ترخيص في هذا المجال ببريطانيا وتعاونا معها، ولذا فإن ما يتم تقديمه الخدمات المصرفية المفتوحة في البحرين أكثر تقدمًا عالميًّا حاليًّا.
ويرى المؤيد أن البحرين ستصبح أكثر دولة متقدمة في البحرين عبر إلزام 22 مصرفًا بتقديم الخدمات المصرفية المفتوحة، ثانيًا أن التكنولوجيا في البحرين تعتبر أكثر تقدمًا، وثالثًا فإن الجهة الرقابية بالمملكة مفتوحة للمبتكرين للتجربة عبر خلق بيئة رقابية تجريبية، والتي ستتطور بمرور الوقت.
وقال إن البنية التحتية وُضعتْ وعلى المبتكرين القيام بالتجارب في هذه المرحلة خصوصًا أن “المركزي” يفتح المجال أمامنا للتجربة والتعلم وتطوير القوانين بناء على هذه التجارب لنصبح سباقين.
واستطرد المؤيد بالقول “إنني كبحريني لم أر أي جهة رقابية تفتح المجال أمام أي شركة مبتكرة، وتدعونا للتجربة بالبيئة الرقابية التجريبية، وتعمل على تغيير القوانين، من أجل إعطاء العميل الخدمات المالية التي يحتاج إليها على غرار ما هو حاصل في الفيسبوك والانستغرام وغيرها أفضل من المصرف المركزي.
وكان المصرف المركزي، الهيئة الرقابية والإشرافية في المملكة، قد اعتمد “بوابة ترابط” في منتصف ديسمبر 2018 كأول شركة مقدمة للخدمات المصرفية المفتوحة في البحرين، بعد أن أنهت بنجاح مرحلة البيئة الرقابية التجريبية. وتعمل الشركة اليوم مع بنوك المملكة لمساعدتها على وضع خطط عمل لتنفيذ وتشغيل متطلبات الخدمات المصرفية المفتوحة التي وضعها “المركزي” لمصارف التجزئة لبدء التطبيق التام لها مع نهاية يونيو 2019.

عبدالله المؤيد... 15 عامًا من الخبرة المهنية

عبدالله المؤيد، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة المؤيد للتكنولوجيا، وهي شركة خاصة للاستثمار وتوفير البنية التحتية الرقمية؛ لتخدم الحكومات والبنوك العاملة في البحرين ودول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
بدأ المؤيد حياته المهنية مصرفيا استثماريا، مع التركيز على إدارة الأصول عبر مختلف فئاتها خصوصا العقارات والأسهم الخاصة ورأس المال الاستثماري.
ونظرًا لتعلقه بالتكنولوجيا، فقد أسس في البحرين بالعام 2016 شركة المؤيد للتكنولوجيا برؤية واضحة ترتكز على دفع وتسريع عملية التحول الرقمي بالمنطقة إلى اقتصاد رقمي عالمي رائد.
يتمتع المؤيد بخبرة مهنية تربو على 15 عامًا في إدارة الاستثمار مع مجموعة شراكات عالمية مع مبتكري التكنولوجيا، إذ يقوم بتطوير بنية تحتية رقمية لا مثيل لها بالمنطقة، في محاولة لدعم واستقطاب أكثر المهارات تقدمًا في العالم؛ بهدف تمكين التغيير الاجتماعي والاقتصادي الإيجابي في منطقة الشرق الأوسط.
وتستثمر شركة المؤيد للتكنولوجيا في الشركات التحويلية التي تعالج قضايا مهمة بقطاعات مختلفة مثل التكنولوجيا المالية “الفنتك”، الرعاية الصحية، التعليم، اللوجستيات، والأمن السيبراني.
 ويحمل المؤيد شهادة ماجستير في إدارة الأعمال من كلية لندن للأعمال، وكذلك بكالوريوس بمرتبة الشرف في إدارة الأعمال من جامعة ويستمنستر في لندن.

“بوابة ترابط” أول شركة تنال ترخيص الخدمات المفتوحة