+A
A-

العازمي بعد زراعة القوقعة : “أحلامي كانت دون صوت والآن أسمعها”

-يعبر دول الخليج سيرًا على القدمين

- لغة الشفاه أفضل للتواصل و”الإشارة” لغة سطحية

- يطالب بإنشاء مدرسة نموذجية للصم وضعاف السمع

- اضطر لصعود “تاكسي” للعبور عبر جسر الملك فهد

يحمل الشاب الكويتي عامر العازمي الأمل على كفّيه برحلة الأمل مشيًا على القدمين بدول الخليج العربي. غادر منزله بدولة الكويت حيث دفء حضن والدته الحنونة التي يتكرّر صدى صوتها بفيديو نجاح عملية زراعة قوقعة بأذنيه وأصبح يسمع لأول مرة.. وأول ما سمعه نداء أمه.. عامر.. عامر.... عامر اليوم يسمع الجميع ويريد أن يستمع الجميع لصوته ومطالبه بضرورة إنشاء مدرسة نموذجية للصم وضعاف السمع.
من أجلك استضافت “البلاد” الشاب العازمي الذي أطلق حملة باسم “#من_أجلك” لتسليط الضوء على أهمية رعاية حقوق الصم وضعاف السمع ولإنشاء مدرسة نموذجية لهم.
وقال العازمي إن هدف الحملة التأكيد على ضرورة تعليم لغة الشفاه وتعزيز الدعم لتوفير متخصصين بهذه اللغة المهمة بالإضافة لأهمية تأمين تكاليف عملية زراعة القوقعة الباهظة لمن لم ينعم الله عليهم بنعمة السمع.
ودَّع العازمي الكويت قبل أسبوعين، وختم جوازه بمنفذ الخفجي الحدودي بين الكويت والسعودية، وسار بطرق آمنة من بو حدرية وصولاً للمنطقة الحدودية بين البحرين والسعودية، واستقر بالمنامة قبل يومين بعد بلوغه منفذ جسر الملك فهد.
وقال إنه بعد مغادرته مقر الصحيفة سيغادر البحرين لمنطقة الخبر ويواصل مسيرته لأبوظبي ودبي وعُمان وقطر ثم سيعود لدياره بعد شهر ونصف الشهر من هذا المشوار الطويل.
وسُئل عن تفاصيل الرحلة وهل يسير راجلاً طوال الوقت وكيف يمضي أيامه بالرحلة، فأجاب بأنه يسير من 8 إلى 10 ساعات ثم يرتاح 3 ساعات أو ليلاً بالمحطات الموجودة بالطريق أو بفندق أو بخيمة رحلات يحملها بشنطة سفره ومن ضمن متاعه حاجياته وشاحن بالطاقة الشمسية للهاتف وإنارة الخيمة وغيرها.


وتابع: كان يسير معي إبراهيم الشمري من الكويت للبحرين، وأما الآن فسأواصل الرحلة لوحدي، ولا أمشي بفترة الليل، وأسير عكس السير بالطرق البرية.
وبيّن أنه عند بلوغه منفذ جسر الملك فهد فلم يكن متاحًا له العبور راجلاً، واضطر لأخذ تاكسي لتوصيله للحدود البحرينية وواصل مشواره مشيًا حتى الوصول لمجمع “الأفنيوز” ثم استراح بفندق.
وكان العازمي قد بدأ رحلته في يوم الثلاثاء 19 فبراير 2019.

- استقر بالبحرين لأيام وغادرها للخبر السعودية

- حملة “من أجلك” لتسليط الضوء على حقوق الصم

- عاش 30 عامًا دون سمع واليوم يسمع بنسبة 70 %

- الحياة أجمل مع الأصوات وأعيش بدهشة وذهول

إستراحة العازمي بالخيمة


دهشة وذهول
وأضاف: عشت 30 عامًا دون سمع، وحاليًّا أستطيع السمع بنسبة 70 %، والحياة الآن أجمل مع الأصوات.
وتحدّث عن تجربة السمع لأول مرة: تعيش في دهشة وذهول، كل شيء له صوت، بينما عشت فترة طويلة بدون أيّ إزعاج.
وسئل عن ميوله لما يفضل الاستماع إليه بفترات الاستراحة، وردّ بأنه يفضّل الاستماع لمقطوعات من الموسيقار العالمي بيتهوفن ومعزوفات بآلة العود والكمان، ولكن يواجه صعوبة بالاستماع لكلمات بعض الأغاني لأن الصوت يكون مضغوطًا وحادًّا.
وأردف: سنتان عمر ذاكرة الصوت بدماغي.
صوت الوالدة
وتحدّث عن قصة الفيديو الأشهر عند سماعه الصوت لأول مرة بغرفة الطبيب، وعندما صوّرته والدته وهو يسمع صوتها لأول مرة، وقد كان خائفًا ومصدومًا.
وسئل عن الحياة ما قبل السمع وما بعدها، فردّ قائلاً: إن الغريب أنني كنت أحلم طوال السنوات الماضية دون صوت، أما اليوم فإن أحلامي ناطقة. وقال: عندما أخلع السماعة من رأسي لأنام فإنني عندما أشاهد والدتي أتذكر صوتها بدماغي، أشعر بوجود ذاكرة صوت بداخلي حاليًّا، وهو أمر غير موجود سابقًا. وأشار لإصابته باكتئاب محدود بعد قدرته على السمع بسبب التحوّل الكبير الذي عاشه ولم يكن يتصوره.
وأضاف: ولدت دون نعمة السمع، وأيّ شخص يعبر من حولي فلا أسمع صوته، ولكن اليوم أشعر بصوت كل شيء، وهذا الأمر يجعلني في حالة شد انتباه.
7 آلاف
وأشار إلى أن الهدف من الحملة التأكيد على أن من لم ينعم الله عليه بنعمة السمع هو شخص من الأصحاء، وأنه قادر على الاعتماد على نفسه في حياته، وغير اتكالي بالاعتماد على أسرته. وسئل عن كلفة زراعة القوقعة، ورد العازمي أنه عولج على نفقة الحكومة الكويتية، ولكن الكلفة التقديرية للأجهزة الخارجية المثبتة بالرأس قرابة 15 ألف يورو (قرابة 7 آلاف دينار بحريني)، وذلك دون الأجهزة الداخلية بالجسم والمجسات وكلفة العملية والصيانة الدورية. وتابع: أسافر لألمانيا سنويًّا لإجراء الصيانة اللازمة للأجهزة وإعادة البرمجة.
لغة الشفاه
وقال العازمي: لغة الشفاه هي اللغة الأفضل للتواصل، أما لغة الإشارة فهي لغة سطحية، وأن لغة الشفاه معتمدة بجهات أكاديمية ومهنية عديدة بأميركا ودول أوروبية.
وتابع: عندما قرّرت الدراسة بأميركا، خُيِّرت بين جامعتين، الأولى تدرّس طلبتها بلغة الإشارة، والأخرى للطلبة الأصحاء، وقررت الدراسة بالجامعة الثانية.
ولفت إلى أنه لا يتقن لغة الإشارة بشكل تام، ويعتبر نفسه شخصًا سليمًا، وكان الطالب الوحيد بالجامعة الذي لا يستطيع السمع.
وتحدث عن وجود جامعات غربية تدرِّس لغة الإشارة ولغة الشفاه ولكنها غير معتمدة لدى الجهات الحكومية بدولة الكويت.
وأكد أن لغة الشفاه تسهم في تحسين التواصل الإنساني.

- أحب سماع معزوفات بيتهوفن والعود ولا ألتقط كلمات الأغاني

- يسير 10 ساعات يوميًّا ويرتاح بمحطة أو فندق أو خيمة رحلات

- سنتان عمر ذاكرتي دماغي مع الصوت

الوصول للبحرين وأول محطة عند مجمع الأفنيوز

 

المردي: العازمي يقدِّم درسًا بالأمل والإرادة

- رسالتك سامية وجاوزت حدود الكويت

أكد رئيس التحرير مؤنس المردي أن الشاب الكويتي عامر العازمي قدّم درسًا في الأمل والإرادة والعزيمة لوصول لغايته بعد صبر جاوز 30 عامًا حتى يسترد نعمة السمع من جديد.
 وتحدّث عن وعي متزايد بضرورة تعميم تدريس لغة الإشارة بشكل أكبر بالوزارات الخدمية والمدارس والمرافق العامة، ومشيرًا لمناقشات جارية بمجلسي الشورى والنواب عن هذا الموضوع، وزيادة المطالب بتوفير المزايا والتسهيلات بهذا الشأن.
 ووجّه المردي حديثه للعازمي: أنت فخر لكل شاب خليجي، ورسالتك بلغ صداها خارج الحدود الكويتية، والكل ينظر بإعجاب لإرادتك الصلبة ورسالتك السامية.
 وحضر الاستقبال من جانب الصحيفة رئيس الفريق السياسي الزميل راشد الغائب.