+A
A-

تناول الألياف يؤخر شيخوخة دماغك

تشكّل الألياف عنصراً أساسياً من النظام الغذائي الصحي. حلَّل بحث جديد الآلية التي تستطيع الألياف من خلالها تأخير الالتهاب في الدماغ المرتبط بالتقدم في السن. إذا لم تقنعك الدراسات كافة التي تحضّ على اتباع نظام غذائي غني بالفاكهة، والخضراوات، والحبوب الكاملة بغية التمتّع بحياة صحية، على إضافة مزيد من البروكولي إلى طبقك، فربما ينجح هذا البحث الأخير في ذلك.
يسهم تناول أطعمة غنية بالألياف، مثل البروكولي، والجوزيات، والشوفان، والفاصوليا، والخبز المعد من الحبوب الكاملة، في تأخير شيخوخة الدماغ بتحفيز إنتاج حمض دهني قصير السلسلة له خصائص مضادة للالتهاب. كانت هذه الخلاصة الرئيسة التي توصَّلت إليها دراسة جديدة نُشرت في مجلة Frontiers in Immunology.
تولى رودني جونسون، بروفسور ورئيس قسم العلوم الحيوانية في جامعة إيلينوي في أوربانا-شامبين، جميع المراسلات بشأن هذه الدراسة، في حين أشرفت ستيفاني م. مات على إعداد تقريرها. كما توضح مات وزملاؤها في تقرير الدراسة الذي أعدوه، تصبح الخلايا الدُبيقية (نوع بارز من الخلايا المناعية في الدماغ) أكثر ميلاً إلى فرط النشاط والإصابة بالالتهاب المزمن مع التقدم في السن. ويُعتبر التهاب الخلايا الدُبيقية أحد الأسباب الرئيسة لتدهور الذاكرة والتأخر المعرفي في الشيخوخة. كشفت أبحاث سابقة أن الشكل الدوائي من الحمض الزبدي، وهو حمض دهني قصير السلسلة يُنتَج في القولون عندما تخمّر البكتيريا الألياف في الأمعاء، قد يحسّن الذاكرة ويحدّ من الالتهاب في حالة الفئران. لكن الآليات المحددة وراء ذلك ظلت غامضة إلى حد ما. كذلك لم تُظهر الأبحاث السابقة ما إذا كانت زيادة الاستهلاك الغذائي من الألياف كافية لتحقق النتائج ذاتها كما الدواء. لذلك أطعمت مات وزملاؤها فئراناً شابة ومسنة نظامين غذائيين أحدهما غني بالألياف بخلاف الآخر الذي يفتقر إليها. ثم قاس العلماء معدلات الحمض الزبدي في دم هذه الفئران ومعدلاتها من مواد تعزز الالتهاب في أمعائها.
الحدّ من الالتهاب
يلخص البروفسور جونسون هذه الاكتشاف بقوله: “رفع النظام الغذائي الغني بالألياف معدل الحمض الزبدي وغيره (من الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة) في دم الفئران المسنة والشابة على حد سواء”. يتابع موضحاً: “لكن الفئران المسنة وحدها عانت الالتهاب المعوي مع النظام الغذائي قليل الألياف. ومن المثير للاهتمام أن تختبر الفئران الشابة برد الفعل الالتهابي ذاته مع النظام الغذائي عينه. يُبرز هذا بكل وضوح مدى هشاشتنا مع التقدم في السن”. بالإضافة إلى ذلك، حدّ استهلاك النظام الغذائي الغني بالألياف من الالتهاب المعوي في الفئران المسنة إلى درجة صعب معها التمييز بين هذه الفئران والفئران الشابة.
يؤكد البروفسور جونسون: “تستطيع الألياف الغذائية حقاً التلاعب بالبيئة الالتهابية في الأمعاء”. ولكن ماذا عن الدماغ؟ كشف التحليل الجيني لمؤشرات الالتهاب الذي أجراه العلماء أن النظام الغذائي الغني بالألياف حدّ من الالتهاب في الخلايا الدُبيقية في الدماغ. ويعتقد العلماء أن هذا يحدث بكبح إنتاج مادة تعزز الالتهاب تُدعى إنترلوكين-1β، علماً بأن دراسات عدة ربطت هذه المادة بمرض الزهايمر.
تبدّل الميكروبات
يعلّق جيف وودز، باحث شارك في وضع تقرير الدراسة وبروفسور في قسم علم الحركة وصحة المجتمع في جامعة إيلينوي في أوربانا-شامبين، على هذه الاكتشافات.
يذكر: “نعلم أن للغذاء تأثيراً كبيراً في تركيبة الميكروبات وعملها في الأمعاء وأن الأنظمة الغذائية الغنية بالألياف تعود بالفائدة على الميكروبات الجيدة، في حين أن للأنظمة الغذائية الغنية بالدهون والبروتين تأثيراً سلبياً في تركيبة الميكروبات وعملها”.
يضيف البروفسور وودز موضحاً أن تبدّل ميكروبات الأمعاء يشكّل “إحدى الطرائق التي يؤثر بها النظام الغذائي في المرض”.