+A
A-

عذرًا‭ ‬ولكن‭ ‬شبابنا‭ ‬يتحملون‭ ‬جزءًا‭ ‬من‭ ‬المسؤولية

هناك حراك مجتمعي بسبب ارتفاع نسبة البطالة وشح الوظائف وأيضًا المطالبة بتوظيف البحرينيين كخيار أول في القطاعين العام والخاص، كل ذلك صحيح ونشجع عليه، ولكن لو أردنا حل جذور الموضوع يجب علينا رفع راية التوعية والتوجيه الأكاديمي ومن ثم المهني قبل الوقوع في المحظور.

من غير المعقول أن هناك الكثير من شبابنا يدرس في الجامعة تخصصا لا يتناسب مع ميوله لأسباب متعددة، ومن ثم يتخرج وتكون النتيجة الطبيعية هي عدم توافر وظيفة مناسبة له؛ بسبب عدم وجود الحافز للعمل في ذات التخصص وأيضا لضياع الهدف الكبير والعيش في الهامش العبثي.

بعد ذلك نراه يتردد على معارض التوظيف لاعنًا الظلام أو متهمًا الآخرين والمجتمع أنهم السبب في تردي حالته.

أحبتي، شاركت قبل أيام في أحد المعارض المتخصصة في التعليم، والتقيت ببعض أبنائنا الباحثين عن العمل أو الدورات التدريبية، وكانت المفاجأة أن الكثير منهم متخرج من تخصص “هندسة أو حقوق” مثلًا، وهو يبحث عن دورة أو عمل في “إدارة الأعمال مثلًا” ويبرر ذلك بعدم محبته لتخصصه السابق، وعندما نسأله ماذا تريد أن تكون؟ يقول “لا أعلم”، أو “أي شيء”.

أو مثلًا إحدى الفتيات قالت إنها تبحث عن وظيفة مديرة فقط، على الرغم من أنها حديثة التخرج ولا تمتلك أي خبرة، وهناك حالات كثيرة لا يتسع المقام لذكرها ولكن صدقوني أن الأمر بحاجة لحل عاجل.

هناك هدف ضائع، هناك جهود مهدورة، فالطاقات الشبابية بإمكانها عمل الكثير لو وجهت بشكل صحيح. من يملك هدفًا أو رؤية من شبابنا نراه يعمل وفق خطة معينة ولو بدأ بوظيفة بسيطة، ولكنه يشعر بالاطمئنان الداخلي لمعرفته أن كل ذلك مؤقت، وأنه سوف يصل لهدفه ولو بعد حين.

الإنسان الذي يحمل هدفًا واضحًا مكتوبًا ويعرف ماذا يريد يستطيع الصمود في أصعب الظروف ويحاول مرة وعشرا وألفا، ولكن لو فقد الإنسان الهدف سوف تلاحظه ينسحب سريعًا ويرفع راية الإخفاق عاليًا.

ألم يحن الوقت لتحرك كل من يهمه الأمر؟

 

أحمد آل نوح