+A
A-

وزير الخارجية يدعو دول العالم لتصنيف حزب الله بجناحيه منظمة إرهابية

دعا وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة في حوار مع قناة “سكاي نيوز عربية” أمس، بقية دول الاتحاد الأوروبي والعالم أن تحذو حذو بريطانيا التي صنفت “حزب الله” اللبناني بجناحيه السياسي والعسكري كمنظمة إرهابية؛ لأن البريطانيين لا يطلقون الكلام على عواهنه، ويعرفون جيدا ما يقوم به “حزب الله” من أعمال إرهابية واغتيالات. كما قال الوزير إن الدول المشاركة في مؤتمر التعاون الإسلامي وجهت رسائل واضحة تطالب إيران بوقف دعم الإرهاب والمنظمات الإرهابية والتدخل في شؤون الدول الأخرى. وفيما يلي نص اللقاء:

ما السبيل لتفعيل دور منظمة التعاون الإسلام والوصول إلى آلية إسلامية فعالة تسهم في حل الأزمات والقضايا والملفات المطروحة في المنطقة؟

هذه المنظمة مهمة جدا، وتأسست قبل 50 عاما ونحتفل هذا العام بذكراها الخمسين. وتعاملت المنظمة مع العديد من القضايا التي تهم الأمة وأهمها قضية فلسطين ومسألة القدس بالذات، وتركز جميع الوفود على هذه المواضيع ومواضيع أخرى تخص الأمن والاستقرار، ولكني أرى أن الموضوع المهم الذي طرح نفسه بقوة هو موضوع التعامل مع التطرف والإرهاب ودعم الإرهاب وإيوائه، هذا الموضوع مهم جدا.

 

إلى أي مدى يبقى الخطر الإرهابي والتطرف ملحا ويفرض نفسه، خصوصا أن البعض يجادل بأن تنظيم “داعش” انتهى وبالتالي لم يعد هناك شيء على الخريطة يسمى “داعش”. إلى أي مدى يسهم هذا في مكافحة الإرهاب ويسهل تناوله في المؤتمر؟

“داعش” موضوع تنظيم واحد خرج من تنظيم آخر أعاد نفسه البارحة برسالة جديدة لاستهداف دول حليفة لنا. على الخارطة العالمية هناك تنظيمات عدة، المسلمون متهمون الآن بأنهم أناس مزروع في وسطهم الإرهاب، كيف ندافع عن أنفسنا عن هذه التهمة؟ كيف نرد على هذا الكلام الجائر؟ كما أن المسألة لا تتعلق بتنظيم واحد أو اثنين، بل المسألة تتعلق بشبكة منها من تدعمهم دول، ومنهم من يدعمون أنفسهم بطرقهم الخبيثة، لذلك يجب أن يكون هناك نهج تتولاه هذه المنظمة.

 

بما أن الأمر يسيء بصورة مباشرة إلى الدين الإسلامي وبقية الدول الإسلامية تتأثر بهذه الصورة، العديد يشيرون إلى أن تنظيم الإخوان الإرهابي هو أساس المشكلة لكل التنظيمات التي تفرعت عنه أيا كانت “القاعدة”، “داعش” أو غيرها.. ألا تعتبر أن مواجهة جماعة الإخوان الإرهابية أساس مواجهة التطرف؟ وإلى أي مدى يفرض هذا الأمر نفسه ويطرح خلال تناول عملية محاربة التطرف والإرهاب؟

تنظيم الإخوان من الأساسات المهمة لما نراه من تنظيمات إرهابية اليوم في العالم. هذا التنظيم نتج عنه حتى قبل “القاعدة” و “داعش”، تنظيم “الجهاد الإسلامي”، وتنظيم “التكفير والهجرة”، وآخرها ما نتعامل معه الآن “داعش” و “بوكو حرام” وغيرها، ولذلك النظرة الشاملة للتعامل مع هذه التنظيمات، ومنها تنظيم الإخوان المسلمين يجب أن نكون واضحين فيها ويجب ألا نتوارى خلف الكلمات، وخلف المواقف السياسية، الإرهاب إرهاب، والسياسة وتحقيق الأمن والسلم شيء آخر، فيجب أن نحافظ على الأمن والسلم.

 

بما أننا نتحدث عن الجهات التي تدعم الإرهاب، هل هناك أي جديد يمكن أن تطلعنا عليه فيما يتعلق بقطر؟

ليس هناك جديد، الوضع كما هو مع قطر، قطر لم تغير من سياستها، ولم تأخذ أي خطوة تجاه إيقاف دعمها للمنظمات الإرهابية وإيوائها للإرهابيين، قطر لا زالت تسند بالمال وبالسلاح منظمات إرهابية في كل أنحاء العالم، فليس هناك جديد أطلعكم عليه، ما تقوم به قطر مستمر للآن، ونتطلع إلى أن تتوقف عن ذلك وإلا فنحن لن نتعامل معها بأي شكل من الأشكال.

 

أشرتم سابقا إلى أن قطر والتهديدات التي تمثلها، وأيضا التهديدات الإيرانية، من أكثر التحديات التي تواجهها مملكة البحرين، في جانب أو شق إيران وسياساتها ودعمها لعدم استقرار المنطقة. كيف السبيل لمنظمة كمنظمة التعاون الإسلامي وغيرها أيضا من والمنظمات الدولية والإقليمية أن تضغط على إيران لتغيير سلوكها؟

إيران تمثل الجانب الآخر من الإرهاب، ألا وهو إرهاب الدولة، أو الإرهاب المدعوم من الدول، هذا الشيء يجب أن يتوقف، بلدي البحرين عانى، كثير من الدول العربية عانت منه، الجامعة العربية شكلت لجنة من 4 دول في هذا الشأن، وفي هذا المؤتمر سمع الوفد الإيراني كلاما واضحا، سمع من الشيخ عبدالله بن زايد، سمع من الوفود الأخرى، بأننا لن نتهاون ولن نقبل المواقف بدعم المذهبية وبدعم الطائفية والإرهاب، هذا الكلام سمعوه من كل الوفود، فأرجو أن تصلهم الرسالة بأن العالم الإسلامي لديه موقف واحد ضد الإرهاب وأنهم متهمون في هذا الشيء بدعمهم لمنظمات إرهابية مثل: حزب الله”، و “العصائب”، و “الحشد الشعبي”.

 

ما موقف البحرين فيما يتعلق بالموقف البريطاني الأخير فيما يتعلق بوضع حزب الله بجميع أجنحته العسكرية والسياسية ضمن قائمة الإرهاب؟

البحرين هي أول دولة أعلنت حزب الله منظمة إرهابية، وحدث هذا قبل عدد من السنوات. والآن سمعنا عن مواقف بعض الدول أنهم يتعاملون مع الشق العسكري أنه إرهابي ومع الشق السياسي أو الجناح السياسي أو ماذا يسمونه بأنه غير إرهابي، وهذا كلام غير مقبول. الإرهاب له جناحان سياسي وعسكري. الموقف البريطاني في هذا الشأن موقف مرحب به جدًا ونرى أنه جاء بعد معرفتهم. البريطانيون لا يقولون الكلام على عواهنه، بل بعد معرفتهم بكل ما يقوم به هذا الحزب الإرهابي من عمليات إرهابية ومن تهديد ومن اغتيالات ومن كل شيء، فهذا الموقف نرحب فيه، وندعو بقية الدول في الاتحاد الأوروبي أو في العالم أيضًا أن يتخذوا نفس هذه الخطوة، ونرحب بها جدًا.

 

فيما يتعلق اليمن، كيف السبيل لدفع الميليشيات الحوثية التي تخدم الأجندة الإيرانية للالتزام بالاتفاقات الدولية؟ كيف السبيل لتفعيل ذلك؟

على الدول وعلى المبعوث الدولي أن يوصل لهم رسالة بكل وضوح، وقد يكونوا هم سمعوها من وزير الخارجية البريطاني الموجود الآن في المنطقة فيما يتعلق بالشأن اليمني. يجب أن تصلهم الرسالة بكل وضوح. طبقوا ما توقعون عليه والتزموا به. أما التهرب وتغيير الكلام وتغيير الوقائع وعدم الالتزام، فهذا شيء نعرفه وليس بجديد عليهم ويجب أن يتركوه وإلا سيواجهون بمواقف أشد في هذا الشأن.

 

فيما يتعلق بالملف السوري نريد رأيكم في التطورات والحراك الذي يشهده هذا الملف، من التهديدات التركية، ومن الحراك الأخير للمبعوث الدولي. هناك حديث عن المنطقة العازلة عن قوى أوروبية، وربما البعض يتحدث عن قوى إقليمية هناك، كيف تقيمون الوضع هناك؟

نحن ندعو لتعاون دولي أكبر فيما يتعلق بالاستقرار في سوريا، ولتنسيق واضح ما بين الولايات المتحدة الأميركية وما بين روسيا، وهما الدولتان القادرتان على تثبيت أي اتفاق يمكن الوصول إليه. وفي نفس الوقت الدول الإقليمية يجب ألا يكون لها أي دور في سوريا. الدول الإقليمية هي جزء من المشكلة إن كانوا جيرانا لسوريا أو غيرهم أو إيران أو غيرها. هذا الشيء وهذا الدور يجب أن يتوقف. التعاون الدولي مهم وهو الذي سيحقق الوصول إلى حل سياسي يحقق تطلعات الشعب السوري على أساس اتفاقية جنيف 1، وغير ذلك إن كانت قمة ثلاثية عقدت في طهران، أو في أي مكان آخر فهذه ليست حلول، هذا تثبيت لأمر واقع مرفوض من الشعب السوري قبل أن تكون مرفوضة إقليميا. الحل هو في يد الدولتين الكبيرتين.

 

هناك تأكيد أيضا لجانب قضية فلسطين، وقبل كان هناك مقابلة خاصة مع كبير مستشاري الرئيس الأميركي جاريد كوشنر كشف فيها بعض ملامح خطة السلام المقترحة أميركيا ما بعد الانتخابات الإسرائيلية في 9 أبريل المقبل. كيف تنظرون لما تم الكشف عنه؟

زارنا كوشنر ومعه وفد مهم، وتكلمنا في هذا الشأن ومسألة عملية السلام بين إسرائيل وفلسطين، وأيضا في المجال الأوسع مع العالم العربي. كانت هناك أمور طرحت، لكن العمل ليس مكتملا، وليس لدينا إلى هذه اللحظة الصورة الكاملة عما يفكرون فيه من جوانب كثيرة. بل جاءوا لتبادل الأفكار الأولية معنا واجتمعوا في عدد من الدول وأبدينا لهم رأينا الواضح في هذا الشأن والملتزم بالمبادرة العربية للسلام وبقرارات الأمم المتحدة.