+A
A-

التربية والتعليم أساس ترسيخ التعايش السلمي

أكد رئيس مجلس أمناء مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي الشيخ خالد بن خليفة آل خليفة أن محاربة التطرف والإرهاب مقرون بمحاربة الجهل، عبر التربية والتعليم والتوعية، والمرتكزة على فهم حقيقة الوجود الإنساني الذي يقتضي التسامح والتعايش حتميةً للبقاء، مشيرا إلى مقولة جلالة الملك “الجهل عدو السلام..” بأنها “تغني عن 100 مقال يكتب في توظيف التسامح في التربية والتعليم”.

جاء ذلك في ورقة قدمها الشيخ خالد بن خليفة في “المؤتمر الوزاري الإقليمي الأول 2018 لتعزيز الحريات الدينية ودور التعليم والتسامح في مكافحة الفكر المتطرف”، الذي عقد في أبوظبي خلال الفترة 24 - 25 فبراير 2019، برعاية وزير التسامح الإماراتي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وبحضور نائب رئيس مجلس أمناء مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي بيتسي ماثيسون، وأستاذ كرسي الملك حمد للحوار بين الأديان والتعايش السلمي بجامعة سابيانزا الإيطالية أليساندرو ساجيورو.

وقال إن “وجود سياسيات وطنية تعنى بالتسامح والتعايش السلمي يعتبر جوهر مسيرة التطور والتنمية والازدهار في أي مجتمع إنساني”، مستدلا بتاريخ المملكة منذ تأسيسها في الزبارة العام 1762 وصولا إلى الإنجازات العصرية في العهد الزاهر لعاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة.

ودعت الورقة إلى الاسترشاد بمضامين “إعلان البحرين” في ربط جهود التربية والتسامح، إذ يعزز الإعلان أصول التسامح القائمة على الإيمان الذي يرتكز على التعددية والتنوع كأصل إنساني، مشددا على أن التربية والتعليم هي أساس ترسيخ التعايش السلمي كسمة اجتماعية تنطلق من التسامح كقيمة إنسانية.

وأضاف “يجب علينا النظر إلى التعليم كمنظومة متكاملة، وتطوير المناهج لتأصيل قيم التسامح جنبا إلى جنب مع ترسيخ القيم لدى المعلم وطلبته، إضافة إلى بيئته الكبرى والمدرسة والمنزل، فلا يمكن أن نطبق مناهج تسامحية دون أن نرسخ قيمها أولا لدى المعلم، حيث إنه هو الوسيط وبه تحقق أهدافنا النبيلة”.

وأوضح أن التعليم النظامي والخاص يجب أن يستوعب الانفتاح واحتضان الآخرين كجزء من المجتمع، وهي مرحلة خصبة لغرس قيم التعايش التي تقتضي التفاعل اليومي، مستدلا بسياسات دمج المقيمين من مختلف الانتماءات في منظومة التعليم في البحرين منذ عقود ودون قيود.

وبين الشيخ خالد بن خليفة أن التعليم الجامعي مقترن برعاية الشباب وبث الأمل والطموح، وهي فترة مهمة لتشكيل الوعي بالتسامح والتعايش، وتحصين الفكر، وترسيخ القيم الإنسانية، مستشهدا بكرسي الملك حمد لدراسات حوار الأديان والتعايش السلمي في جامعة سابيانزا، إذ أكد أنها “مبادرة ملكية تؤكد أن التعليم هو أولوية لترسيخ التسامح والتعايش والسلام، وان الوعي والمعرفة هي الأسلحة التي يجب أن يتسلح بها الشباب لمواجهة تحديات التعايش والاختلافات”.