+A
A-

بعض عمال النظافة.. هل هم “متسولون متخفون”؟

لا ينكر عامل النظافة الآسيوي “موسى” الذي كان يجر عربته على شارع الشيخ عبدالله في المنامة بأن هناك الكثير من الناس، بحرينيين وغير بحرينيين، يقدمون له بعض النقود أحيانًا، لكنه يصر على أنه لا يتسول، وليس هو من يطلب المال منهم! بل هم من يعطونه من تلقاء أنفسهم؛ تقديرًا لجهدهم ولقليل من الطعام.

وليس ذلك العامل هو وحده الذي يمكن رؤيته وهو يتسلم بعض النقود من سيارات المارة، سواء ذلك في الأسواق أو بالقرب من الإشارات الضوئية وفي مواقع كثيرة، بل وحتى في الأحياء السكنية، لكن السؤال هو :”هل هؤلاء العمال متسولون متخفون؟ أم إنهم يحصلون على تلك الدراهم اليسيرة من بعض الناس كإكرامية لهم؟”، وهنا تختلف الآراء، فالبعض يرى فيهم متسولون يتركون عملهمن ويهملون تنظيف المواقع التي تم توزيعهم عليها من جانب شركات النظافة، ويتفرغون للتسول واستعطاف الناس وربما يعملون في غسيل السيارات، والبعض الآخر يرى أنه يقدم له تلك “الخردة” برضا خاطر؛ تقديرًا لعملهم وتطييبًا لخواطرهم وكمساعدة لهم ولو على أقل القليل لشراء وجبة إفطار أو غداء.

أمام المنازل أيضًا

ويمكن مشاهدة العديد من عمال النظافة في مناطق مختلفة، يبقى بعضهم جالسًا أمام أحد البيوت الذي اعتاد أهل المنزل منحه بعض النقود أو الطعام حال الخروج من المنزل صباحًا، وهناك مشاهد أخرى، لاسيما بالقرب من الإشارات الضوئية حين يكون طابور السيارات متوقفًا خصوصًا أثناء الزحام، حيث يتحرك عامل النظافة بمقشته ببطء بين السيارات، وفي هذه الأثناء يقدم له البعض ما تجود به يداه، إلا أن هناك منهم من يمارس التسول بالفعل.

ملاحظة مجلس بلدي الشمالية

ويمكن العودة إلى العام 2017، حيث كانت لجنة الخدمات والمرافق العامة بمجلس بلدي المنطقة الشمالية هي أول من أثار هذه النقطة مع شركة النظافة والجهاز التنفيذي، بعد أن لاحظ بعض الأعضاء أن عمال تلك الشركة، وبموجب استبانة للرأي، يتسكّعون في الشوارع من دون عمل، وفئة كبيرة منهم يمارسون التسول عند الإشارات الضوئية في جزء كبير من دوامهم الرسمي، وتم طرح مقترح بتوفير مفتشين لمراقبة عمال النظافة ومستوى أدائهم، ومراقبة تسكعهم في الطرقات دون عمل فعلي ووقوفهم أمام السيارات للتسول، والتركيز على تنظيف الشوارع وغسل الحاويات، وعدم تنظيف الطرقات داخل الأحياء السكنية.

ويطالب البعض بتشديد الرقابة على عمال النظافة؛ للتأكد من أنهم بالفعل يعملون لدى شركات معتمدة، وألا يكون بعضهم يستغل هذه المهنة للتسول، ففي بعض دول الخليج كالسعودية والكويت، تم ضبط عدد من العمال يرتدون ملابس عمال النظافة للتسول في عدد من الأحياء والشوارع والميادين الرئيسة وبالقرب من الإشارات المرورية وأماكن تجمع العائلات، ويختارون مواقع في الأسبوع الأخير من كل شهر بالقرب من أجهزة الصرافة للبنوك والمجمعات التجارية.