+A
A-

“نوران” تضيئان المعاني الإنسانية لدى الأطفال بقصة “شمس وقمر”

“كان يا ما كان في قديم الزمان، سحابة مظلمة غطت الشمس والأرض بعتمتها، كانت رطبة جدًا، وقد غاصت التربة تحت غزر أمطارها، ذبلت الأشجار وتعب الناس، بدأت أصواتهم ترتفع داعين الإله بعودة الشمس لموقعها الطبيعي”. تلك كانت الفقرة التي استهلت بها الكاتبة البحرينية نور النعيمي كتابها الجديد للأطفال “شمس وقمر” برسومات الفنانة البحرينية نور يونس، ودشنته صباح أمس السبت في مكتبة مقهى كلمات بمجمع النخيل في جنوسان.

وبحضور عدد من المدعوين والضيوف في حفل التدشين، تحدثت الكاتبة النعيمي عن مضامين الكتاب بوصفه قصة مبسطة للأطفال فيها ثلاث شخصيات رئيسة، وهي: السحابة والشمس والقمر، ويتناول سرد الأحداث ما يجري بين تلك الشخصيات، لتغرس في نفوس الأطفال قيم الصداقة ومساعدة المحتاجين من بوابة استخدام الظواهر الطبيعية لزرع تلك المعاني وتنمية الخيال لدى الأطفال.

وتنوعت أساليب الرسومات المرافقة لأحداث القصة بين التعبيرية والخيالية والملهمة لتحقيق متعة القراءة، وفي هذا الجانب تقول الفنانة نور يونس: “لأننا نخاطب الأطفال في سن القراءة المبكرة، فهذه الفئة تنجذب للرسومات والألوان ما يلزم أن يعيش الطفل لحظة القراءة، وهو يطالع مشهدا يلفت انتباهه، وقد أجادت الكاتبة في صياغة الفقرات القصيرة ذات المعنى الواضح، والذي يتكامل مع الرسومات، فقد يستوعب الطفل بدرجة أكبر الصورة والرسمة أكثر من الكلام المطول”.

وبأسلوب جديد، تم تصميم الكتاب من الغلاف إلى الغلاف باستخدام الورق المقوى، وتعبر الكاتبة النعيمي عن سعادتها؛ لأن التصميم أعجب الكثيرين خصوصًا وأن هذه الطريقة محدودة في إصدارات الطفل، وحين يصدر بعضها بهذا النمط، يكون المضمون فيها ضعيفا ولا يحقق الهدف من القصة”، واحتوى الكتاب في غلافه الداخلي على حيز فيه قرص مدمج تم فيه تسجيل القصة بمؤثرات تمكن الطفل من القراءة أو الاستماع خصوصًا بالنسبة للأطفال الذين يتحدثون اللغة الإنجليزية أكثر من اللغة العربية، وكذلك بالنسبة لأولياء الأمور الذين قد لا يتمكنون من قراءة القصة لأطفالهم، فيتم تشغيلها للاستماع”.

وتعتبر نور النعيمي من الكتاب البحرينيين الشباب الواعدين في مجال الكتابة في أدب الطفل، وقد عملت في القطاعين العام والخاص، وهي شغوفة بالتاريخ والأدب، ولها كتابات في عدد من المجلات والصحف المحلية، وأول إصدار لها قصة قصيرة بعنوان the peark thief تدور أحداثها في عصر  الغوص. أما نور يونس، فهي فنانة بحرينية بدأت مشوارها كمدربة للفنون في مؤسسات مستقلة، وعملت في وزارة الشباب والرياضة مما منحها الفرصة؛ للمساهمة في نشر ثقافة الإبداع الفني لدى الأطفال، وتعمل حاليًا لدى شركة الخير لخدمة المجتمع بالرياض في المملكة العربية السعودية.