+A
A-

بُنية النظام الإيراني في خطر

صرح مستشار الرئيس الإيراني حسن روحاني، حسام الدين آشنا، أمس السبت بأن “من خرجوا في مظاهرات يناير من العام الماضي كانوا يهدفون إلى إسقاط الحكومة، لكن مسعاهم خاب واستطعنا السیطرة علی المتظاهرين”. وفي مقابلة مع وکالة أنباء “إيسنا”، قارن حسام الدين آشنا بين مظاهرات يناير 2018 وما اشتعلت به شوارع المدن الدينية في إيران في تسعينات القرن الماضي.

وأضاف حسام الدين آشنا “على الرغم من أن الخلفية الاقتصادية لاحتجاجات يناير الماضي كانت حاضرة كما كانت في احتجاجات التسعينات، لكن الاحتجاجات الأخيرة كانت لها خلفية اجتماعية أكثر عمقًا، ما يجعلها أكثر خطرًا على بنية النظام الإيراني”.

لكن اللافت في تصريحات مستشار الرئيس الإيراني إشارته إلى أنه “لا تزال هناك احتمالات كبيرة لاشتعال الاحتجاجات في المدن الإيرانية في أي لحظة، ومن أدنى شرارة ممكنة”.

ويشير تحليل مستشار روحاني ضمنيًا إلى أن أسباب خروج الإيرانيين منذ تسعينات القرن الماضي ما زالت موجودة على أرض الواقع، وأن أحدا لم يستطع حل هذه المشكلات التي باتت تهدد حياة الإيرانيين.

ويشير كلام حسام الدين آشنا هنا إلى فترة حكم الرئيس الإيراني الأسبق الراحل هاشمي رفسنجاني، الذي حاول انتهاج سياسات اقتصادية تهدف إلى إصلاحات هيكلية في الاقتصاد الإيراني، لكن هذه الإصلاحات أرهقت المواطنين ما أدى إلى خروج مظاهرات في الشوارع العام الماضي قام بها الفقراء في كثير من المدن الإيرانية، لكن أصلها كان في مدن مشهد وقزوين وإسلام شهر.

يشار إلى أن احتجاجات يناير الماضي، اشتعلت من مدن مذهبية مثل قم ومشهد، وانتشرت في أكثر من 100 مدينة إيرانية، واستهدفت شعاراتها لأول مرة المرشد علي خامنئي، وطالبت بتنحيه عن الحكم.

ومن جهة ثانية، يشير المراقبون إلى أن الأسباب التي دعت حسام الدين آشنا إلى التحذير من احتجاجات قادمة هي نفسها التي أثارت الاحتجاجات الماضية، وهي: التضخم والغلاء والفساد.

كما يعتقد بعض المحللين أن الأرضية باتت مناسبة من أي وقت مضى لاندلاع احتجاجات عارمة وشاملة قد تطيح بالنظام في حال اندلاعها؛ بسبب الاستياء العام من النظام بشقيه الإصلاحي والأصولي.