حذر استشاريون وجراحون مختصون بمرض السكري والقدم السكرية من ارتفاع نسبة الاصابة بالقدم السكرية بالبحرين والتي يرافقها ارتفاع بنسبة بتر الاقدام بسبب الغريرينا التي يصاب بها مريض السكري.

وبينوا أن القدم السكرية هي مرض يصيب مرضى السكري ترافقه بعض الأعراض المرضية في القدم تبدأ عادة بتورم أو قروح وجروح تصاب بها قدم المريض، معللين أن هناك عدة أسباب لإصابة مرضى السكري بالقدم السكرية من أهمها الاعتلال العصبي أو قصور الدورة الدموية، أو الالتهابات الجرثومية التي تصيب مرض السكري بعد سنين من الاصابة بالسكري.

وأشاروا إلى أنها حالة طبية تتعرض فيها قدم مريض السكري للأضرار في تركيبها أو وظيفتها أو الاثنين نتيجة إصابة صاحبها بمرض السكري.  وكشف المختصون عن أن دراسة علمية حديثة نشرتها مجلة أكاديمية السكري العالمية، أوضحت أن الأحذية هي السبب الرئيسي في تقرحات القدم، وأنها تتسبب في 85 % من عمليات بتر القدم التي تجرى عالميا، وأن 90 % من حالات بتر الأطراف كانت لقرحة أصيب بها مريض السكري ولكنه أهمل علاجها، مؤكدين أنه ليس كل قرحة مزمنة أو علاجها صعب وتؤدي للبتر، مشددين أن العلاج الوقائي المكثف يقلل من حالات بتر الأطراف لدى مرضى السكري بنسبة قد تزيد على 80 %، في معظم الحالات.

طرق العلاج

بدوره، أشار زميل كلية الأطباء الملكية في لندن، استشاري أمراض السكري والغدد اسعد الدفتر، إلى أن خطة علاج القدم السكري تعتمد أولا على السيطرة والتحكم بمعدلات السكر وضغط الدم والدهون، مع معالجة الأمراض المصاحبة، ويجب على مريض السكري تخفيف الضغط على القدم والتي تعتبر من أهم خطوات العلاج، إذ يجب عليه أن يتيح فرصة لالتئام الجرح أو القرح الذي عادة ما تصاب به في قدمه قبل أن يعاود السير عليها، وان يتأكد الطبيب المعالج والمريض من أستمرار الدورة الدموية بصورة طبيعية، وذلك بإزالة انسداد الأوعية الدموية مثلا، أو تحسين سريان الدم في القدمين، من خلال الأدوية أو بالتدخل الجراحي، ومعالجة الالتهابات بتعاطي المضادات الحيوية التي يصب عملها بالقضاء على الالتهاب وبمدة زمنية محددة للعلاج، مع متابعة تنظيف وتضميد التقرحات أو الجروح في القدم كل يوم.

وعن الحذاء الذي يجب على مريض السكري أن يرتديه لتجنب الإصابة بالقروح والتي تؤدي في أكثر الأحيان إلى مضاعفات قد تؤدي للبتر، ذكر الدفتر يجب أن يكون الحذاء واسعا، وصندوق الأصابع مرتفعا حتى لا يحدث احتكاك مع الأصابع، ويكون الحذاء مغلقا بطريقة اللصق، بحيث يستوعب القدم وأن يمنع حالات الانزلاق والسقوط التي قد يتعرض اليها مريض السكري خصوصا كبار السن من المرضى.

وأوضح الدفتر أن هناك نوعين من الإصابة بالقدم، إحداهما ناتجة عن التهابات على سطح الجلد، أو قروح نتيجة خشونة الجلد بالقدمين، وحدوث قرحة عصبية نتيجة التهاب الأعصاب، بينما ينتج النوع الثاني من القدم السكرى عن إصابات يتسبب فيها قصور شرايين القدم.

وعن آخر إحصائيات الموثقة لنسب الإصابة، أوضح الدفتر أن نسب الإصابة بالنوع الأول من القدم السكرى تشكل 60 % من حالات القدم السكري في حين أن نوع الالتهاب الميكروبي يمثل نحو 40 %، مشددا على أن تجنب البتر يكمن في اكتشاف الإصابة في المراحل الأولى من المرض.

وختم الدفتر بالقول: إن مرض السكري يعتبر ظاهرة متفشية عالمياً، مبينا أن مرض السكري في مملكة البحرين يعتبر تحديا للقائمين على الرعاية الصحية، لارتفاع نسبة الإصابة فيه سنويا، وذلك لان البحرين تقع في منطقة يعاني سكانها من استعداد وراثي مسبق لمتلازمة أيضية تجعلهم معرضين بشكل خاص للإصابة بالسكري.