+A
A-

مترشحون لم يفوزوا... لكنهم أكثر فرحًا من الفائزين

معنويات عالية و روح رياضية في صدور مترشحي المجلس النيابي للعام 2018 الذين انتهى بهم الطريق بالخسارة في هذه المنافسة، ولكن الخسارة لم تكن سوى تجربة فاشلة مر بها المترشحون لنرى البسمة على وجوههم ورضاهم بالنتيجة.

فأجرينا تحقيقًا لبيان وجهات نظر المترشحين وشعورهم بعد الخسارة.

رضاهم بالنتيجة

قال مترشح المحافظة الشمالية للدائرة العاشرة محمد العمادي إن النتيجة نصيب مقدر ومكتوب، لعلها تكون صرفت عنه شرًا؛ فهو قدم كل ما يمكن أن يقدمه في السنوات الثمان الماضية، وكان يتمنى الاستمرار في تبني الملفات التي كان يتابعها، ولكن بما أن المواطنين في الدائرة اختاروا مترشحًا آخر فيرضيه هذا الاختيار، وهو اختيار الله سبحانه وتعالى.

فيما أضاف مترشح الدائرة التاسعة للمحافظة الشمالية عباس العماني أنه منذ عزمه لخوض المعترك الانتخابي، كان هدفه ان يكون مشاركًا فاعلًا ومحرضًا على المشاركة الواعية في هذا الاستحقاق الوطني، وكان طموحه أن يكون رقمًا قويًا في المنافسة، وكل ذلك تحقق ولله الحمد.

في حين ذكرت تغريد العلوي مترشحة محافظة المحرق للدائرة السادسة أنها سعيدة بالمشاركة في العملية الديمقراطية، واعتبرت المشاركة فوزًا من أجل تقدم ورقي البحرين.

في حين ذكر مترشح محافظة العاصمة للدائرة السادسة كامل ميرزا أنه سعيد بهذه النتيجة؛ لأنه أولا وأخيرا كسب محبة واحترام الناس جميعا، وأكد سيد محمد عاشور مترشح محافظة العاصمة للدائرة الثامنة أنه سعيد؛ كونه كسب الكثير من الناس، وأفصح عن إيمانه بأن هناك فوزا وخسارة.

تلقي المترشح خبر الخسارة

اتفق محمد العمادي وتغريد العلوي على تلقيهم الخبر بروح رياضية، ووصف محمد العمادي الخبر بالهمّ الذي انزاح عنه، وأضاف أنه تمنى الفوز فلا أحد يتمنى الخسارة، لكن الخسارة لم تكن بالنسبة إليه حزنا، فهذا المكتوب.

فيما صرح عباس العماني بأن شرف المشاركة والمنافسة في هذا المضمار الوطني فوز لا يعلوه فوز، فلا يرى عباس كلمة خسارة في مكانها هنا، وبالنسبة إلى النتيجة فإنه استقبلها بصدر رحب، وفي مثل وقت الإعلان عن نتيجة المركز الفرعي، وقبل النتيجة النهائية ظهر المترشح في بث مباشر على الإنستغرام ليعلن استقباله للأهالي ولمدة 3 ليال، والذي بهره هو كمية الاتصالات والرسائل من كل أنحاء المملكة ومن عموم المواطنين وأبناء الدائرة خصوصًا ليعبروا عن صدمتهم بالنتيجة، وعدم توقعهم، لأنهم كانوا يرون الحسم إيجابًا.

بينما قال كامل ميرزا إن المنافسة الشريفة أيا كانت نتيجتها فوزا أم خسارة، لا بد من تقبلها بسعة بال. وكشف سيد محمد عاشور أنه تلقى خبر الخسارة من خلال اتصال أحد أعضاء الفريق.

تلقي فريق المترشح الخبر

كشف محمد العمادي عن حزن فريقه عند تلقيهم الخبر، وقال إن ردة فعلهم طبيعية جدًا كفريق اجتهد للفوز، ولكن عندما رأى الفريق رضا المترشح تقبلوا النتيجة.

فيما قال عباس العماني إن جميع الفريق كان يلتف حول المقر الانتخابي يترقب النتيجة، وعند وصوله كان يرى في اعينهم الصدمة، إلا أنه وقف بينهم فرحًا، ونجح ولله الحمد في السيطرة على المشاعر السلبية التي بانت على وجوههم ليحولها إلى ابتسامة ورضا بالأداء وما وصلوا إليه من إنجاز.

وذكرت تغريد العلوي أن فريقها كان يتمنى الفوز بشكل كبير، ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، فيما كان فريق كامل ميرزا متوقعا الفوز ولكن تأكدوا في الفترات الأخيرة من الانتخابات، وعندما كثر عدد المترشحين أنه لابد تقبل النتيجة أيا كانت.

وقال سيدمحمد عاشور إنه بعد النتائج الأولية اجتمع مع أعضاء الفريق ليهيئهم نفسيًا بحكم الفارق في الأصوات، ولكنهم كانوا متفائلين جدًا، رغم كل الضغوط والتحديات، وبعد النتيجة النهائية كانوا منزعجين، ولكنها كانت تجربة جيدة لتعلم الكثير.

شعور المرشحين بعد تلقيهم الخبر

صرح المترشح محمد العمادي بأن بداية تلقيه الخبر اعتبره فشلا، ولكن بعدها أيقن أنه ليس فشلا، خصوصًا بعد الاتصالات والرسائل التي عبر فيها مواطنو الدائرة عن أسفهم على خسارته، ولا يقل تفاؤل محمد عن تفاؤل عباس والفرح الذي كان يعيشه نتيجة الإنجاز الذي حققه طوال المشوار الانتخابي، فهذا كان كفيلا بتكييف أي شعور سلبي لابتسامة حقيقية.

وعبر عباس العماني عن فخره الشديد بما هو فيه، وكشفت تغريد العلوي عن إحباطها في البداية ولكن المشاركة الفعالة ونسبتها الكبيرة خففت عليها هذا الإحباط.

وبالنسبة إلى كامل ميرزا فجلس يحلل أسباب الخسارة، واعتبر سيد محمد عاشور نفسه حقق إنجازا و ليس خسارة، رغم الخيانات بسبب الإغراءات المالية التي وقعت في فريق العمل والمضايقات التي تعرضوا إليها، ولكن منهم من بقي على عهده.

خوض المنافسة مجددا في المستقبل

قال محمد العمادي إن هذه الفترة ستكون استراحة، ولم أفكر في هذه الفكرة حتى الآن، فلا أعلم ماذا سيحدث في المستقبل، وأشار عباس العماني إن قراره في المشاركة في انتخابات 2018 كان شخصيًا إلى درجة كبيرة، أما اليوم فـ2475 صوتا من أبناء دائرته هم أصحاب القرار في المستقبل، وأكدت تغريد العلوي رغبتها في الخوض في هذه المنافسة مجددًا، فالإصرار لديها كبير.

واكتفى كامل ميرزا بقوله إن المستقبل مجهول، والله العلم.  ولم يحسم سيد محمد عاشور أمر مشاركته بعد 4 سنوات، ولكن هناك تشجيع كبيرمن الناس بعد النتائج، وتشجيع من فريق العمل الذين وصفهم بالأوفياء والمخلصين لخوض هذه المنافسة مجددًا.

زهراء حسين الخضران  - طالبة إعلام في جامعة البحرين