+A
A-

استمرار احتجاجات “السترات الصفراء”

خرج آلاف المحتجين إلى شوارع مدن فرنسية، أمس السبت، في خامس عطلة أسبوعية على التوالي تشهد احتجاجات مناهضة لحكومة الرئيس إيمانويل ماكرون، يشوبها اشتباكات وأعمال عنف، وذلك رغم دعوات لعدم التظاهر بعد هجوم مسلح في مدينة ستراسبورغ الأسبوع الماضي. وذكرت وزارة الداخلية أن 66 ألف متظاهر من السترات الصفر خرجوا في أنحاء فرنسا، بينما ارتفع عدد المعتقلين منهم إلى 168، حيث تحركت مجموعات تضم مئات المحتجين في مسيرات بعدة أحياء.

وقال وزير داخلية فرنسا إن نحو 69 ألفا من أفراد الشرطة انتشروا لتأمين الاحتجاجات، أمس السبت، وإنه تم تعزيز القوات في مدن تولوز وبوردووسانت ايتيين.

واشتبكت الشرطة الفرنسية مع محتجي السترات الصفر. وسار مئات من المتظاهرين قرب قوس النصر بوسط باريس، في ظل انتشار أمني مكثف. ولوح محتجون بالأعلام، وحملوا لافتات، وحاولت الشرطة منع تقدمهم، مطلقة الغاز المسيل للدموع حين اندلعت الاشتباكات.

وفي باريس، انتشرت الشرطة بأعداد كبيرة لاحتواء أعمال العنف. لكن عدة متاجر كبرى، مثل غاليري لافاييت، فتحت أبوابها لاستقبال المتسوقين قبيل احتفالات عيد الميلاد.

وقال مصدر بالشرطة إن أعداد المتظاهرين أقل مقارنة بالسبت الماضي.  وأطلقت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع على مجموعات صغيرة من المحتجين خلال اشتباكات قرب شارع الشانزليزيه. وتمكنت قوات الأمن الفرنسية من السيطرة على الاحتجاجات وإخلاء معظم شوارع باريس من المتظاهرين وإعادة فتح بعض الجادات الرئيسية أمام المارة، وذلك بعد سبت خامس من الاحتجاجات التي جاءت أقل نطاقا هذا الأسبوع. وقدرت الداخلية الفرنسية أعداد المحتجين في عموم البلاد اليوم بنحو 34 ألف شخص، فيما تظاهر السبت الماضي أكثر من 77 ألفا. واعتقلت الشرطة الفرنسية 107 أشخاص من متظاهري “السترات الصفر”، ظهر أمس، خلال الاحتجاجات التي استؤنفت للأسبوع الخامس على التوالي، واندلعت مشاحنات بين المتظاهرين والشرطة وسط باريس.

من جهته، قال وزير الداخلية الفرنسي، كريستوف كاستانير، إن الوقت حان كي يخفف المتظاهرون من احتجاجاتهم ويقبلوا بما حققوه من أهداف، مشدداً على أن الشرطة تستحق أن تأخذ راحة أيضاً، بحسب تعبيره. إلى ذلك، دعا الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إلى “الهدوء” و”النظام” قبيل التظاهرات. وقال الجمعة: “لا أعتقد أن ديمقراطيتنا تستطيع قبول احتلال الساحة العامة وأشكال العنف” التي شابت تظاهرات أيام السبت القليلة الماضية، لاسيما وسط باريس. وفي تصريحاته التي أدلى بها بعد قمة للاتحاد الأوروبي في بروكسل، أضاف ماكرون: “بلدنا بحاجة إلى الهدوء، بحاجة إلى النظام، بحاجة إلى العمل بشكل طبيعي مجددا”.