+A
A-

سلمان بن إبراهيم.. إرث من النجاحات

يتسلح الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة بإرث كبير من النجاحات والإنجازات التي حققها خلال السنوات الـ 6 الماضية في رئاسة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، كما يتكئ على الدعم والإجماع والالتفاف الذي يحظى به من 40 اتحادا وطنيا، في التفوق على منافسيه على منصب الرئاسة، وهما الإماراتي محمد خلفان الرميثي، والقطري سعود المهندي في الانتخابات التي ستجري 6 أبريل المقبل 2019 في العاصمة الماليزية كوالالمبور.

ومع تبقي نحو أربعة أشهر على انتخابات الاتحاد الآسيوي مازال الشيخ سلمان بن إبراهيم في الصدارة، وهو الأقرب للاحتفاظ بمنصب الرئاسة، وهو ما اتضح جليا في اجتماع الجمعية العمومية بعدما صادق 42 اتحادا من أصل 46 يحق لهم التصويت على تعديل بعض بنود النظام الأساسي للاتحاد الآسيوي، وهو ما يعكس وحدة القرار داخل أكبر اتحاد قاري.

ولا يشكل ترشيح الرميثي والمهندي تراجعا لحظوظ الشيخ سلمان بن إبراهيم خصوصا، وأن الاثنين ترشحا قبل نهاية إغلاق باب الترشح بساعات قليلة مما يعني عدم وضوح الرؤية لديهما تماما، وربما عدم الجدية الكافية في مواصلة السباق الانتخابي أو العمل على بعثرة أوراق الانتخابات لاستحقاقات ومكاسب وتربيطات واتفاقات أخرى يسعيان وراءها لاحقا، مما يرجح فرضية انسحابهما أو أحدهما لاحقا.

ويأتي غياب أي مرشح سعودي للمنافسة على منصب الرئاسة وتحديدا عادل عزت الرئيس السابق للاتحاد السعودي، لتأكد الفرضية التي تحدثنا عنها سابقا، وهي محاولة الاتحاد السعودي للسعي وراء أهداف أخرى تتمثل في التغلغل داخل الاتحاد القاري بالحصول على مناصب ذات تأثير أكبر، وما يجسد تلك الفرضية واقعا هو ترشح رئيس الاتحاد السعودي قصي عبدالعزيز الفواز لمنصب نائب الرئيس عن منطقة غرب آسيا بعدما كان أحمد عيد عضوا في اللجنة التنفيذية فقط بالدورة الانتخابية الماضية، إضافة إلى ترشح السعودي خالد عوض الثبيتي لعضوية مجلس الاتحاد الدولي (الفيفا)، وهو حق مشروع للسعودية التي تتمتع بتأثير وثقل كبير على مستوى العالم والقارة رياضيا وسياسيا واقتصاديا.

وفي ظل ترشح ثلاث شخصيات عربية خليجية لرئاسة الاتحاد القاري لا تشير المعطيات الأولية إلى دخول الثلاثة في معركة “كسر عظام” مثل التي حصلت في انتخابات 2013، خصوصا وأن الشيخ سلمان بن إبراهيم أكد مرارا وتكرارا أهمية ترسيخ أعلى معايير النزاهة، خلال الانتخابات، وخاطب أعضاء الجمعية العمومية مؤخرا بالقول: “كما تعرفون، فإن انتخاباتنا كانت تعتمد دائما على مبادئ اللعب النظيف، واحترام القواعد والتعليمات، ونحن في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، اكتسبنا سمعة إيجابية وصورة حسنة خلال السنوات الخمس الأخيرة، وهو الأمر الذي يفرض علينا المحافظة على تلك المكتسبات ..”.

ويرى مراقبون أنه من الصعوبة أن يتخلى 40 اتحادا قاريا عن الشيخ سلمان بن إبراهيم بعدما استطاع أن يبرم اتفاقية الحقوق التجارية مع (دي دي ام سي فورتيس)، التي وصلت إلى رقم قياسي، والتي ستضمن الاستقرار المالي في الاتحاد الآسيوي وكذلك في الاتحادات الوطنية الأعضاء، بجانب افتتاح المبنى الجديد بمساحة 200 ألف قدم مربع، والذي يشكل إرثا لكرة القدم الآسيوية تماشيا مع خطط الاتحاد الآسيوي للتطوير المستدام، علاوة على الكثير من الإنجازات التي استعرضناها خلال التقارير السابقة.

كل تلك المعطيات مازالت تؤكد قوة الشيخ سلمان بن إبراهيم في الصمود والثبات حتى الرمق الأخير من الانتخابات، مما يعني أن ترشح المهندي والرميثي لا يشكل مصدر قلق بالغ، مع كامل الاحترام والتقدير لسيرتهما الكروية وعطائهما المتميز.