+A
A-

أضف لدوائك طعمًا لذيذًا

الأمهات أحيانًا، ولشدة حبهن لأطفالهن، يضعن في الدواء طعمًا حلوًا ليغيرن طعم الدواء المر فيتقبل الطفل الدواء ويشفى من آلامه.

لماذا لا نطبق هذه الاستراتيجية في حياتنا؟ لابد لكل إنسان أن يواجه الفشل في إحدى فترات حياته، أو يواجه المصائب والأمراض والمشاكل التي تُعتبر جزءًا من الحياة، لكن السؤال هو: كيف سيضيف لها طعمًا لذيذًا ليتقبلها ثم يغيرها؟

أتذكر أنني ذهبت لإجراء عملية في ركبتي قبل سنين، وبعدها لم أستطع المشي بسهولة، فاستغللت جلوسي في ذلك الوقت في القيام ببحث مفصل قدمته لإحدى الوزارات!

ماذا عن رسولنا الكريم (صلى الله عليه وسلم)؟ ألم يطرد من مكة فنشر الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها؟

ماذا عن النبي يوسف؟ ألم يُلق في بئر وبعد محنته سجد له إخوته تكريمًا له؟

أما الإمام أحمد بن حنبل الذي سجن وجلد فصار إمام السنة، والسرخسي الذي وضع في قعر بئر معطلة، قام بإخراج 20 مجلدًا في الفقه، وأقعد ابن الأثير فصنف كتاب جامع الأصول، ونفي ابن الجوزي من بغداد فجود القراءات السبع!

ماذا عن المزارع هولندي الأصل الذي اشترى قطعة أرض في إفريقيا وكانت غير صالحة للزراعة ومليئة بالثعابين والعقارب، فحولها إلى مركز لقاحات عالمي!

أيضًا الخياط الألماني أوسكار شتراوس، الذي ذهب إلى كاليفورنيا لاكتشاف الذهب ففشل في ذلك وكاد أن يموت جوعًا ثم صنع من خيمته سراويل الجينز التي تناسب عمال المناجم في ذلك الوقت فازدهرت تجارته!

لابد أن نقاتل في الحياة، وأن نضيف ذلك الطعم الحلو إلى المرارة التي سنجدها أمامنا، قد نسقط كثيرًا، لكن علينا أن ندرك أنه عندما نسقط كثيرًا فنحن نتعلم كثيرًا، فيجب أن نتكيف مع ظروفنا القاسية مهما كانت.

مصطفى العديلي