+A
A-

شاهدت لكم: The House with a Clock in Its Walls

السحر مرحب به دائما على شاشة السينما، ويزداد هذا الترحيب بشكل ملحوظ إذا كان العمل يحمل توقيع فنان كبير، وله خبرة كبيرة في هذا المجال مثل ستيفن سبيلبرج صاحب “إي تي” و”الفك المفترس” وغيرها من الأعمال التي تعتمد على الخيال والإثارة. يقدم سبيلبرج هذه المرة “المنزل ذو الساعات على الجدران”، بمذاق كلاسيكي واضح، وإن كان قد أسند مهمة الإخراج إلى إيلي روث.

ينتمي الفيلم إلى عالم الفنتازيا، وهو مأخوذ عن رواية بنفس الاسم للكاتب جون بليرز، صدرت عام 1973، ومن ثم يجمع الفيلم بين الإثارة والرعب، على الرغم من أنه موجه للأطفال، فيما يعد فرصة مناسبة لتقديم هذا النوع السينمائي إلى جمهور ينتمي إلى جيل آخر من المشاهدين. وبالإضافة إلى استعراضه المبهر لأحدث وسائل وتقنيات المؤثرات البصرية في إعادة انتاجه لعالم سحري، وإن كانت أحداثه تدور عام 1953، يضم الفيلم كوكبة من كبار نجوم الصف الأول وفي مقدمتهم كيت بلانشيت وجاك بلاك.

تدور أحداث الفيلم حول قصة لويس بارنافيلت، وهو طفل في العاشرة من عمره، يلعب دوره أوين بكارو، ينتقل إلى بلدة نيو زيبيدي، بولاية ميتشجان، لكي يعيش مع عمه جوناثان (جاك بلاك) في منزله القديم، والذي يوجد به ساعة سحرية غامضة. لم يكن الطفل الذي فقد والديه، يرغب في أكثر من طفولة طبيعية، إلا أنه يكتشف فجأة أنه سوف يعيش تجارب أبعد ما تكون عن أية حياة طبيعية لطفل عادي.

كان العم جوناثان، ساحرا محدود الموهبة، ولكنه حسن النية، بينما كانت جارته وصديقته فلورنس زيمرمان (كيت بلانشيت)، ساحرة أقوى منه بكثير. كان المنزل الذي انتقل لويس للعيش به، ملكا لإيزاك وسيلينا إيزارد، واللذان قبل وفاتهما صمما ساعة ذات قوى سحرية عظيمة، خبأها في مكان سري خلف الجدران، دون أن تتوقف تروسها عن الدوران للأبد في ذبذبات تحاول من خلالها الانتقال بالعالم إلى فضاء سحري مواز، تمكن إيزاك قبل وفاته من الوصول إليه لكي يدمر العالم.

لكن الحياة الهادئة الرتيبة في مدينته، تنتهي فجأة، عندما تمكن الصغير لويس، الذي لم يكن يسعى إلا لتكوين صداقات جديدة، من إيقاظ سحرة وساحرات ينتمون إلى عوالم خيالية سرية، فيخرج الوضع عن السيطرة، عندما تنطلق الأشباح والأرواح الشريرة التي جلبتها الساحرة الشريرة سيلينا من أسرها في العالم الموازي، وتبدأ جحافلها في الهجوم على المدينة لتدميرها.

بمساعدة جوناثان والآنسة زيمرمان، يتعين على لويس أن يستجمع كل ما أوتي من قوة وشجاعة، للتصدي لقوى الشر التي جلبتها الساحرة الشريرة سيلينا، ومنعها من استكمال مخطط زوجها إيزاك والسيطرة على القوى الخارقة لهذا الشر التي تهدد بنهاية العالم وحلول يوم الحساب.

يبرز العمل متعدد الجوانب، مدى قدرة النجمة الحاصلة على الأوسكار، كيت بلانشيت على تنويع أدوارها، بين الدراما، والكوميديا، فضلا عن أدوارها في أفلام الخيال التاريخية والأبطال الخارقين مثل “ثور” و”الهوبيت”. ويعتبر هذا الفيلم باكورة التعاون بين النجمة الأسترالية الأصل وروث، الذي اشتهر بتقديم أفلام رعب، ويطور في هذا العمل توجهاته بصورة طفيفة، حيث يوضح “هذا أول عمل أقدمه للأطفال”، مشيرا إلى أنه استوحى في تفاصيله أفلام كلاسيكية أثرت فيه طوال طفولته مثل “الجريملنز” و”روح شريرة”. كما أنه على الرغم من أن توزيع الفيلم سوف تقوم به شركة يونيفرسال، إلا أنه حرص على إضفاء روح “أمبلين”، شركة سبيلبرج للإنتاج السينمائي، التي أسسها مع كاثلين كينيدي وفرانك مارشال عام 1981، على العمل.