+A
A-

ختام المنتدى الرياضي للجنة الأولمبية بنجاح وإقبال واسع

اختتمت أمس (الإثنين) فعاليات المنتدى الرياضي الذي نظمته اللجنة الأولمبية البحرينية على مدار اليومين الماضيين في ثلاثة محاور “محو الأمية البدنية”، “مكافحة المنشطات”، “الاحتراف الرياضي” بفندق كراون بلازا بحضور عدد كبير من المشاركين.

وشهد حفل الختام الأمين العام للجنة الأولمبية البحرينية عبدالرحمن عسكر، والمدير التنفيذي للشؤون الرياضية عبدالجليل أسد، وعدد من المديرين والمسؤولين في اللجنة الأولمبية، حيث قام الأمين العام بتكريم المحاضرين في المنتدى، وهم كل من نائب المدير العام للمنظمة الإقليمية لمكافحة المنشطات في دول مجلس التعاون الخليجي واليمن، رئيس اللجنة الكويتية لمكافحة المنشطات هناء الشطي، ورئيس قسم التوعية والإعلام في اللجنة الكويتية لمكافحة المنشطات رئيس قسم البحوث الفسيولوجية في مركز الطب الرياضي الكويتي محمد الدوسري، ومدير مركز وينرز مدير مشروع الاحتراف والبعثات الرياضية في البحرين فواز البنمحمد، والرئيس التنفيذي بالجمعية الكندية للرياضة مدى الحياة الكندي “ريتشارد وي”، والباحث في قسم العلوم البشرية بجامعة ماكواير بأستراليا المحاضر الأسترالي “دين ددلي”، ومدير العلاقات الدولية في الجمعية الكندية للرياضة مدى الحياة الكندي توم جونز.

وبعد نهاية المنتدى قامت اللجنة المنظمة بمنح شهادات المشاركة على كافة الحاضرين.

محو الأمية البدنية كوسيلة تعليمية

بدأت المحاضرة الأولى تحت عنوان “محو الأمية البدنية كوسيلة تعليمية” للمحاضر الأسترالي “دين ددلي”، والتي تناول خلالها العمليات المستخدمة في برنامج محو الأمية البدنية كمنهج تعليمي في الوكالات الرياضية، واستعرض مفاهيم مجالات التعلم والتعلم المرئي وتأثير العالم مندلييف.

وأكد “دين ددلي” أهمية تأثير ممارسة الرياضية على التحصيل العلمي وتحديدا في مادة الرياضيات والقراءة وباقي المواد واستعرض دراسات علمية بينت ذلك الأثر بالأرقام، موضحا بأن ممارسة الرياضة لها نتائج رائعة على الأطفال، فالرياضة لا تزيد دوافع التعلم فقط، وإنما تحببهم في المدرسة، وتمنع نسبة التغيب، مشيرا إلى الأهمية الكبيرة لحصة التربية الرياضية.

وأضاف “يجب ألا ننظر إلى الرياضة وانعكاساتها الإيجابية على الصحة فقط، وإنما على الجانب الذهني والعاطفي والبدني، فهناك أثر كبير لحصة التربية الرياضية على الأطفال من الناحية العقلية والعاطفية لدى الأطفال، فقد أجريت دراسة من خلال دمج بعض المواد في حصة التربية الرياضية مثل الرياضيات والعلوم من خلال التعلم عن طريق الحركة وبلغ الأثر الإيجابي درجات عالية..”.

وأشار إلى وجود تحديات كثيرة تواجه محو الأمية البدنية مثل انخفاض عدد ممارسي الأنشطة الرياضية، وانتشار الغش واستخدام المنشطات والعبء الواقع على المؤسسات من الأمراض المزمنة، وهو ما يستوجب تفعيل برنامج محو الأمية واقناع المؤسسات والدول به من خلال دمجه بعناصر أخرى وربطه بالبعد الفكري والاجتماعي والمعرفي ليلقى القبول المناسب ويقتنع الآخرين به.

الجودة الرياضية وتطويرمحو الأمية البدنية

في المحاضرة الثانية التي جاءت بعنوان “تحسين الجودة الرياضية وتطوير محو الأمية البدنية” للمحاضر الكندي ريتشارد وي استعرض خلالها تجربة كندا وجنوب إفريقيا في التخطيط الرياضي طويل المدى، مشيرا إلى أن محو الأمية البدنية يعني النشاط مدى الحياة، ويتضمن ذلك الاهتمام بالجوانب البدنية والنفسية والمهارية والخططية على امتداد مراحل عمر الإنسان، على أن يتم لبدء في عمر مبكر من خلال أنشطة داعمة ومرحة تشمل المهارات الحركية والرياضية الأساسية، والعمل على تطوير الرشاقة والتوازن والتوافق والسرعة، ومن ثم اختيار الهدف بأن يكون البرنامج بهدف التميز الرياضي أو النشاط فقط.

وأضاف “جودة برنامج محو الأمية البدنية يجب أن تتماشى حسب مرحلة كل طفل، وينبغي أن تكون سلوكيات المدرب والمعلم وولي الأمر داعمة ... وتصميم البرامج يجب أن تكون قابلة للقياس للتتحقق من فعالياتها”.

وأوضح بأن جودة البرامج يجب أن تراعي العمر والحجم والتقييم المستمر، وأن تكون البرامج متطورة وتتحدى قدرات المشاركين؛ ليكتسبوا مهارات جديدة، وأن تتسم بالتوازن والتكامل بما يتماشى مع رؤية المنظمات أو الهيئات الرياضية في البلد، وأن يكون البرنامج في المراحل الأولى؛ بهدف التعليم والتطوير، وليس الفوز، وأن تكون الفرص متساوية بين الجميع دون تمييز.

بناء الجودة

في المحاضرة الثالثة بعنوان “بناء الجودة” تحدث المحاضر ريتشارد وي وذكر بأن تحقيق الرياضة النوعية وتطبيق برنامج محو الأمية البدنية يتم عن طريق الأشخاص المناسبين ويؤدي إلى تجارب إيجابية للمشارك، كما تحدث عن عدد من العناصر التي تؤدي إلى خبرات نوعية في الرياضة وتناول كيفية إنشاء مسار الجودة لدعم الأفراد في أن يصبحوا مثقفين في محو الأمية البدنية، وأن يطوروا التميز الرياضي، وأن يكونوا نشطين مدى الحياة.

وأضاف بأن تصميم البرنامج يجب أن يتضمن ألعاب مصغرة وأدوات تناسب الفئة العمرية وزرع الثقة بالنفس لدى الأطفال واستخدام التكنولوجيا لتوصيل المعلومة والمعرفة كأن يتم تصوير الأطفال أثناء ممارسة الرياضية بالفيديو وتبادله فيما بينهم للتشاور وتبادل الخبرة، والتعرف على نقاط الضعف والقوة وتوثيق ونشر قصص النجاح.

مكافحة المنشطات والاحتراف الرياضي

وتواصلت في اليوم الثاني من المنتدى الرياضي إقامة دورة مكافحة المنشطات في المجال الرياضي الذي حاضر فيها رئيس قسم التوعية والإعلام باللجنة الكويتية لمكافحة المنشطات رئيس فريق مكافحة المنشطات والهرمونات في المجال الرياضي التابع للهيئة العامة للرياضة في دولة الكويت الشقيقة المحاضر محمد الدوسري، ودورة الاحتراف الرياضي الذي حاضر فيها مدير مركز وينرز مدير مشروع الاحتراف والبعثات الرياضية في البحرين فواز البنمحمد، واللتين شهدتا حضور مسؤولين عن الأندية الصحية والرياضية وممثلين عن المراكز والهيئات الرياضية وعدد من المختصين والمهتمين في هذا الشأن.

بوفرسن: قوانين ترتقي بالشباب والرياضة

قال عضو البرلمان النائب علي بوفرسن: “سعيد بالحضور والمشاركة في هذا المنتدى الذي يعتبر من أهم المنتديات الرياضية التي نظمتها اللجنة الأولمبية البحرينية، والتي تتوافق مع رؤية وجهود سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة. فمثل هذه المنتديات تدفعنا كأعضاء في السلطة التشريعية لإعداد القوانين التي تساهم في الحفاظ على المجتمع لاسيما الشباب، وتدفع نحو تطوير وارتقاء رياضتنا”.

سالمين: المنتدى قدم مادة علمية أثرت خبرات المشاركين

أكد نجم كرة القدم البحرينية السابق الدولي محمد سالمين أهمية المنتدى الرياضي الذي نظمته اللجنة الأولمبية البحرينية على مدار اليومين الماضيين في مواضيع محو الأمية البدنية والاحتراف الرياضي ومكافحة المنشطات؛ بوصفها أحد أهم المواضيع التي تسهم بصورة مباشرة في الارتقاء بالحركة الرياضية.

وأضاف بن سالمين أن المنتدى الرياضي وبما تضمنه من محاور بمشاركة نخبة من الخبراء والمتخصصين قدم مادة علمية أثرت معارف وخبرات المشاركين، معربا عن سعادته بالمعلومات القيمة التي تناولها المحاضرون من الجمعية الكندية للرياضة؛ من أجل الحياة، والتي أكدت أهمية حصة التربية الرياضية تحديدا ولما لها من آثار إيجابية في زيادة التحصيل العلمي لدى الطلبة.

وأثنى بن سالمين على الدور التي تقوم بها اللجنة الأولمبية في مجالي التدريب والتطوير عبر إقامة مثل هذه المنتديات العلمية القيمة، والتي تعتبر امتدادا لجهودها في ربط العلم بالرياضة لما له من أثر كبير في تعزيز مخرجات الحركة الرياضية.

طه وجعفر مشاركة مميزة بالترجمة

شهدت دورة محو الأمية البدنية مشاركة مميزة من جانب مدير الأكاديمية الأولمبية التابعة للجنة الأولمبية البحرينية نبيل طه والأكاديمي في التربية الرياضية المحاضر المعتمد بالأكاديمية الأولمبية حسين جعفر، اللذان شاركا كمقدمين ومترجمين للمحاضرين المشاركين في هذه الدورة. ويعتبر طه وجعفر شخصيات أكاديمية بارزة على مستوى القطاع الرياضي المحلي، ولهما إسهامات واضحة في هذا المجال.

جهود كبيرة للمنظمين

بذل المنظمون للمنتدى الرياضي جهودا كبيرة لإبراز هذا الحدث في أبهى حلة من خلال قيامهم بالمهام التنظيمية على أكمل وجه، والذي لاقى ذلك استحسان جميع المشاركين في الأول والثاني من المنتدى.

القضاء على هذه الآفة

قال لاعب المنتخب الوطني للسنوكر حبيب صباح: “إن المنشطات آفة يجب القضاء عليها؛ لأنها لا تهدد فقط الرياضيين فحسب، وإنما تهدد الشباب، فيجب سن القوانين التي تجرم هذه الظاهرة السيئة التي انتشرت بين الشباب، والتي قد تودي بحياتهم. فليس بالفخر أن يتناول الرياضي المنشطات بهدف تحقيق نتيجة مشرفة، بل بالعمل المتواصل وبالجهد والمثابرة وببرنامج رياضي متكامل سيكون الرياضي قادرا على تحقيق هدفه والوصول لمنصات التتويج”.

منتدى هادف

من جانبه، قال لاعب ألعاب القوى سام محمد أسلم: “إن المنتدى الرياضي حمل رسائل وأهداف واضحة تعزز من الثقافة الرياضية السليمة بالمجتمع، ويحارب ظاهرة المنشطات التي باتت اليوم مشكلة واضحة تنتشر بين الشباب البحريني. فالمنتدى يدفع الشباب نحو ممارسة الرياضة بالشكل الطبيعي وفق برامج غذائية وتدريبية تساهم في رفع مستواه بشكل أفضل، دون الحاجة لتناول المنشطات التي قد تقضي على مسيرته الرياضية”.